2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

مع اقتراب الانتخابات المقبلة، تعيش مدينة طنجة على إيقاع تحركات سياسية مكثفة، حيث انطلق الميركاتو الانتخابي بشكل مبكر، حيث يسعى حزب الاستقلال إلى تعزيز صفوفه بوجوه بارزة استعدادًا للانتخابات المقبلة، إذ دخل في مفاوضات متقدمة مع أحمد الغرابي، الرئيس السابق لمقاطعة السواني.
وتشير مصادر موثوقة أن الأيام الأخيرة شهدت سلسلة من اللقاءات بين الطرفين، كان أبرزها الإفطار السياسي الذي نظمه الحزب بأحد فنادق طنجة بحضور الغرابي ومجموعة من الفاعلين السياسيين أبرزهم البرلماني الاستقلالي محمد الحمامي ونائب عمدة طنجة نور الدين الشنكاشي ومستشارون آخرون بجماعة طنجة.
وإضافة إلى الإفطار الرمضاني الذي جمع الغرابي بقياديين محليين بحرب الاستقلال، فإن الأخير وفق مصادرنا، جمعه لقاء آخر مع المفتش الإقليمي للحزب جمال البخات. هذه التحركات تشير إلى أن حزب الاستقلال يسعى إلى الاستفادة من شعبية الغرابي داخل المدينة، خاصة في أوساط قطاع النقل الطرقي، الذي يمثل رافدًا انتخابيًا مهمًا، خاصة وأن الغرابي قد يقود أسماء بارزة في قطاع النقل تدخل غمار السياسة للمرة الأولى إلى الحزب المحظوظ الذي سينظم إليه.
في المقابل، يواصل حزب التجمع الوطني للأحرار هو الآخر بتعزيز صفوفه بعناصر جديدة، حيث تشير المعطيات إلى تقارب بين الحزب ويوسف بنجلون، المستشار البرلماني عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. تكريم بنجلون خلال فعاليات ثقافية رمضانية لجمعية محسوبة على حزب الأحرار، أثار التكهنات حول إمكانية انتقاله رسميًا إلى “الحمامة”، خاصة بعد أن أبدى مرونة كبيرة في التعامل مع قيادات الحزب، ما قد يجعل الإعلان عن انتقاله مسألة وقت فقط.
أما حزب الاتحاد الدستوري، فيواجه أزمة داخلية تهدد بفقدان أحد أبرز رموزه، محمد الزموري، الذي دخل في صراع علني مع الأمين العام للحزب، محمد جودار. وتشير التقارير إلى أن الزموري بدأ خطوات جدية للانتقال إلى حزب الحركة الشعبية، حيث يخطط للترشح باسمه في الانتخابات المقبلة بطنجة، كما يعمل على استقطاب شخصيات سياسية أخرى لضمان حضوره القوي داخل “حزب السنبلة”. هذه التحركات قد تعقد وضعية الاتحاد الدستوري في المنطقة، خاصة أن تأثير الزموري داخل الحزب يُعدّ جوهريًا.
من جهة أخرى، يسجل المشهد السياسي تحركات متسارعة نحو التجمع الوطني للأحرار، حيث دخل كل حميد أبرشان، المستشار البرلماني ورئيس مقاطعة طنجة المدينة هو الآخر، وفق مصادرنا في مفاوضات متقدمة مع الحزب، بوساطة من القيادي رشيد الطالبي العلمي. وتفيد المصادر بأن أبرشان، الذي عزز موقعه السياسي بفوزه برئاسة مقاطعة طنجة المدينة، بات مستعدًا للالتحاق بالأحرار، مما قد يعزز نفوذ الحزب في المدينة، وقد أبدى تعاونا كبيرا مع مستشاري الأحرار بمقاطعة طنجة المدينة.
هذه التغيرات المتسارعة تكشف عن صراع محموم بين الأحزاب الكبرى في طنجة لضمان مواقع متقدمة في المشهد السياسي المقبل. فبينما يعمل حزب الاستقلال والتجمع الوطني للأحرار على تقوية صفوفهما باستقطاب شخصيات ذات ثقل انتخابي، يواجه حزب الاتحاد الدستوري تحديات حقيقية بسبب الانقسامات الداخلية بالمدينة، في حين يبدو أن أحزابًا أخرى، مثل الأصالة والمعاصرة والاتحاد الاشتراكي، تعيش حالة جمود نسبي بسبب تأخرها في الدخول في معركة استقطاب الأسماء المؤثرة استعدادا للانتخابات المقبلة.
في ظل هذه المتغيرات، يبدو أن الخريطة السياسية في طنجة ستشهد تحولات كبيرة قبل موعد الانتخابات، حيث يتجه بعض السياسيين إلى تغيير ولاءاتهم وفقًا لمصالحهم الانتخابية. ومع استمرار هذا الحراك، تبقى التساؤلات مطروحة حول مدى تأثير هذه التنقلات على النتائج النهائية، وهل ستنجح الأحزاب في تحقيق التوازن المطلوب بين استقطاب الأسماء الوازنة وضمان استقرارها الداخلي قبل الاستحقاقات القادمة؟
.. وهذا هو النفاق بعينه و الكذب بشحمه ولحمه .. فحزب الاستقلال شريك فيما يعانيه المواطن من غلاء المعيشة ومن قوانين تكميم الأفواه و التضييق عليه في الولوج إلى القضاء… فهل حزب علال الفاسي سيرفع الشعارات و الوعود التي رفع سابقا ثم تنكر لها بمجرد دخوله الحكومة ؟!!! … المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين! تنكرتم لوعودكم سابقا ،فلا مجال
للضحك على ذقون المواطنين