2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

يشهد شهر رمضان في مدينة طنجة ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد المتسولين، الذين يستغلون روح العطاء والتضامن التي تميز هذا الشهر الفضيل. حيث يتحول التسول إلى نشاط موسمي يدر مداخيل كبيرة على بعض ممتهنيه، إذ تشير التقديرات إلى أن البعض يجمع مبالغ مالية يومية قد تصل إلى آلاف الدراهم، في مشهد يعكس استغلالًا واضحًا لحسن نية المواطنين.
عند المساجد الرئيسية، خاصة مسجد محمد الخامس بطنجة، يتجمع المتسولون قبل كل صلاة، بعضهم يحمل أطفالًا لاستدرار العاطفة، بينما يعرض آخرون وصفات طبية أو أوراقًا قديمة تبدو كوسيلة لزيادة المصداقية.
وفي إشارات المرور، يتكرر المشهد بصورة أكثر إلحاحًا، حيث يطرق متسولون نوافذ السيارات حاملين أوراقًا يدّعون أنها تقارير علاجية، مما يثير استياء السائقين وزوار المدينة، خاصة وأن هؤلاء المتسولين يعمدون على الإلحاح لإحراج المواطنين حتى يقومو بإعطائهم المال.
الظاهرة لا تقتصر على الشوارع والمساجد، بل تمتد إلى الأسواق والمناطق الحيوية التي تشهد ازدحامًا بعد العصر. اللافت أن التسول لم يعد مقتصرًا على كبار السن أو النساء في أوضاع هشة، بل أصبح يشمل شبابًا أصحاء يتذرعون بمبررات واهية، كالحاجة للعودة إلى مدنهم أو العلاج من أمراض غير مرئية.
وحسب مصادر موثوقة، فإن المتسولين الوافدين على مدينة طنجة خلال شهر رمضان لا يقتصرون على سكان المدينة نفسها، بل يتدفقون من ضواحيها ومن مدن أخرى، مستغلين فرصة الموسم لتحقيق أرباح مريحة. إذ أن العديد منهم يملؤون غرف النزل أو “البانسيونات” الرخيصة بطنجة، حيث يقيمون مؤقتًا لممارسة نشاطهم الموسمي.
ورغم الحملات الأمنية التي تُطلق بين الفينة والأخرى، فإن الظاهرة تستمر بلا حلول جذرية، حيث يتنقل المتسولون بين طنجة ومدنهم الأصلية في دورة موسمية. وبين الرغبة في المساعدة والخوف من الوقوع في فخ الخداع، تبقى شوارع المدينة مسرحًا لمشهد متكرر، يصعب القضاء عليه في غياب وسائل ناجعة لزجر هؤلاء.
ظاهرة التسول وبلباس الحجاب.. معنى هذا.. انها الشوهة .. كاننا في الصومال..