لماذا وإلى أين ؟

نساء الإسلام.. عندما ادعت أحد نساء الجزيرة العربية النبوة خلافا للنبي (ص) (ح 23)

تتناول سلسة “نساء الإسلام” واقع المرأة في الإسلام، انطلاقا من تسليط الضوء على وقائع تاريخية في كيفية تعامل الرسول (ص) مع زوجاته أولا، ونظرته للنساء بصفة عامة إبان حياته، والمكانة السياسية والاجتماعية التي لعبتها النساء آنذاك، فقد أعطى الرسول محمد طيلة فترة بعثته النبوية، سواء أكان في مكة أو في المدينة، مكانا رئيسا للنساء.

كما تسلط هذه السلسلة الضوء على الواقع الذي أصبحت عليه النساء في الإسلام مباشرة بعد وفاة الرسول، وما ترافق ذلك من أحداث سياسية واجتماعية اقتصادية كبرى، أثرت بشكل كبير على مكانة المرأة..

هي إذن قصص ووقائع عديدة، ستحاول “آشكاين” الوقوف عندها في هذه السلسلة التي تُبث طيلة شهر رمضان، والتي اختير لها عنوان“نساء الإسلام”، وذلك من خلال الاعتماد بالأساس على مؤلفات السوسيولوجية الراحلة “فاطمة المرنيسي”، التي خصصت جزء كبيرا في مشروعها البحثي لهذا الموضوع.

الحلقة 23: عندما ادعت أحد نساء الجزيرة العربية النبوة خلافا للنبي (ص)

منذ وفاة النبي (ص) تفرخ العديد من “المتنبئون”، أو بالاحرى الأنبياء الكذبة وفق تعبير رائدةالسوسيولوجياالمغربيةالراحلةفاطمةالمرنيسي، إذ حسب الصيغة المكرسة من المؤرخين المسلمين، حدث هذا بسرعة في شبه الجزيرة العربية، وبخاصة في اليمن، حيث وجد فيها العنسي ومسيلمة الأكثر شهرة منهم.

وكان مسيلمة رجلا فصيحاً جداً، يعرف التعبير بلغة جميلة منتقاة بروعة، وقد اعتبر نفسه کند لمحمد (ص) قائلا: “انني نبي مثل محمد”، ذلك ما خاطب به جموع مدينة اليمامة في اليمن. وغالباً ما ضرب على العصب الوطني لاقناع مستمعيه قائلا “لن تجدوا نبياً أفضل مني ، فلماذا تتبعون نبياً غريباً”.

وتضيف ذات الباحثة أن هنالك نساء ادعين النبوءة، كسجاح بنت الحارس بن سويد، وهي التي تغنى بها شعراء قبيلتها كمجد لهم: “أضحت نبيتنا أنثى نطيف بها.. وأصبحت انبياء الناس ذكر انا”.

وارتكبت المرأة التي ادعت النبوة عملاً طائشاً وفق المرنسي، اذ مع ادعائها النبوة تركت نفسها تقاد بالعواطف، ووقعت في حب مسيلمة لدرجة انها تزوجته، وقد كانت مع ادعائها النبوة مكذبة بنبوة مسيلمة الكذاب، ثم آمنت بنبوته، وكانت قبل ادعائها النبوة متكهنة تزعم أن سبيلها، سبيل سطيح وابن سلمة والمأمون الحارثي وغيرهم من الكهان ، وصارت إلى مسيلمة فتجوزها.

وفي ادعاء النبوة الرجال والنساء ،ترى المرنسي أنه جلهم فشلوا فشلا ذريعا، لأنهم لم يتقنوا ذلك الايقاع بين الالهي والبشري، تلك الرغبة الحادة بالارتفاع نحو السماء، وشق الأفق الأرضي للذهاب نحو الله، فاذا كان مسيلمة قد فشل بشكل محزن، فذلك لأنه خلط بين النبوة والديماغوجية لتملق الجماهير، مخطئاً باعتقاده ان نجاح مدعي الرسالة يكون في الابهار والاغواء، وفي قدرته على تملق الجماهير.

يُتبع..

الحلقات السابقة:

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x