لماذا وإلى أين ؟

نساء الإسلام.. حين قادت عائشة زوجة النبي (ص) كفاحا مسلحا ضد الخليفة علي بن أبي طالب (ح 20)

تتناول سلسة “نساء الإسلام” واقع المرأة في الإسلام، انطلاقا من تسليط الضوء على وقائع تاريخية في كيفية تعامل الرسول (ص) مع زوجاته أولا، ونظرته للنساء بصفة عامة إبان حياته، والمكانة السياسية والاجتماعية التي لعبتها النساء آنذاك، فقد أعطى الرسول محمد طيلة فترة بعثته النبوية، سواء أكان في مكة أو في المدينة، مكانا رئيسا للنساء.

كما تسلط هذه السلسلة الضوء على الواقع الذي أصبحت عليه النساء في الإسلام مباشرة بعد وفاة الرسول، وما ترافق ذلك من أحداث سياسية واجتماعية اقتصادية كبرى، أثرت بشكل كبير على مكانة المرأة..

هي إذن قصص ووقائع عديدة، ستحاول “آشكاين” الوقوف عندها في هذه السلسلة التي تُبث طيلة شهر رمضان، والتي اختير لها عنوان“نساء الإسلام”، وذلك من خلال الاعتماد بالأساس على مؤلفات السوسيولوجية الراحلة “فاطمة المرنيسي”، التي خصصت جزء كبيرا في مشروعها البحثي لهذا الموضوع.

الحلقة 20: حين قادت عائشة زوجة النبي (ص) كفاحا مسلحا ضد الخليفة علي بن أبي طالب (الجزء الأول)

كانت عائشة في حج إلى مكة حيث تلقت نبأ اغتيال الخليفة الثالث، عثمان بني عفان في المدينة، وثم تعيين علي كخليفة رابع.

فرفضت هدا القرار، واتخذت في مكة قرار قيادة المقاومة المسلحة ضد علي، فاحتارت أين تتجه لبداية التحضير للمعركة المصيرية، هل كان يتوجب عليها ان تذهب إلى الكوفة أم البصرة؟ إذ كان يجب ان تكون لها مدينة هامة، مع ما يكفي من الساخطين على علي كي تستطيع العمل وإقامة مركز لقيادتها، وبعد اتصالات عديدة، ومفاوضات ومناقشات اختارت البصرة.

وترى رائدة السوسيولوجيا المغربية، الراحلة فاطمة المرنيسي، أن عائشة والتي غالباً ما كانت ترافق النبي (ص) في غزواته ، كانت تعرف اجراءات المفاوضات التي تحصل قبل الاحتلال العسكري لإحدى المدن فقد اتخذت للاشياء عدتها، فقبل حصار المدينة أرسلت رسلاً مع كتب لكل الأعيان، وشرحت لهم فيها الأسباب التي دفعتها لتخرج ضد علي، كما شرحت نواياها وأهدافها التي تبتغي الوصول إليها داعية إياهم للاصطفاف جانبها.

وبهذا أحدثت عائشة وفق مؤلفة كتاب “الحريم السياسي – النبي والنساء” حملة حقيقية من الإعلام والاقناع، وتكتيكا عسكرياً أولياً لكل مبادهة كالتي اشتهر بها الرسول (ص)، ومضت عائشة لاستخدام الجامع كمكان للتلاقي والنقاش العام الاعلام السكان قبل احتلال المدينة.

حدث هذا سنة ست وثلاثين هجرية (656 ميلادية)، وانقسم الرأي العام الإسلامي لأول مرة لقسمين يستحيل التوفيق بينهما، إما إطاعة خليفة غير عادل كونه لم يعاقب قتلة الخليفة الثالث، أم الانتفاض ضده ما يعني ذلك من حرب إسلامية أهلية…

وحين ذاك بدأت أول حرب داخلية أهلية في الإسلام والتي قادتها امرأة تُعتبر من نساء الإسلام الأوائل ضد أخد الخلفاء، وهي معركة ستسمى بالأدبيات بـ “معركة الجمل”، فكيف دارت وفي أي اتجاه آلت نتائجها..

يُتبع..

الحلقات السابقة:

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x