2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
بلخياط يعود إلى الواجهة.. فما الذي يخطط له رجل السياسة والبِزْنِس؟

في الأسابيع الأخيرة، عاد منصف بلخياط ليحتل المشهد الإعلامي من جديد. الوزير الأسبق للشباب والرياضة، والقيادي السابق في حزب التجمع الوطني للأحرار، ورجل الأعمال البارز حاليًا، كثّف ظهوره الإعلامي، وشارك في لقاءات عمومية ونقاشات مفتوحة، خاصة مع فئة الشباب. هذا الحضور المكثف يطرح عدة تساؤلات: هل يستعد بلخياط للعودة إلى الحياة السياسية؟ أم أن الأمر يتعلق باستراتيجية تواصل شخصية؟ أم ربما بمشروع جديد يُطبخ في الكواليس؟
في ظرف وجيز، أصبح منصف بلخياط حاضرًا في عدة منصات إعلامية ومناسبات عمومية. من الحوارات الصحفية إلى اللقاءات مع الطلبة، يبدو أن الرجل يعتني بصورته، ويراهن على خطاب محفّز وإيجابي. لكنه لا يكتفي فقط بالكلام العام، بل يروي أيضًا قصة شخصية تلامس وجدان المتلقي.
قصة نجاح مغربية
في كل مداخلة، يُصرّ منصف بلخياط على تذكير الجمهور بجذوره. وُلد في الرباط، وتعلم في المدرسة العمومية المغربية، ويؤكد أنه “ابن الشعب” الذي شق طريقه بالاجتهاد والطموح. نشأته المتواضعة، وقيم العمل والانضباط التي تلقاها منذ الصغر، شكلت الأساس لمسيرته.
بعد دراسته العليا، وتنقله في مناصب عليا في مجالات التسويق والاتصال، عاد إلى المغرب، حيث تقلّد مسؤوليات حكومية سنة 2009. ومنذ مغادرته للعمل الوزاري، أسّس وطور عدة شركات ناجحة. وهي مسيرة يعرضها اليوم كنموذج ملهم للشباب المغربي.
عودة إلى السياسة؟
الرسائل التي يبعثها بلخياط من خلال هذا السرد الشخصي لا تخلو من دلالات سياسية. فهو يُظهر نفسه كفاعل لا يزال مرتبطًا بقضايا الوطن، قريبًا من الميدان ومن الشباب. وفي نظر عدد من المراقبين، فإن هذه الدينامية قد تكون تمهيدًا لعودة إلى العمل السياسي، خاصة أن حزبه السابق، التجمع الوطني للأحرار، يتصدر المشهد الحكومي حاليًا.
لكن هذه العودة إلى الواجهة قد تكون أيضًا جزءًا من استراتيجية تواصل تهدف إلى تعزيز حضوره وصورته، ليس فقط كشخصية عامة وسياسية، بل أيضًا كرجل أعمال ناجح. فالظهور المتكرر، وتسويق قصة نجاحه، يعززان من مكانته في عالم المال والأعمال، ويعكسان قدرته على التأثير في الرأي العام.
من جهة أخرى، قد تكون هذه المبادرات نابعة من إحساس بالواجب تجاه المجتمع. إذ يبدو أن بلخياط، من خلال تواصله مع الشباب ومشاركته لتجربته، يسعى إلى أداء دور مُوجه أو مُلهم للأجيال الصاعدة التي ستقود مغرب الغد، بعيدًا عن الحسابات السياسية أو التجارية المباشرة.
وسواء تعلق الأمر بعودة سياسية، أو بتعزيز مكانته الاقتصادية، أو بمبادرة شخصية ذات بُعد مجتمعي مدني، فإن منصف بلخياط يتحرك بخطى مدروسة. من خلال تقديم نفسه كنموذج للنجاح المغربي، وكصوت واثق في زمن التردد، فإنه يحتل موقعًا حساسًا في مشهد يتعطش لقيادات صادقة وفاعلة. والمرحلة المقبلة ستكون كاشفة لطبيعة هذه التحركات والخرجات التي، مهما يدعي بلخياط، فهي تبقى غير بريئة.

قلما راينا وزيرا ناجحا في اعماله الخاصة ويعطي بيانات وتوضيحات حول انجازاته الشخصية، بل هناك من ليس له اي انجاز خارج دوائر السلطة، وهذا شيئ محمود طالما انه لا يرتبط بالريع او باستعمال السلطة من اجل مراكمة الاموال.