2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
صبري يرصد أثر إبلاغ أمريكا دي ميستورا بدعمها مغربية الصحراء على حل الملف

أبلغت الولايات المتحدة الأمريكية الأمم المتحدة التأكيد على موقفها الداعم للمقترح المغربي لحل قضية الصحراء القائم على الحكم الذاتي، معتبرة إياه الحل الوحيد الجاد وذو المصداقية لتسوية الملف.
والتقت المسؤولة الرفيعة للشؤون السياسية بوزارة الخارجية الأمريكية، ليزا كينا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستافان دي ميستورا، مساء أمس الخميس 10 أبريل الجاري، بمقر وزارة الخارجية الأمريكية، في إطار التحضيرات الجارية لاجتماع مجلس الأمن المزمع عقده في 14 أبريل الجاري.
وقالت كينا، في تغريدة على حسابها الرسمي بمنصة “إكس”، بأن بلادها “تدعو كافة الأطراف إلى العودة لطاولة الحوار من أجل التوصل إلى حل سياسي متوافق عليه”، مشيرة إلى أن السيناتور الأمريكي ماركو روبيو أعاد التأكيد على أن “الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الحل العملي الوحيد الممكن”.
ويأتي هذا التحول في لجهة تواص الولايات المتحدة الأمريكية مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة على بعد أيام قليلة من انعقاد مجلس الأمن بشأن ملف الصحراء، وهو ما يعطي لهذا اللقاء أكثر من دلالات، ويثير التساؤل عما قد يحدث ذلك في مخرجات مشاورات مجلس الأمن مسار تسوية النزاع.
وفي هذا السياق، يرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، عبد النبي صبري، أن “إبلاغ الولايات المتحدة الأمريكية للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة بموقفها الثابت من قضية الصحراء، والذي يتجسد في تجديد الاعتراف العلني الصريح والواضح بمغربية الصحراء، في هذه الظرفية، يأتي قبل أيام، من الوقت المقرر لعقد جلسة مغلقة، الإثنين المقبل، لبحث هذا الملف”.

وأوضح صبري، في حديثه لـ”آشكاين”، أن “هذا الإبلاغ الأمريكي لميستورا بشأن موقفها من الصحراء، تعكس دلالة سياسية مهمة، وتؤكد الموقف الرسمي الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية الذي يأتي تنفيذاً لقرار الرئيس الأمريكي بتجديد الاعتراف العلني الصريح الواضح بمغربية الصحراء، وبالسيادة المغربية الكاملة على كامل ترابها براً وبحراً وجواً”.
“على المستوى الجيوسياسي”، يضيف صبري “تشكل هذه الخطوة تحولاً مهماً سينعكس على القرارات المقبلة، حيث أكدت الولايات المتحدة للمبعوث الشخصي لغوتيريتش أن الحكم الذاتي هو الحل الوحيد المطروح على الطاولة، ولا خيار خارج هذا الإطار، وبالتالي، ستلعب واشنطن دوراً محورياً في صياغة القرار النهائي خلال الأيام أو الأسابيع القادمة، باعتبارها حاملة القلم”.
وشدد على أن “هذا الموقف الأمريكي سيكون له تأثير بالغ على مسار الملف برمته، خاصة بعد اعتراف دول كبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا، وبريطانيا مستقبلا، بمغربية الصحراء، لذا، فإن القرار المقبل سيراعي هذه المعطيات وسيُؤكد أن حل النزاع المفتعل لن يكون إلا في إطار السيادة المغربية وتطبيق الحكم الذاتي كآلية عملية لإنهاء هذا النزاع الذي استمر خمسة عقود من الزمن “.
ولفت الانتباه إلى أنه “مع اقتراب ذكرى المسيرة الخضراء الخمسين، التي قادها المغفور له الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، تظهر مؤشرات قوية على تسوية نهائية لهذا الملف، ولتثبيت هذه الأمور ينبغي ربط الحركة الانفصالية “البوليساريو” بالجماعات الإرهابية الناشطة في منطقة الساحل والصحراء، والتي تدعمها الجزائر بهدف زعزعة استقرار المنطقة، وهي القشة التي ستقسم ظهر هذا البعير الذي طالما وظفته الجزائر ضد جوارها”.
وخلص إلى أنه “في سياق عالم متغير، يواصل جلالة الملك محمد السادس قيادة مسيرة التحديث والإصلاح، حيث ينتقل المغرب من منطق التدرج إلى منطق التغيير الجذري، وقد بدأت آثار هذا التحول تظهر على المستويين الدولي والوطني، سعياً لحل عادل ينهي معاناة شعوب المنطقة ويعيد تنميتها”.