لماذا وإلى أين ؟

تسرب مياه الصرف الصحي يهدد بكارثة بيئية بسد الزياتن التلي في طنجة (صور)

يواجه حي الزياتن خطرًا بيئيًا محدقًا بسبب تسرب مياه الصرف الصحي إلى محيط السد التلي بالمنطقة. هذا الوضع الكارثي يكشف عن حالة تدهور بيئي خطيرة، حيث تحوّل محيط السد التلي إلى بؤرة للأوحال والروائح الكريهة، في غياب أي تدخل فوري للجهات المعنية. الأخطر من ذلك أن أطفال الحي وقطعان الماشية يتواجدون يوميًا في محيط هذا المستنقع، ما يهدد صحتهم وسلامتهم.

المشكل لا يقتصر على السد فقط، بل يعكس صورة عامة من التهميش وغياب العدالة المجالية، إذ يعاني الحي من ضعف في البنية التحتية الأساسية من طرق متهالكة، وإنارة غائبة، بالإضافة إلى تراكم النفايات بالقرب من مجرى المياه، في غياب مسالك مهيأة لمرور شاحنات النظافة. هذا الواقع البيئي والاجتماعي يطرح تساؤلات جدية حول دور الجهات المختصة في تدارك الوضع قبل أن تتحول الأزمة إلى كارثة يصعب احتواؤها.

وفي هذا الصدد، قال زكرياء أبو النجاة، رئيس حركة الشباب الأخضر البيئية والمستشار الجماعي، في تصريح لـ”آشكاين”، إن “الوضع البيئي الكارثي الذي تعرفه منطقة الزياتن، وخصوصًا محيط السد التلي، لم يعد يُحتمل ولا يمكن السكوت عنه. لقد تحوّل هذا الفضاء، الذي يفترض أن يكون مجالًا بيئيًا آمنًا ومتنفسًا طبيعيًا للساكنة، إلى مستنقع ملوث تنبعث منه روائح كريهة، وتُسرّب إليه مياه الصرف الصحي بشكل فاضح ومزمن، دون تدخل مسؤول لمعالجة الخلل أو الحد من تداعياته”.

وأضاف أبو النجاة، أن “هذا التلوث المستمر والمزمن لا يشكل فقط تهديدًا للمنظومة البيئية المحلية، بل هو خطر مباشر على صحة المواطنين، خاصة الأطفال الذين يلعبون على مقربة من هذا المستنقع، وقطعان الأغنام التي ترعى وسط هذا التلوث، ناهيك عن الخطر المتزايد لحدوث فيضانات خلال موسم الأمطار، نتيجة انسداد مجاري المياه وغياب البنية التحتية المناسبة لتصريفها”.

الناشط البيئي زكرياء أبو النجاة في منطقة سد الزياتن التلي

 واسترسل المتحدث، أنه “كناشط بيئي وعضو بمجلس جماعة طنجة ومقاطعة طنجة المدينة، فإنه يحمل المسؤولية الكاملة والمشتركة عن هذا الوضع غير المقبول لكل من مقاطعة طنجة المدينة، جماعة طنجة، وعمالة طنجة-أصيلة، ومجموعة التعاون البوغاز، وشركة أمانديس المفوض لها تدبير الماء والتطهير السائل كل حسب اختصاصه ومجال تدخله”. مضيفا أن “هذه الجهات مطالبة بتدخل فوري وشامل، لا يقتصر فقط على إصلاح قنوات الصرف الصحي، بل يشمل كذلك تهيئة الطرق المؤدية إلى محيط السد لتمكين شاحنات النظافة من الوصول بانتظام، مع اعتماد خطة مستدامة لتنظيف السد والمناطق المحيطة به، وتحويله إلى فضاء بيئي وثقافي يستجيب لتطلعات السكان ويليق بمكانة المدينة”.

وأشار أبو النجاة في تصريحه، إلى أن “ما يقع اليوم في الزياتن ليس معزولًا عن سياسة التمييز المجالي التي تُمارس على بعض الأحياء، والتي لا تحظى بنفس القدر من الاهتمام كباقي المناطق ‘النافعة’. وهذه سياسة مرفوضة، لأنها تنسف مبدأ العدالة المجالية وتُخلّ بمقومات التنمية المستدامة التي نطمح إليها جميعًا”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x