لماذا وإلى أين ؟

اعتقالات سياسية.. مواجهات طاحنة بين المعارضة وقوات النظام المغربي تنتهي بعشرات القتلى

حاولت المجموعة الثانية القيام بهجوم على مقاطعة أملاكو لتخفيف الضغط على المجموعة الموجودة بمولاي بوعزة، فكلف محمود بنونة رجلين من أجل إحضار الأسلحة، التي كانت المجموعة قد وضعتها في أحد المخابيء السرية، وكان من بين المبعوثين هو حدو أومهرير الذي سبق أن أثارت زيارته احتجاجات عدد من عناصر المجموعة بسبب شكوك في الخيانة. وذلك ما كان بالفعل حيث لم يتجه حدو أومهرير للبحث عن الأسلحة، كما كلفه بنونة، بل ذهب في اتجاه مكتب مساعد قائد السلطة بأملاكو، واعترف أمامه بأن المجموعة أرسلته لقتله، كما دله على مكان تواجدها في منزل المقدم عدي أوشان.

اتصل مساعد قائد السلطة بالقائد الممتاز لكلميمة واتصل الأخير بعامل قصر السوق، الذي أرسل فرقة من القوات المساعدة، كانت تتواجد بالريش في حالة استنفار بسبب هجوم مولاي بوعزة. حيث اتجهت القوات الأمنية والدرك مع بداية الساعات الأولى من يوم الخامس من مارس صوب المكان الذي يتواجد فيه محمود بنونة، فتم تطويق المنزل الذي كان ينام فيه أفراد المجموعة وهو تابع لمقدم المنطقة، الذي أيقظته خطوات قرب منزله، اعتقد أنها للرجلين الذين ذهبا لإحضار الأسلحة.

وبمجرد ما اجتاز المقدم عتبة الباب، حاصرته القوات الأمنية، وانقضت عليه لتعتقله فورا، فيما أطلقت زوجته صرخة استغاثة، كانت كافية لتنبيه بنونة والعنصرين اللذين معه، فهرعوا إلى أسلحتهم، واتخذوا وضعا دفاعيا… بعدما أيقنوا من تعرضهم للخيانة. وحاولت القوات الأمنية تجنب المواجهة المسلحة، حيث تم كلف مستشارا بالتفاوض مع بنونة ومن معه ليستسلموا. ما إن بدأ المستشار في الكلام لإقناعهم بذلك، حتى رفع محمود بندقيته صوبه ووجه له جملة واحدة: لديك عشر ثوان لتخرج من هنا إن كنت تريد البقاء حيا.

ما إن ابتعد المفاوض حتى اشتعلت نيران المواجهة بين الطرفين، وخيم صوت البنادق والرشاشات على المكان، حيث تمكنت مجموعة بنونة من إصابة جندي إصابة مباشرة أسقطته في قناة للري، فيما أصيب فريكس، رفيق بنونة، في قدمه. في نفس الوقت، أمر محمود زوجة المقدم بإضرام النار في حقيبة بها مبالغ مالية، ومجموعة من الوثائق.

ظل إطلاق النار متواصلا لمدة خمس ساعات، أيقن خلالها قائد القوات الأمنية أن رجاله سيتعرضون لمجزرة على يد مجموعة بنونة، إذ لم تنفع محاولته في الالتفاف على المجموعة من الخلف، أو محاولة تفريقهم. لأجل ذلك، قرر الاقتصاد في الجهد، وإيقاف إطلاق النار في انتظار قدوم قوات إضافية من الدرك والقوات المساعدة. واستغل محمود بنونة وسليمان وفريكس الاستراحة للعودة للمنزل، واتجه بنونة صوب زوجة المقدم مخاطبا إياها: “نحن سوف نموت. لكن أنت يجب أن تعيشي لأبنائك. خذي طفليك واخرجي، لن يحدث لك شيء”، وذلك ما كان حيث حملت المرأة أبناءها وتقدمت صوب الباب، ليأخدها جندي شاب إلى الملازم أوعرجي، الذي سألها عن عدد العناصر بالداخل، حيث أخبرته زوجة المقدم أنها رأت منهم ثلاثة أفراد.

