لماذا وإلى أين ؟

كيف ستتفاعل الرباط مع دعوة ترامب المغرب و”البوليساريو” إلى التفاوض ”دون تأخير”؟ (شقير يُجيب)

جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أول أمس الثلاثاء، التأكيد على دعم الولايات المتحدة لمغربية الصحراء، داعيًا الطرفين المعنيين إلى الدخول في مفاوضات جادة وفورية لتسوية النزاع الإقليمي.

جاء هذا التأكيد خلال لقاء جمع وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، بنظيره الأمريكي، حيث تم التباحث حول آخر التطورات المتعلقة بقضية الصحراء المغربية والشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

وأفاد بيان صادر عن الخارجية الأمريكية بأن الرئيس ترامب شدد على أن مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب يمثل “الإطار الوحيد القابل للتطبيق” للتوصل إلى حل سياسي دائم ومقبول من جميع الأطراف. كما حث الأطراف على الانخراط في مفاوضات “دون تأخير” على أساس هذا المقترح.

وأكد البيان على استعداد الولايات المتحدة لتقديم الدعم اللازم لتسهيل هذه المفاوضات وتحقيق تقدم ملموس نحو حل نهائي لهذا النزاع الذي طال أمده.

ويعتبر مضمون البيان تجديدًا واضحًا للموقف الذي أعلنته الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة دونالد ترامب في دجنبر 2020، والذي اعترفت فيه بسيادة المغرب الكاملة على إقليم الصحراء.

كيف سيتفاعل الرباط مع دعوة ترامب لمفاوضات مباشرة مع البوليساريو ”دون تأخير”؟ وهل ستطالب بإشراك الجزائر وموريتانيا في هذه المفاوضات؟ خصوصا وأن بلاغ الخارجية الأمريكية يقول الطرفين فقط وليس الأطراف.

محمد شقير، الباحث في العلوم السياسية، أكد أن بيان الخارجية الأمريكية يعزز بشكل كبير موقف المغرب، خاصة بعد تجديد الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء عقب فترة من التوقف خلال إدارة بايدن.

وأشار إلى أن هذا البيان يعزز الموقف المغربي من خلال التأكيد على أن أي حل يجب أن يكون ضمن المبادرة التي تقترحها المملكة.

الباحث الدكتور محمد شقير

وأوضح شقير في تصريح لجريدة “آشكاين”، أن دعوة البيان المشترك لإجراء مفاوضات بين الطرفين “دون تأخير” تضع الطرف الآخر في موقف حرج وليس المغرب، كاشفا أن جبهة “البوليساريو” والجزائر ما زالتا متمسكتين بموقفهما بشأن ”تقرير المصير وإجراء الاستفتاء”.

وأشار إلى أنه إذا قبلت الجبهة الانفصالية الجلوس إلى طاولة المفاوضات، فستضطر للتفاوض ضمن مبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب، وهذا سيكون لصالح المملكة.

وقال شقير إن المغرب لن يعارض التفاوض مع البوليساريو، فقد سبق للمغرب حتى في عهد الحسن الثاني أن استقبل ممثلين عن البوليساريو وجلس معهم. مع ذلك، سيطالب المغرب بحضور ممثلين آخرين لسكان الصحراء، باعتبار أن جبهة “البوليساريو” ليست الممثل الوحيد لسكان المنطقة، لوجود منتخبين وانشقاقات داخل الجبهة.

وأكد أن أي مفاوضات تعكس ميزان القوى، وبذلك يدخل المغرب هذه المفاوضات من موقع قوة بفضل إدارته العسكرية والأمنية والإدارية للمناطق الصحراوية، وجهوده التنموية التي حولتها إلى مناطق مستقرة ومتطورة.

كما يعزز موقف المغرب وجود ممثلين منتخبين ومعترف بهم للسكان محليًا ودوليًا، إضافة إلى الاعتراف الدولي بسيادة المغرب على الصحراء، والذي تجسد في سحب العديد من الدول اعترافها بالجمهورية المزعومة وفتح الدول قنصلياتها في العيون والداخلة، فضلًا عن الاعتراف الأمريكي والفرنسي بمغربية الصحراء.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x