2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

يرتقب أن يشارك الجيش الجزائري، الأسبوع المقبل، في المناورات العسكرية الأبرز والأضخم في إفريقيا “الأسد الإفريقي 2025” المقرر إجراؤها يوم 14 أبريل 2025 في تونس، مع أنشطة إضافية ستجري في كل من غانا، السينغال والمغرب بدءا من شهر ماي المقبل.
وكان لافتا في المشاركة الجزائرية في هذه المناورات أنها قبلت بها رغم الحضور الإسرائيلي الذي ظل النظام الجزائري يتغنى بعدائه له ويهاجم المغرب بسبب تطبيعه العلاقات مع إسرائيل، وهو ما يطرح الكثير من التساؤلات عن خلفيات ودلالات وأبعاد هذه المشاركة الجزائرية.
وفي هذا السياق، يرى الخبير العسكري المغربي، عبد الرحمان مكاوي، أن “مشاركة الجيش الوطني الشعبي الجزائري كمراقب في مناورة “الأسد الأفريقي”، التي تبدأ الأسبوع المقبل في تونس بحضور إسرائيلي، تأتي في سياق الاتفاقيات التي وقَّعها قائد الأركان الجزائري، السعيد شنقريحة، مع قائد أفريكوم الجنرال مايكل لانغلي، والتي نَظَّمت مشاركة الجزائر في التكوينات والتدريبات والمناورات التي تقودها القوات الأمريكية لتعزيز أمن واستقرار أفريقيا”.

وأوضح مكاوي، في حديثه لـ”آشكاين”، أن “نظرية تعزيز السلام بالقوة هي شعار ترفعه قيادة أفريكوم، وقد التزمت الجزائر بالمشاركة في هذه المناورات العسكرية الضخمة، وهي الأولى من نوعها في تاريخها، والمقررة عام 2025، والتي ستُختتم في المغرب والسنغال وغانا”.
وأضاف أن “هذه الاتفاقيات البالغ عددها أربعة، لم تُنشَر حتى الآن بين الولايات المتحدة والجزائر، وخاصة بين أفريكوم والجيش الوطني الشعبي، نظرا لوجود بعض البنود السرية فيها”.
وشدد على أن “مشاركة الجزائر كعضو مراقب في هذه المناورات لا تمنحها دورًا كبيرًا مثل إسرائيل، التي ستشارك بقواتها الخاصة، وتحديدا الفرقة 36 جولاني”، والمغرب الذي سيشارك بفرق خاصة أيضًا في هذه المناورات”.
ولفت الانتباه إلى أن “هذه المناورات ستجري في البر والبحر والجو، بالإضافة إلى تكوينات حول الدفاع السيبراني وتوظيف الذكاء الاصطناعي العسكري، حيث سيُدرَّب المشاركون، وعددهم 10 آلاف جندي من 40 دولة، بينها 7 من حلف الناتو”.
واعتبر مكاوي أن “مشاركة الجيش الوطني الشعبي الجزائري كمراقب تبقى في الواقع رمزية، كبعض الدول الأخرى، على عكس دولٍ أخرى ستكون فاعلةً في جميع المحاور الخاصة في هذه المناورات كأعضاء نشيطة، سواء في البري، الجوي، البحر، أو السيبرانية، أو الذكاء الاصطناعي العسكري”.
وتابع أن “الحضور الجزائري رمزي، وسيقتصر على خمسة ضباط من قيادة الأركان، يمثلون القطاعات العسكرية، برية، جوية، بحرية، دفاع جوي”.
وأشار إلى أن “العلاقات السرية الجزائرية-الإسرائيلية قديمة، سواء عبر الناتو أو عبر مناورات سابقة، حيث توجد علاقات سرية لعب اليسار الماركسي، التروتسكية الفرنسية، واللوبي الروسي اليهودي دور الوسيط في هذه العلاقات المشبوهة”.
وأبرز أنه “في إطار تاريخي، تجدر الإشارة إلى أن حفيدًا من أحفاد الأمير عبد القادر، المدعو عبد الرزاق، كان من بناة المستوطنين في إسرائيل، وقد شارك في حرب التحرير الجزائرية معتبرًا إسرائيل “نموذجًا” يجب احتذاؤه في بناء الدولة الجزائرية”.
وخلص إلى أن “هذا الموضوع التاريخي يسلط الضوء على خلفية هذه المناورات، خاصة بعد تصريح الرئيس عبد المجيد تبون في لقائه مع بلينكن بأنه “لا مشاكل بين الجزائر وإسرائيل”، مما يُعتبر إشارة إلى أن الطرفين الأمريكي والجزائري يستعدان لتطبيع سياسي ودبلوماسي مع إسرائيل، وقد تكون هذه المناورات خطوةً في هذا المسار”.