لماذا وإلى أين ؟

ماذا يحدث في مطار مراكش المنارة؟ 

سعيد الغماز

مطار مراكش المنارة، هو من أجمل المطارات المصنفة عالميا. وقد شكلت التوسعة الأخيرة بإضافة محطة ثانية، قيمة مضافة ودفعة جديدة لجهود الدولة في جعل مراكش وجهة سياحية عالمية، وعلامة تجارية لمغرب يريد موقعا متقدما في سوق السياحة الدولية.

حضرتُ لتكوين مهني قام به أحد أكبر مكاتب الدراسات الأمريكية. وقد تفاجأت حين قال المسؤول عن التكوين إن رؤساء الشركات الكبرى، حين يزورون المؤسسات التابعة لهم، ويريدون معرفة مدى قيام المدير بمهامه، يزورون مراحيض هذه المؤسسة، وبالضبط يقفون على مستوى النظافة وراء باب المرحاض.

فما سبب هذا القول؟

خلال زياراتي في السنوات الماضية لمطار مراكش المنارة، كنتُ أفتخر باحتضان بلدي، لمثل هذه البنايات، وبمستوى التسيير الذي يرافق جودة كل المرافق المتواجدة في المطار. فتطوير العمران، وتجويد البنايات، يتطلب كذلك إسناد مسؤولية التسيير لكفاءة قادرة على تحفيز الموارد البشرية، ودفعها للقيام بواجبها المهني على أكمل وجه، لتكتمل صورة بلد يريد اختصار الزمن التنموي، واللحاق بالدول المتقدمة.

لكن هذا الأسبوع، وخلال توديعي لأفراد عائلتي، في مطار مراكش المنارة، أردت اختبار نظرية تقييم التدبير من خلال وضعية النظافة وراء باب المرحاض، كما تعلمت في الدورة التكوينية. فذهبت للمرافق الصحية في منطقة الإركاب zone d’embarquement. هنا تكمن مفاجئتي.

مرافق صحية دون المعدل المطلوب في النظافة، ونحن نتحدث عن مطار هو وجه المغرب السياحي عالميا. كان بجانبي سائح أجنبي أراد الضغط على صنبور الماء، فوجده دون غطاء ولا يشتغل. كل المراحيض دون استثناء، لا تتوفر على الورق الصحي، ومكان وضعها في حالة مزية، دون أن أقول شيئا آخر.

لكن ما أثار انتباهي، هو وقوف عاملات النظافة بجانب الباب الرئيسي للمراحيض، وعلى المرتفقين الدخول بحذر لتجنب مزاحمة عاملة النظافة، لأنها تحتل ثلثي الباب بشكل مقصود. الغريب هو أن الورق الصحي، متوفر وبكثرة. لكن عوض وضعه في مكانه، تعرضه عليك عاملة النظافة وكأنها خدمة مدفوعة الأجر.

مهنيا، لا معنى لوقوف عاملة النظافة في باب المراحيض. فموقعها الطبيعي هو تنظيف المراحيض وفق دورية يحددها المسؤول الإداري، أو تواجدها في قاعة الاستراحة المخصصة للعمال. وهو ما نجده في مطارات العالَم المتقدم.

لا أعتبر هذا انتقادا لأي أحد، ولا أريد منه الإساءة لسمعة المطار. وإنما هي صرخة غيور على بلده، وطامح ليرى مغربا آخر بعد مونديال 2030. وكما أقول دائما، تنظيم المغرب لهذا المونديال إلى جانب بلدين متقدمين من أوروبا، يجعل بلدنا أمام تحدي الظهور في مستوى يليق بوطننا، تجنبا لإحراج مقارنة جمهور المونديال بين مستوى الخدمات في البلدان الثلاثة المنظمة للتظاهرة الرياضية العالمية.

يشتغل المغرب على تطوير البنيات التحتية، بما فيها توسيع المطارات. لكن تطوير العمران يحتاج إلى مسؤول إداري لا يقضي وقته في مكتبه المكيف، بل يقضي وقتا معتبرا في جميع مرافق المؤسسة التي يتحمل إدارتها، بما فيها زيارة المراحيض للوقوف على مستوى الخدمات.

دون مسؤولين من هذه الطينة، سنبقى عرضة لانتقاد المرتفقين، ولحملة تشهير وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما ينتظره خصوم بلادنا التي أصبحت تنظم تظاهرات عالمية.

ماذا ينقصنا لتكون نظافة المرافق الصحية في مطاراتنا في مستوى المطارات الأوروبية؟

الجواب بشكل مباشر، لا ينقصنا أي شيء سوى مسؤول له نفْس مواصفات المسؤول في البلدان الأوروبية. وعلى رأس تلك المواصفات، زيارات دورية لجميع مرافق المطار على رأسها مراقبة مستوى النظافة في المراحيض. قد يستصغر البعض هذا المؤشر، لكن صدقوني…ضعف النظافة في المراحيض مؤشر يخفي الكثير.

كاتب وباحث

الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي “آشكاين” وإنما عن رأي صاحبها.


احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

12 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
شاكر
المعلق(ة)
11 أبريل 2025 18:47

مراكش الحمراء تمثل الشجاعة والقوة

عبداللطيف
المعلق(ة)
11 أبريل 2025 17:46

اشاطرك الرأي، تفاجأت يوم الاثنين الماضي عند مغادرتي المطار بالوضعية الماساوية للمراحيض والراءحة الكريهة المنتشرة، اتمنى في زيارتي المقبلة أن يقومون باصلاحها.

