2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
نساء الإسلام.. عندما ادعت أحد نساء الجزيرة العربية النبوة خلافا للنبي (ص) (ح 23)

تتناول سلسة “نساء الإسلام” واقع المرأة في الإسلام، انطلاقا من تسليط الضوء على وقائع تاريخية في كيفية تعامل الرسول (ص) مع زوجاته أولا، ونظرته للنساء بصفة عامة إبان حياته، والمكانة السياسية والاجتماعية التي لعبتها النساء آنذاك، فقد أعطى الرسول محمد طيلة فترة بعثته النبوية، سواء أكان في مكة أو في المدينة، مكانا رئيسا للنساء.
كما تسلط هذه السلسلة الضوء على الواقع الذي أصبحت عليه النساء في الإسلام مباشرة بعد وفاة الرسول، وما ترافق ذلك من أحداث سياسية واجتماعية اقتصادية كبرى، أثرت بشكل كبير على مكانة المرأة..
هي إذن قصص ووقائع عديدة، ستحاول “آشكاين” الوقوف عندها في هذه السلسلة التي تُبث طيلة شهر رمضان، والتي اختير لها عنوان“نساء الإسلام”، وذلك من خلال الاعتماد بالأساس على مؤلفات السوسيولوجية الراحلة “فاطمة المرنيسي”، التي خصصت جزء كبيرا في مشروعها البحثي لهذا الموضوع.
الحلقة 23: عندما ادعت أحد نساء الجزيرة العربية النبوة خلافا للنبي (ص)
منذ وفاة النبي (ص) تفرخ العديد من “المتنبئون”، أو بالاحرى الأنبياء الكذبة وفق تعبير رائدةالسوسيولوجياالمغربيةالراحلةفاطمةالمرنيسي، إذ حسب الصيغة المكرسة من المؤرخين المسلمين، حدث هذا بسرعة في شبه الجزيرة العربية، وبخاصة في اليمن، حيث وجد فيها العنسي ومسيلمة الأكثر شهرة منهم.
وكان مسيلمة رجلا فصيحاً جداً، يعرف التعبير بلغة جميلة منتقاة بروعة، وقد اعتبر نفسه کند لمحمد (ص) قائلا: “انني نبي مثل محمد”، ذلك ما خاطب به جموع مدينة اليمامة في اليمن. وغالباً ما ضرب على العصب الوطني لاقناع مستمعيه قائلا “لن تجدوا نبياً أفضل مني ، فلماذا تتبعون نبياً غريباً”.
وتضيف ذات الباحثة أن هنالك نساء ادعين النبوءة، كسجاح بنت الحارس بن سويد، وهي التي تغنى بها شعراء قبيلتها كمجد لهم: “أضحت نبيتنا أنثى نطيف بها.. وأصبحت انبياء الناس ذكر انا”.
وارتكبت المرأة التي ادعت النبوة عملاً طائشاً وفق المرنسي، اذ مع ادعائها النبوة تركت نفسها تقاد بالعواطف، ووقعت في حب مسيلمة لدرجة انها تزوجته، وقد كانت مع ادعائها النبوة مكذبة بنبوة مسيلمة الكذاب، ثم آمنت بنبوته، وكانت قبل ادعائها النبوة متكهنة تزعم أن سبيلها، سبيل سطيح وابن سلمة والمأمون الحارثي وغيرهم من الكهان ، وصارت إلى مسيلمة فتجوزها.
وفي ادعاء النبوة الرجال والنساء ،ترى المرنسي أنه جلهم فشلوا فشلا ذريعا، لأنهم لم يتقنوا ذلك الايقاع بين الالهي والبشري، تلك الرغبة الحادة بالارتفاع نحو السماء، وشق الأفق الأرضي للذهاب نحو الله، فاذا كان مسيلمة قد فشل بشكل محزن، فذلك لأنه خلط بين النبوة والديماغوجية لتملق الجماهير، مخطئاً باعتقاده ان نجاح مدعي الرسالة يكون في الابهار والاغواء، وفي قدرته على تملق الجماهير.
يُتبع..
الحلقات السابقة:
- الحلقة الأولى: أول من اقتنع بالإسلام وبرسالة محمد (ص).. امرأة
- الحلقة الثانية: ذكر النساء في القرآن إسوة بالذكور جاء بعد حراك نسوي قادته أم سلمة
- الحلقة الثالثة: رفض ذكوري عارم لمنح المرأة الحق في الإرث
- الحلقة الرابعة: الرسول ﷺ يواجه بحزم الرفض ذكوري لحق المرأة في الإرث
- الحلقة الخامسة: طلب النساء الحق في الحرب والغنيمة يقابل برفض إلهي واستهجان ذكوري
- الحلقة السادسة: هند بنت عتبة.. المرأة التي قبلت برسالة الرسول على مضض
- الحلقة السابعة: جيش المسلمين في امتحان صعب.. غنيمة النساء أم تطبيق الأوامر الإلهية؟
- الحلقة الثامنة: الرسول (ص) يخترع مؤسسة تعدد الزوجات لحل مشاكل أرامل الحرب
- الحلقة التاسعة: الرسول (ص) أبدع بالمضي بالقضية النسائية لأبعد مدى ممكن
- الحلقة العاشرة: خلاف حاد بين الرسول (ص) وعمر حول الحق في تعنيف الزوجات
- الحلقة 11: زوجة النبي (ص) تُفرج عن أسير سياسي
- الحلقة 12: اتهام زوجة النبي (ص) بالزنى وإنزال الحجاب إرضاء لـ “السيادة الذكورية”
- الحلقة 13: آيات قرآنية تبرئ زوجة الرسول من تهمة الزنى
- الحلقة 14: نزول الحجاب نتيجة الفشل في تجريم إرغام النساء على البغاء
- الحلقة 15: إجهاض حلم الرسول (ص) بالمساواة وتكريس دنيوية المرأة داخل مدينة الإسلام
- الحلقة 16: نسوة مكة يرفضن دخول الإسلام عن طريق عمر بن الخطاب
- الحلقة 17: عتاب عفوي للرسول (ص) يتحول لسلاح ذكوري ضد الجنس الأنثوي
- الحلقة 18: تراجع الواقع الحقوقي والرمزي للمرأة في عهد الخليفة عمر
- الحلقة 19: امتيازات ذكورية ومعاقبة الزانية بالجلد في عهد عمر بن الخطاب
- الحلقة 20: حين قادت عائشة زوجة النبي (ص) كفاحا مسلحا ضد الخليفة علي بن أبي طالب
- الحلقة 21: هزيمة انتفاضة عائشة زوجة الرسول (ص) ضد الخليفة علي وتكريس دنيوية المرأة
- الحلقة 22: حديث منسوب للرسول (ص) استعمل حجة لإقصاء النساء سياسيا