2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
”كتاب أثار جدلا”: معالم في الطريق.. المرجع الأساسي لـ “الإرهابيين” (ح24)

” كتاب أثار جدلا” رحلة في عالم الأفكار الممنوعة، سلسة تنشر على شكل حلقات طيلة شهر رمضان في ”آشكاين”، تتناول مؤلفات خلقت ضجة كبيرة، في السياسة، في الدين، كما في قضايا اجتماعية.
هذه الكتب دفعت مؤلفيها أثمانًا باهظة، بلغت حد التكفير والتهديد بالقتل وتنفيذه أحيانا، وتارة أخرى تدخلت الرقابة وبقيت هذه المؤلفات ممنوعة من التداول لسنوات.
لكنها في المقابل أحدثت ثورة فكرية وخلخلت مفاهيم كانت بمثابة طابوهات لفرات طويلة.
سيكون قراء ومتابعو جريدة “آشكاين” على موعد مع هذه السلسلة طوال أيام شهر رمضان.
الحلقة 24: ”معالم في الطريق”

يعتبر مؤلف”معالم في الطريق” لسيد قطب، الذي صدر سنة 1964، من أكثر الكتب التي أثارت جدلاً واسعاً في العالم الإسلامي. فهو ليس مجرد كتاب، بل صار مرجعا أساسيا للحركات المتطرفة.
ويعد مؤلفه سيد قطب، الأديب والمفكر الإسلامي المصري، الذي أعدم سنة 1966، من أبرز منظري الحركات الإسلامية في القرن العشرين. وقد كتب “معالم في الطريق” في فترة سجنه، حيث عبر فيه عن رؤيته للعالم الإسلامي والغربي، داعياً إلى إحياء الإسلام وتطبيقه في جميع جوانب الحياة.
رغم أن قطب بكتابه هذا، لاقى انتقادات حادة من قبل معارضيه بلغ حد اتهامه بالتطرف والغلو، إلا أن ”معالم في الطريق، أدى أيضا إلى انقسام في صفوف الإسلاميين خلال حقبة الستينيات من القرن العشرين. ففي حين تبنى العديد من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، التي ينتسب إليها قطب، الأفكار الواردة في الكتب، رفضت الأغلبية الساحقة تلك الأفكار.
وفي سياق هذا الجدل، أصدَر حسن الهضيبي، المرشد العام الأسبق للجماعة، كتابه المعروف “دعاة لا قضاة” كنوع من الرد على أفكار قطب.
يُعتبر كتاب “معالم في الطريق” من أبرز الأعمال التي أثرت في التوجهات الفكرية للأصوليين المعاصرين، بما طرحه من أفكار أصبحت مرجعية للحركات الجهادية عبر الأجيال.
تناول قطب في كتابه مفهوم “الجاهلية”، موضحًا أن الأرض يجب أن تخضع بالكامل لسيادة الله عبر رفع شعار “لا إله إلا الله”، مضيفًا أن التحرر الحقيقي لا يكون فقط من طواغيت إقليمية كالرومان والفرس أو حتى الطواغيت العرب، لأن “الطواغيت جميعهم سواء”.
استعاد المؤلف أيضًا الخطاب الفقهي التقليدي الذي يُقسم العالم إلى “دار إسلام” و”دار كفر”. وأشار إلى أن “دار الإسلام هي تلك التي تُقام فيها الدولة المسلمة، وتُطبق فيها شريعة الله وحدوده، حيث يتولى المسلمون بعضهم بعضًا. وما عدا ذلك يُعتبر دار حرب، ويكون التعامل معها إمّا بالقتال أو المهادنة وفق شروط الأمان. لكنها ليست دار إسلام، ولا يوجد ولاء بين أهلها والمسلمين”.
اعتمادًا على هذه الطروحات، خلص المؤلف إلى استنتاج مفاده أن “المجتمع الإسلامي، بصفته تلك، هو المجتمع الوحيد المتحضر، في حين أن جميع المجتمعات الجاهلية، على اختلاف أشكالها، متخلفة”.
لا يزال الجدل حول الكتاب قائمًا حتى يومنا هذا، وما زال يُعاد النظر فيه بشكل متكرر من قبل التنظيمات الجهادية المسلحة في مختلف أنحاء العالم.