2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

وصلت الأزمة الجزائرية المالية إلى مستوى غير مسبوق، حيث قررت مالي إغلاق المجال الجوي في وجه الطيران الجزائري، ردا على قرار مماثل للجزائر تجاه الطيران المالي، وذلك بعدما اتهمت مالي في وقت سابق، الجزائر بدعم ورعاية الإرهاب والجماعات المسلحة على خلفية إسقاط طائرة بدون طيار مالية كانت تقوم بجمع معطيات حول جماعة مسلحة شمال البلاد المالية.
وسبق هذا التصعيد قرار كل من مالي ووبوركينا فاسو والنيجر استدعاء سفرائها من الجزائر للتشاور، معتبرة في بلاغ مشترك أن الجزائر “تهدد الأمن والإستقرار” بالمنطقة من خلال دعم الجماعات المسلحة بالمنطقة، وهو ما ردت عليه الجزائر ببلاغ شديد اللهجة واستدعت بدورها سفيريها في مالي والنيجر للتشاور، وتأجيل تولي سفيرها الجديد في بوركينافاسو لمهامه.
هذه الأزمة المالية الجزائرية الجديدة، التي تطورت لإغلاق المجال الجوي، تذكر بما حدث مع المغرب شتنبر 2021 حينما قررت الجزائر إغلاق المجال الجوي أمام الطيران المغربي، وهو ما يجعل المتابع للشأن الإفريقي يتساءل عن مآلات الأزمة بين الجزائر ومالي ودول الساحل الداعمة لها، وكيف يمكن أن ستفيد منها المغرب؟
في هذا السياق، أوضح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، خالد الشيات، أن “هذه العنجهية التي تنتهجها الجزائر تجاه محيطها الإقليمي، لا بد أن يكون لها تأثير سلبي على تماسك المواقف وتعزيز العمل الجماعي لدفع الأذى الذي تشكله هذه الدولة بطريقة جماعية”.

ويرى الشيات، في حديثه لـ”آشكاين”، أنه “من الناحية العملية، ليست هناك استفادة مما تقوم به الجزائر، فقد صنعت الانفصال للمغرب، وصنعته في مالي، وربما شجعت الحركات المسلحة في النيجر وغيرها من الدول”.
وشدد الخبير في العلاقات الدولية على أن “الجزائر قد أصبحت الآن دولة مارقة في المنطقة، تسعى للهيمنة والسيطرة على محيطها بشكل مفرط وأكثر قوة، وهو أمر لن تقبل به هذه الدول في جميع الأحوال”.
ونبه إلى أن “هذا الوضع يمكن أن يكون دافعاً لهذه الدول لتوحيد جهودها والتقارب بينها، خاصة وأن العدو المشترك أصبح واضحاً، وأن النزعة الهيمنية للجزائر يجب أن يتم إيقافها بما يتناسب مع متطلبات السلام والأمن الإقليمي”.
وأبرز أن الجزائر لا تصنع فقط هذه الحركات الإنفصالية، لكنها أيضا تسعى لتحقيق أهداف أعمق، من تغيير المعادلات الاستراتيجية في المنطقة، فهي تزود هذه الجماعات بأسلحة متطورة تمكنها من إسقاط الطائرات المسيرة التركية”.
وتابع أن “هذا الأمر تمكن من خلاله الجزائر جماعات خارجة على القانون وحركات انفصالية، بمعدات متطورة لا تتناسب مع طبيعة الحرب التي تقوم بها، وهو ما يعني أنه سيؤجج الوضع إلى أكبر من ذلك”.
وخلص إلى أن تغيير المعادلة في مالي، وفي منطقة الصحراء، ستكون له ما بعهد، من تبعات خطيرة على المنطقة العازلة، وعلى الحدود المغربية-الجزائرية، وعلى مسارات الحرب في المنطقة ككل، وما يمكن أن تؤدي إليه من فوضى عارمة.”