2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
اعتقالات سياسية.. الدولة تضيق الخناق على رفاق علي يعتة وتمنع جريدة “المكافح”

“إعتقالات سياسية” سلسلة رمضانية يعدها الصحافي؛ محمد دنيا، تسلط الضوء على عدد من الإعتقالات والمتابعات والمحاكمات ذات الصبغة السياسية منذ استقلال المغرب، ستغوص بقراء ومتتبعي صحيفة “آشكاين” الإخبارية في التفاصيل الدقيقة لكل قصة من القصص التي أثارتا جدلا سياسيا، حقوقيا وقانونيا في المغرب.
تهدف السلسلة إلى تسليط الضوء على بعض القضايا التي طبعت تاريخ المغرب ووصفت بـ”الإعتقالات السياسية”، يعرف بعضها ويتداول إعلاميا؛ لكن تفاصيلها لا يعلمها إلا القليل من المواطنين الذين ستكون هذه فرصتهم للتعرف على تفاصيل الأحداث ومناقشتها واستنتاج العبر منها.
الحلقة 25:
سنعرض خلال هذه الحلقة بعض فقرات الحكم الإبتدائي والإستئنافي لقضية حل حزب “التحرر والإشتراكية” بعد سنة واحدة من تأسيسه، بعدما شارك أعضاؤه في ندوة الأحزاب الشيوعية والعمالية بموسكو ما بين 5 و17 يونيو 1969، ويتم بعدها اعتقال علي يعته ورفيقه شعيب الريفي في وسط الليل بمسكنهما وتم اقتيادهما إلى مخفر الشرطة بملابس النوم دون أن يشعرا بأسباب اعتقالهما، قبل أن يتم الحكم عليهما ابتدائيا بعشرة أشهر حبسا في حق على يعته وثمانية أشهر في حق شعيب الريفي، وهو الحكم الذي أيدته محكمة الاستيناف بتاريخ 29 يناير 1970.
وفي ما يلي بعض فقرات الحكم الإبتدائي الصادر في حق مكونات حزب “التحرر والإشتراكية”، و”حيث لأنه من الثابت حسب ما ورد في استنطاق المتهمين أثناء البحث الإعدادي لدى قاضي التحقيق وأمام هذه المحكمة أن السيد علي يعته يتشبث بجميع ما ورد في خطابه المذكور” و”أن رفيقه السيد شعيب محمد الريفي يتضامن معه في مسؤولية ما قد يترتب عنه من نتائج”، و”حيث أنه بالرجوع إلى محتوى فقرات الخطاب المذكور يتضح أن المتهم السيد علي يعته يتحدث إلى المؤتمرين ويعتنق نفس المبادئ التي تعتنقها باقي الأحزاب العمالية المشاركة في المؤتمر، فهو يدافع عن وحدة الأحزاب الشيوعية ويبالغ في الثناء على الاشتراكية التي أسسها ماركس وصقل مبادئها لينين”.
و”حيث أنه لم يكتف بالدفاع عن المبادئ الاشتراكية فحسب، بل تعدى تلك المرحلة إلى نصرة السوفيات والأحزاب الشيوعية والعمالية، والقول بأن المجاملة تقتضي من الشخص أن يتخذ أسلوبا يستميل به قلوب مضيفه غير مقبول إزاء هذا التصريح الذي يفصح عن مدى تعلق هذا الحزب بالاشتراكية اللينينية التي يمثلها السوفيات، وذلك يبرهن وحده على أن حزب التحرر والاشتراكية إنما هو الحزب الشيوعي المغربي المنحل قد أعيد تأسيسه باسم جديد وبصفة غير قانونية”.
أما محكمة الاستيناف× فإنها زكت هذا التعليل بكامله مدعمة إياه بقولها؛ أنه “من جملة ما ورد في خطاب السيد علي يعنه بموسكو القسم الذي يحمل عنوان الوحدة شرط ضروري للنصر وفي الفقرة السابعة على الخصوص قوله: «إن المذهب الماركسي قد صقله لينين في معمعة النضال الثوري، فانتقد لينين مخالفوه من مختلف التيارات اليسارية والانتهازية والتروتسكية والفوضوية والقومية التي كانت تحاول إفساد هذا المذهب، ولدينا اليوم مذهب متكامل متناسق يزداد دائما غنى على غنى ويعطي الأجوبة عن القضايا التي توضع وهي فقرات لا تترك مجالا للشك في انتماء قائلها لحزب شيوعي مخلص أشد ما يكون الإخلاص للمبادئ اللينينية الماركسية، التي هي أساس الشيوعية”.