توصلت القوات الأمنية بدعم يتضمن طائرة مروحية التي شرعت في دعم القوات الأمنية، حسيث استمر إطلاق النيران أكثر من ساعة، كانت ضراوتها تزداد تدريجيا، قبل أن تصيب رصاصة قاتلة محمود، لترديه قتيلا. بعده قتل سليمان العلوي وم القبض على فريكس بعد نفذت ذخيرته.

شاع خبر موت محمود بنونة ووصل إلى المجموعات المقاتلة والمتمركزة في شتى المناطق، ما أربك كل خططهم، وانطلقت سلسلة من المطاردات دامت لحوالي ستة أشهر، ما جعل التنظيم السري يعرف غليانا، ما بين مجموعة تنغير ومجموعة خنيفرة ومجموعة الخارج، والاتحاديون الذين أصبحوا عرضة للمطاردات. استمرت مختلف المجموعات في الدخول في مواجهات مع القوات الأمنية، حتى قتل أغلبهم في ما شرب بعضهم السم حتى لا تمسك به القوات الأمنية التي فقدت هي الأخرى الكثير من عناصرها. في ما تم اعتقال العديد من أعضاء التنظيم السري الذي كان يحاول الإطاحة بالنظام عن طريق الثورة.

الحلقة 1: نوبير الأموي، من قرى بني أحمد إلى أشهر معتقل نقابي

الحلقة 2: “البوليس السري” يحاصر منزل نوبير الأموي

الحلقة 3: “قطاطعية” الحكومة يرسلون الأموي إلى السجن

الحلقة 4: تطويق المحكمة وسقوط 30 جريحا وترحيل جزائريين في أول جلسات محاكمة الأموي

الحلقة 5: المحكمة ترفض استدعاء أعضاء الحكومة لمواجهة الأموي

الحلقة 6: إدانة الأموي بالسجن و”حجز” ملف محاكمته داخل مكتب

الحلقة 7: حجز ملف الاموي وحصار المحاميين والإعتداء على الصحافيين والحقوقيين

الحلقة 8: الحسن الثاني يخرج الأموي من السجن

الحلقة 9: قضية السرفاتي ومن معه الذين خططوا لقبل الحكم في المغرب

الحلقة 10: محاصرة “الإتحاد الوطني” بعد محاولات الإنقلاب

الحلقة 11: نكران التعذيب ودخول “معارضي الحسن الثاني” الإضراب عن الطعام داخل السجون

الحلقة 12: خروقات محاكمة 139 ماركسيا

الحلقة 13: أحكام تتراوح بين المؤبد و10 سنوات سجنا لعشرات المركسيين المغاربة

الحلقة 14: عفو ملكي وإضراب عن الطعام ينتج عن أول “شهيدة” من داخل السجون المغربية

الحلقة 15: عفو ملكي ينهي معاناة “معارضي الحسن الثاني” داخل السجون

الحلقة 16: انتفاضة “شهداء كوميرا”

الحلقة 17: عشرات القتلى في معركة الإضراب العام ضد الغلاء

الحلقة 18: خروقات قانونية تشوب البحث التمهيدي في قضية معتقلي إضراب “شهداء الكوميرا”

الحلقة 19: متابعة جميع معتقلي في إضراب 1981 في ملف واحد بتهم نفسها

الحلقة 20: أحكام سجنية ثقيلة والنفي من “كازا” في حق معتقلين انتفاضة 1981

الحلقة 21: عزل قاضي بسبب إصدار أحكام مخففة في حق بعض معتقلين انتفاضة 1981

الحلقة 22: قصة حلّ حزب مغربي بسبب “الإلحاد”

الحلقة 23: محاكمة علي يعتة ورفاقه بسبب رفضهم حرب الرمال

الحلقة 24: القضاء يحل ُّ حزب “التحرر والإشتراكية”

الحلقة 25: الدولة تضيق الخناق على رفاق علي يعتة وتمنع جريدة “المكافح”

الحلقة 26: سجن عبد السلام بورقية بسبب انتمائه للحزب الشيوعي المغربي

الحلقة 27: قصة آخر انتفاضة مسلحة عرفها المملكة المغربية

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x