2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
المغاربة يستنجدون لإنقاذهم من “حموضة” انتاجات القنوات العمومية الرمضانية

إن كان عدد من المغاربة قد وجدوا حلولا طبية لمشاكل الحموضة وحرقة المعدة في رمضان، فإنهم عجزوا على حلول تقيهم من “حريق الحموضة” التي يخلفها مشاهدة المسلسلات و”السيتكومات” التي تبثها قنوات القطب العمومي المغربي تزامنا مع وقت الإفطار في رمضان.
من جديد، نجد أنفسنا أمام نقاش لا هو بقديم ولا هو بجديد يتعلق بتقييم الأعمال التلفزيونية الرمضانية التي تبثها القنوات العمومية المغربية، والتي لا تمر إلا قبل أن تشعل غضب فئة واسعة من المغاربة لـ”رداءة” مضمونها ولأنها لا تشبههم ولا تعبر عن شخصيتهم ولا ثقافتهم وتاريخهم.
هذه السنة كذلك، يجد عدد من المغاربة أنفسهم أمام “سيتكومات” و”كبسولات” كوميدية تبث عن القناتين العموميتين الأولى والثانية التي تمول من جيوبهم لا ترقى لتطلعاتهم ولا تمثلهم وتكرس الصورة النمطية عن الإعمال التلفزيونية المغربية التي توصف عادة بـ”الحموضة” ودون المستوى.
إن المغاربة متشبثون بمنتوجاتهم الوطنية بدليل أرقام المشاهدة في أوقات الذروة، فإنهم هذه السنة وجدوا أمامهم مسلسلات مكتوبة لجمهور آخر غير المغاربة وأفلام استنسخت أفكارها من تجارب أخرى، وأداء وتشيخص وصف بـ”البهلواني” يركز على “تعواج الفم” ومحاولة الإضحاك “بزز” بعيدا عن “كوميديا الموقف” الذي يحترم السياق الدرامي.
المثير في ما سبق، هو أن القائمون على هذه الإنتاجات الرمضانية وعلى بثها للمغاربة في تلفزتهم في وقت إفطارهم لم يفهموا بعد أن القلوب بلغت الحناجر بسبب الإفراط في “الحموضة”. فبالرغم من أن مواقع التواصل الإجتماعي تضج كل سنة بأصوات منددة برداءة الأعمال التي تقدم للمغاربة، إلا أن مسؤولينا ربما في آذانهم وقرا فهم لا يسمعون.
وبالرغم من ملايير الدراهم التي تخصص للقنوات العمومية من جيوب دافعي الضرائب، إلا أن “تلفزة العرايشي” تقتصر على بث المسلسلات المكسيكسية وبعدها التركية طيلة السنة، وتزيد منسوب درجة “الحموضة” في شهر رمضان بانتاجات مغربية الوجوه شرقية أو غربية المتحوى، وكأن سكان هذه المملكة لا تاريخ ولا ثقافة لهم يستهلكون انتاجات “عباد الله” التي تسوق لعادات وممارسات بعيدة عن “تربية المغاربة”.
إلى متى ستستمر احتجاجات المغاربة على “حموضة” الإنتاجات المغربية التي تمول من ضرائبهم؟ ومتى سيعلم القائمين على بث هذه الأعمال أن المغرب يتوفر على كفاءات في مختلف المجالات؛ من شأنها أن تقدم محتوى ومنتوج إبداعي ذو جودة، بشرط فتح المجال للمنافسة وعدم الإقتصار على نفس الشركات والوجوه ذاتها التي تتكرر كل سنة في أكثر من قناة.
الحمد لله أنني طلقتهم الطلاق الثلاث منذ زمان.
رمضان للعبادة والطاعة .
لقد ألِف الشعب المغربي مثل هذه “المهازل” التلفزيونية خلال رمضان و خارج رمضان، و بما أنّ معظم المجتمع خارج المجال الثقافي فهو يتقبّل و يستسيغ كل ما يُقدّم له من تفاهات سواء من خلال الأفلام و المسلسلات المغربيّة أو التركية أو المكسيكية..