2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

كشف سفير المملكة المغربية بواشنطن، يوسف العمراني، عن زيارة مرتقبة لبعثة تجارية أمريكية كبرى إلى المغرب في الأسابيع المقبلة.
وقال الدبلوماسي المغربي يوسف العمراني، في تغريدة على حسابه الرسمي بـ”إكس”، إنه “من المقرر أن تزور بعثة تجارية أمريكية كبرى المغرب في ماي 2025، مشيرا أن “هذه البعثة تقودها أكثر من 15 ولاية أمريكية، إلى جانب وكالات فيدرالية”، مشيرا إلى أنها تهدف إلى تعزيز فرص تصدير الأغذية الزراعية وتؤكد الالتزام المشترك بتعميق العلاقات التجارية والاستثمارية مع المملكة”.
وكانت تقارير إعلامية قد كشفت عن توجه الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب، إلى “إعادة التفاوض” بشأن اتفاقية التجارة الحرة الموقعة مع المغرب، في 15 يونيو 2004 بواشنطن، بهدف “تعزيز المصالح الاقتصادية” للشركات الأمريكية، حيث ترى الإدارة الأمريكية أن إعادة تقييم الاتفاقية يشكل فرصة لتحقيق توازن أكبر في المبادلات التجارية بين البلدين، وتسعى إلى زيادة الصادرات الأمريكية إلى المغرب، وتعزيز فرص الاستثمار للشركات الأمريكية في السوق المغربية، علاوة على مراجعة بعض بنود الاتفاقية المتعلقة بحماية حقوق الملكية الفكرية، والمعايير الصحية والبيئية، بهدف ضمان تطبيقها بشكل “أكثر فعالية”.
ويثير هذا التراتب الزمني للزيارة المرتقبة للبعثة الأمريكية التجارية المذكورة، وما سبقه من تقارير عن مساعي ترامب تحيين اتفاقية التجارة الحرة مع المغرب، تساؤلات عما تحمله البعثة التجارية الأمريكية للمغرب، وهل لها علاقة باتفاقية التجارة بين البلدين، أم بتمهيد لافتتاح قنصلية الداخلة؟

في هذا السياق، يرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، خالد الشيات، أن “هناك إشكالات كثيرة مرتبطة بهذه البعثة، أولها، وجود محاولة لاستخلاص الدروس من حوالي 20 سنة منذ توقيع اتفاقية التبادل الحر بين المغرب والولايات المتحدة”.
وأوضح الشيات، في حديثه لـ”آشكاين”، أن “هناك جوانب كثيرة في هذه الاتفاقية تثمن العلاقات التجارية التي وصلت إلى أرقام قياسية اليوم، لكن هناك طبعاً تحديات أخرى يمكن أن تظهر أيضاً في ظل مسعى إدارة ترامب لمزيد من الاستفادة من مثل هذه الاتفاقيات، خاصة على مستوى ما يمكن أن يمثله المغرب كالدولة الوحيدة التي لديها اتفاقية التبادل الحر مع الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة إفريقيا، وما يمكن أن يشكله ذلك من قاعدة أساسية لتثمين المنتجات الأمريكية على المستوى القاري، مما يجعل المغرب بوابة أساسية لدخول هذه المنتجات التجارية عموماً”.
ونبه المتحدث إلى أنه “لا يجب أن ننسى أنه من الناحية العمليةً توجد إمكانيات هائلة على المستوى الاستراتيجي للمغرب، وهي التي يعززها الإطار القانوني، مادامت أن الولايات المتحدة الأمريكية اعترفت بمغربية الصحراء، وأن هذه الأقاليم الجنوبية المغربية ستكون قاعدة أساسية لتطوير مجموعة من الأدوات ذات الطابع الاقتصادي والتجاري والمالي للولايات المتحدة الأمريكية”.
واستدل الشيات على كلامه بسعي الولايات المتحدة الأمريكية نحو تحقيق توازن تجاري على المستوى الإفريقي، حيث ستتجاوزها الصين لثلاثة أضعاف حجم التجارة الأمريكية، وعلى المستوى الاستراتيجي، نجدً المقومات والموارد التي يتوفر عليها المغرب، خاصة الواجهة الأطلسية ووجود بنية تحتية ستكون جاهزة في السنوات القليلة المقبلة، كما هو الحال بالنسبة لميناء الداخلة”.
واعتبر الشيات أن “هذه الأمور، وغيرها طبعا، ستكون من الجوانب التي يمكن من خلالها تثمين وتطوير العلاقات التجارية بين المغرب والولايات المتحدة”.
وخلص إلى أن “المغرب سيظل حليفاً استراتيجياً موثوقاً وذا مصداقية للولايات المتحدة في منطقة الشمال الإفريقي، بشكل فريد أو وحيد في هذه المنطقة”.