لماذا وإلى أين ؟

هل صارت بعثة ”مينورسو” بالصحراء في مفترق الطرق بعد قرار ترامب؟ (خبير يُجيب)

وصف تقرير صادر عن معهد المشروع الأمريكي لأبحاث السياسات العامة، عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بـ”الفاشلة”، ودعا إلى تقليصها بشكل كبير، متهماً إياها بإهدار المال وتأجيج الصراعات في بعض الحالات.

أشار التقرير إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، قامت بتخفيض ميزانية الأمم المتحدة بهدف الحد من “الهدر”، مما أثار حالة من الذعر بين مسؤولي المنظمة الدولية.

وأوضح التقرير أن الولايات المتحدة كانت تنتقد منذ عقود مساهمتها في ميزانية الأمم المتحدة، ولكن وصول ترمب إلى السلطة مكنه من “توفير مليارات الدولارات من خلال القضاء على عمليات حفظ السلام الفاشلة”.

انتقد التقرير بعثات ”مينورسو”، معتبراً إياها “إخفاقات باهظة التكلفة”، بل وتساهم في إبقاء الصراع قائماً. وكمثال على ذلك، ذكر التقرير بعثة الأمم المتحدة في الصحراء، التي أنشأها مجلس الأمن سنة 1991.

واتهم البعثة الأممية بتعميق المشكل في نزاع الصحراء، من خلال تمويل مخيمات اللاجئين وتضخيم شرعية جبهة البوليساريو.

ودعا التقرير الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى إنهاء بعثات حفظ السلام التقليدية التي “لا تجدي نفعاً في أحسن الأحوال، وتؤجج الصراعات في أسوأها”. كما دعا الولايات المتحدة والكونغرس إلى عدم التسامح مع عمليات حفظ السلام التي تستمر لعقود دون تحقيق نتائج ملموسة.

وسط ما يجري، تَبرز تساؤلات حول ما إذا كان تخفيض إدارة ترمب ميزانية الأمم المتحدة سيكون له تأثير على بعثة “المينورسو” وعلى قضية الصحراء بشكل عام؟

 تفاعلا مع هذا السؤال، يرى صبري لحو، خبير في القانون الدولي، الهجرة ونزاع الصحراء، أن الجواب يتطلب مراجعة سياسة ترمب وفق ما رَفع من أجله سواء في حملته الانتخابية أو عبر القرارات التنفيذية التي وقعها بعد توليه السلطة وإلى حدود اللحظة.

صبري لحو خبير في ملف نزاع الصحراء

وأوضح ذات الخبير والمحامي بهيئة مكناس، متحدثا لجريدة ”آشكاين”، أن سياسة ترمب تهدف إلى جعل أمريكا ”قوية من جديد، وبشكل لا يمكن الشك والطعن في قوتها وعظمتها من جديد”، ومن أجل الوصول إلى هذه النتيجة، نهج الرئيس الأمريكي سياسة ”التقشف في النفقات”، وخاصة ”غير الضرورية” من قبيل مساهمات واشنطن في المنظمات الدولية، أو حتى في بعثات السلام التابعة للأمم المتحدة.

أكد لحو أن توصية التقرير الأمريكي بتقليص مساهمات إدارة ترامب في بعثات الأمن أو السلام الدولي، ستنعكس سلبًا على مهام هذه البعثات، بما في ذلك “مينورسو” في الصحراء المغربية.

وشدد المتحدث على أن دعوة المعهد تجد سندا لها في القناعة الأمريكية بسيادة المغرب على الصحراء، مؤكدا أن بقاء ”مينورسو” والحالة هاته، ”مجرد تبذير لا فائدة منه”.

وكشف أن تقليص النفقات، كجزء من السياسة الجديدة لترمب، سيمتد أيضا إلى بعثة ”مينورسو”، أولا لكون أمريكا اعترفت بسيادة المغرب على الصحراء، وثانيا لكون مهام البعثة الأممية المذكورة منحصرة في نزع الألغام ومراقبة وقف إطلاق، ويرى صبري لحو، أن بقاءها من عدمه ”لن يؤثر على العملية السياسية”، لأنها على حد تعبير الخبير عينه ”استنفذت الهدف منها بعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء”.

وأوضح في السياق ذاته تخفيض أو تقليص مساهمات أمريكا للهيئة الأممية، سيؤدي ”حتما إلى ضغط أمريكي من أجل حل قريب”، لقضية الصحراء، لافتا إلى أن واشنطن ”ستؤثر من موقع قوة عظمى أو داخل مجلس الأمن أو عبر حلفاءها” لحلحلة النزاع، في إطار الالتزام الأمريكي الداعم للوحدة الترابية للمملكة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

1000
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x