وحيث أن “من جملة ما جاء في خطاب السيد علي يعته أنه أثار أمام المأتمرين مشكلة الأديان، واقترح عليهم توجيه الاهتمام لا إلى الدين المسيحي فقط كما فعلوا إلى حد الآن، بل يتعين عليهم الاهتمام أيضا بالأديان الأخرى كذلك. ولا ريب أن إثارة هذه المسألة في مؤتمر للأحزاب الشيوعية لا يمكن أن تهم حزبا كحزب التحرر والاشتراكية الذي يزعم أنه حزب وطني مغربي يدافع عن الإسلام بقدر ما تهم حزبا شيوعيا من شأنه أن ينظر إلى الأديان كعائق للبشرية في سيرها نحو التقدم الاجتماعي والاقتصادي”.
وبالرجوع إلى “محتوى الخطاب في مجموعه ومن غير التعرض إلى أي فقرة بعينها يتضح أنه صادر من شخص متشبع بمبادئ الحزب الشيوعي القديم وهو ما يزال متشبثا بها”. وحيث أن “ما يتجلى مما سبق عرضه أن حزب التحرر والاشتراكية ما هو إلا الحزب الشيوعي المغربي المحل والذي اتخذ ستارا من القانونية للاستمرار في نشاطه، كما تدل على ذلك المواقف العلنية التي اتخذها السيد على يعته في مؤتمر الأحزاب الشيوعية والعمالية موسكو ومشاركته في ذلك رفقة السيد شعيب الريفي”.
ولقد نتجت عن الملاحقات والمتابعات القضائية التي تعرض لها مناضلي حزب التحرر والاشتراكية، منع الجريدة التي كانت تصدر باسم «المكافح» بدون أدنى مبرر، مما أدى إلى سلب صوت صحفي يهتم بقضايا الطبقات الكادحة.
يتبع ..
الحلقة 1: نوبير الأموي، من قرى بني أحمد إلى أشهر معتقل نقابي
الحلقة 2: “البوليس السري” يحاصر منزل نوبير الأموي
الحلقة 3: “قطاطعية” الحكومة يرسلون الأموي إلى السجن
الحلقة 4: تطويق المحكمة وسقوط 30 جريحا وترحيل جزائريين في أول جلسات محاكمة الأموي
الحلقة 5: المحكمة ترفض استدعاء أعضاء الحكومة لمواجهة الأموي
الحلقة 6: إدانة الأموي بالسجن و”حجز” ملف محاكمته داخل مكتب
الحلقة 7: حجز ملف الاموي وحصار المحاميين والإعتداء على الصحافيين والحقوقيين
الحلقة 8: الحسن الثاني يخرج الأموي من السجن
الحلقة 9: قضية السرفاتي ومن معه الذين خططوا لقبل الحكم في المغرب
الحلقة 10: محاصرة “الإتحاد الوطني” بعد محاولات الإنقلاب
الحلقة 11: نكران التعذيب ودخول “معارضي الحسن الثاني” الإضراب عن الطعام داخل السجون
الحلقة 12: خروقات محاكمة 139 ماركسيا
الحلقة 13: أحكام تتراوح بين المؤبد و10 سنوات سجنا لعشرات المركسيين المغاربة
الحلقة 14: عفو ملكي وإضراب عن الطعام ينتج عن أول “شهيدة” من داخل السجون المغربية
الحلقة 15: عفو ملكي ينهي معاناة “معارضي الحسن الثاني” داخل السجون
الحلقة 16: انتفاضة “شهداء كوميرا”
الحلقة 17: عشرات القتلى في معركة الإضراب العام ضد الغلاء
الحلقة 18: خروقات قانونية تشوب البحث التمهيدي في قضية معتقلي إضراب “شهداء الكوميرا”
الحلقة 19: متابعة جميع معتقلي في إضراب 1981 في ملف واحد بتهم نفسها
الحلقة 20: أحكام سجنية ثقيلة والنفي من “كازا” في حق معتقلين انتفاضة 1981
الحلقة 21: عزل قاضي بسبب إصدار أحكام مخففة في حق بعض معتقلين انتفاضة 1981
الحلقة 22: قصة حلّ حزب مغربي بسبب “الإلحاد”
الحلقة 23: محاكمة علي يعتة ورفاقه بسبب رفضهم حرب الرمال
الحلقة 24: القضاء يحل ُّ حزب “التحرر والإشتراكية”