المزلاني
المعلق(ة)
11 أبريل 2025 15:33

اولا وقبل كل شيء نحن لسنا اوروبا
ادا اردت الحديت عن اي مشكل في بلادنا عليك ان تعيش معنا في بلدنا وليس في اي بلد اجنبي معروف عندك بالحدارة هكدا أنظر اليهم
شخصياً
تريد مرافق نظيفة من حقك ولكن اسألهم من اين لهم الأموال التي يصرفونها على بلدهم
عليك ان تعلم اننا تحت ضغوطات تستنزف ثرواتنا رغما عنا وما عليك إلاّ ان تطلع على معاهدة ڤيشي وسوف تغير نضرتك للموضوع
وحتى تنضيم منديال في بلدان عربية مند سنين والعرب ينتضرون وعليك ان تطلع على الإنتقادات التي واجهتها قطر في ٢٠٢٢ من شعوب أوروبا
ودول ينظر اليها متقدمة
ان الحديت في هذا الموضوع يتطلب وقتا طويل ان لم اقول سنوات
كلنا نسعى ان نكون احسن من دول الكفر
لأن الله لا يحب الكافرين

Hamza
المعلق(ة)
11 أبريل 2025 14:58

زوجتي تعردت لي تحرش جنسي من طرف الشرطة الحدود التي تعمل في مصلحة الجوازات

عبدول
المعلق(ة)
11 أبريل 2025 14:36

واضحة ةضوح الشمس عانلة النظافة تحتل ثلث باب المرحاض تعرض عليك الورق الصحي وبطريقة غير مباشرة “ادخل عندي”هءا تسول مثل عذه الأشياء تقع في الحانات والمباريات وليس في مطار دولي ،لكن العيب ليس في عاملة النظافة بل في المسؤول عن تدبير المرافق ونعلم أن هذه العاملة تكون تابعة لشركة مناولة ونعلم ما يجري في مثل هذه الصفقات وما وراءها اعطيني نعطيك ونغمض عيني عليك لا مراقبة ولا يحزنون. المسؤولية يتحملها مديييير المطار.

شرف
المعلق(ة)
11 أبريل 2025 13:47

صحيح وماخفي أعظم ، حتى قنوات الصرف الصحي ضيقة جدا لاتتسع حتى لمنزل مابالك مطار دولي ولذالك دائما ما تجد مراحيض خارجة عن الخدمة ومغلقة ، أجور عاملات النظافة هزيلة جدا بالإضافة للنقص الحاد في عدد عمال النظافة وغياب التكوين ، لايوجد مكان خاص للعمال لتناول وجباتهم حيث يضطر بعض عاملات النظافة للأكل داخل المراحيض ، موظفي الشرطة كذالك يشتغلون 13 ساعة في اليوم الواحد ولا يحصلون على وجباتهم بحيث يضطرون لجلب أكلهم معهم فطورا و غذاءا عشاءا و على نغقتهم وفي حقائبهم مما يؤدي لنوع من الفوضى وانتشار الحشرات خصوصا الصراصير داكل أماكن العمل المخصصة لإستقبال السياح ، حيث أن أول من يستقبل السائح القادم للمغرب هو الصراصير…

مغربي في أمريكا
المعلق(ة)
11 أبريل 2025 12:44

للأسف الشديد معك كل الحق. أشياء بسيطة لا تستدعي الكثير يجب إصلاحها في المغرب. يجب توعية الشعب أولا، فالمرافق العمومية مهمة، لكن الأهم هو العامل البشري.

Omar
المعلق(ة)
11 أبريل 2025 11:12

نفس الشئ في اغلب مراحيض الطرق السيارة

الحسن
المعلق(ة)
11 أبريل 2025 10:29

أحسنت النشر، المرافق الصحية في المؤسسات العمومية لا ترقى للمستوى المطلوب والجودة، مراحيض المطارات ومحطات الحافلات بالخصوص يجب إعادة النظر في أمر تدبيرها

جلال الدين
المعلق(ة)
11 أبريل 2025 09:39

اتفق معك تماما .
باانسبة لمراكش حدت ولا حرج جل المراحيض تفتقر لأدني شروط النضافة

محمد
المعلق(ة)
11 أبريل 2025 06:22

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخواني واخواتي كرام هادا مقال في هادا الجريدة مقال يابت حقيقت مطارات المملكة المغربية الشريفة يجب عن المسؤلين ان يتحملو مسؤلية امام لله سبحانه وتعالى لله الوطن الملك للهم احفظ بلادنا وشعبنا وملكنا من كل شر يارب العالمين

Bahiya
المعلق(ة)
11 أبريل 2025 06:07

اشاطره في كل كلمة قالها عن المراحض فعلا ليست في مستوى المطار وبالأخص مراكش وعملات النظافة يحرجناك عند المدخل ولا تقوم بمهنتها حتى يكون المرحاض في المستوى أنا مغربية مقيمة بالخارج أكثر من 40سنة وأسافر عبر المطارات وبالأخص مطار مراكش لمنار وجهتي المفضلة لكن المراحض ليست في المستوى من ناحية النظافة ومن ناحية السنتير وكذلك المساحة بالنسبة لي مطار مراكش على توافد السواح أفتخر ببلادي المغرب والتقدم الذي وصل إليه ولكن افتقر إلى هيئة عاملات النظافة ولبسهم ليس على مستوى المطار وطريقة التعامل أتمنى أن المسؤلين أن ياخذو بعين الاعتبار أن نظافةالمراحض هي الأهم في كل المرافق والاماكن بالمغرب.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

12
0
أضف تعليقكx
()
x