2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

التقى وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، بنظيره الأمريكي، الثلاثاء 8 أبريل الجاري، بواشنطن، حيث أفاد بلاغ للخارجية الأمريكية، بأن الطرفان أكدا على الشراكة الوثيقة بين الولايات المتحدة والمغرب في دعم السلام وتعزيز الأمن، وذلك تحت قيادة الرئيس ترامب والملك محمد السادس.
وناقش الجانبان، وفق نص البلاغ، سبل التعاون لتفعيل الأولويات المشتركة في المنطقة، بما في ذلك البناء على اتفاقيات إبراهيم وتوسيع العلاقات التجارية، بما يخدم مصالح كلا البلدين، وخلال الاجتماع، جدد الوزير تأكيد موقف الرئيس ترامب المطالب بإطلاق حركة ”حماس” لجميع الرهائن بشكل فوري.
وفيما يتعلق بقضية الصحراء، أعاد وزير الخارجية الأمريكي التأكيد على اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الإقليم، ودعمها لمقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب كحل عملي وذي مصداقية.
وترى الولايات المتحدة، وفقا لنص البلاغ، أن هذا المقترح يُشكل الإطار الأمثل لتحقيق تسوية عادلة ودائمة للنزاع، حيث شدد الوزير على دعوة الرئيس ترامب للطرفين إلى الدخول في مفاوضات دون تأخير، مستندين إلى مقترح الحكم الذاتي المغربي كأساس لتلك المحادثات، مع التأكيد على استعداد الولايات المتحدة لتقديم الدعم اللازم لتحقيق تقدم ملموس نحو هذا الهدف.

وجاء هذا التأكيد الأمريكي في ظل التوتر القائم بين المغرب والجزائر، وما قامت به الأخيرة من هجوم دبلوماسي وتصعيد ضد الدول التي بادرت بدعمها لمغربية الصحراء كان آخرها فرنسا وقبلها إسبانيا، ما يعطي لهذا التجديد أكثر من دلالة.
وفي هذا الصدد، أوضح أستاذ العلوم السياسية ورئيس مركز شمال إفريقيا للدراسات والأبحاث وتقييم السياسات العمومية، رشيد لزرق، أن “مجلس الأمن الدولي يتداول خلال أبريل بشأن ملف الصحراء المغربية، فإن تجديد الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الوقت من شأنه أن يمارس ضغوطات على الجزائر بصفة مباشرة لأنها معنية بهذا النزاع المفتعل، وهو ما قد يفسر مضمون البيان الذي خرجت به الجزائر عقب هذا التجديد”.
ويرى لزرق، في حديثه لـ”آشكاين”، أن “هذا التجديد للموقف الأمريكي سيشكل ضغوطا تدفع الجزائر للجلوس على طاولة المفاوضات لكونها الطرف الأصلي في هذا النزاع، وهو ما سيترتب عنه مفاوضات مباشرة بين المغرب والجزائر في هذا الشأن”.
وعن آثار هذا التجديد على مستقبل النزاع المفتعل حول الصحراء، أكد لزرق أن “من شأن موقف الولايات المتحدة الأمريكية أن يسهم في طي هذا النزاع الذي عمر طويلا”.
وشدد على أن “ضغط الأطراف الفاعلة في هذا الملف، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا وإسبانيا، على النظام الجزائري، الذي يملك مفاتيح حل هذا الملف”.
وخلص إلى أن “المغرب استوفى جميع إشارات التي بعثها في وقت سابق لتطبيع العلاقات مع الجزائر التي تواصل التصعيد، ما يعني أن الضغط الذي تمارسه الأطراف الفاعلة في الملف على الجزائر لدخول مفاوضات مباشرة، يبقى هو الكفيل لحل هذا النزاع”.
لا يجب الارتكان الى المقعد المريح بعد هذه التصريحات الداعمة للمغرب، بل يجب مضاعفة النشاط الاعلامي والديبلوماسي لجعل قضية الصحراء مرتبطة بكل القضايا ذات الاولوية في العالم، المبادلات، الشركات، قضية الهجرة، محاربة الارهاب، الجريمة العابرة للقارات،قضايا السلم والاستقرار خاصة بإفريقيا ،الخ.