لماذا وإلى أين ؟

المدرسة المغربية: أزمة هوياتية بين الإصلاحات الشكلية واستثمار الإنسان في المستقبل

طلوع عبدالإله*

تعد المدرسة المغربية اليوم مرآة عاكسة لتحولات المجتمع المغربي، سواء على المستوى القيمي أو الاقتصادي أو السياسي. فقد تحولت من كونها مؤسسة لتكوين الإنسان وبناء الوعي الجماعي، إلى كيان يعاني من تآكل وظيفي وأزمة بنيوية مزمنة. وبين محاولات الإصلاح المتكررة التي تتعثر عند حدود الشكل، وتجاهل جوهر الأزمة المرتبطة بهوية المدرسة ودورها، تظل المدرسة المغربية في وضع لا تحسد عليه. فهل نحن أمام مؤسسة فشلت في أداء دورها، أم أن الفشل أعمق ويتجاوز المدرسة ليشمل السياسات العمومية والعقليات السائدة؟

أولًا: المدرسة المغربية… من منارة للتنوير إلى أداة لإعادة إنتاج التخلف

لقد نشأت المدرسة المغربية بعد الاستقلال في سياق وطني كان يتطلع إلى التحرر من الاستعمار وبناء مجتمع حديث ومتجانس…

ثانيًا: المدرسة والسوق… حين تتحول المعرفة إلى سلعة في سياق عالمي تطغى فيه النيوليبرالية، أضحى التعليم يُنظر إليه كاستثمار اقتصادي لا كحق إنساني…

ثالثًا: الأستاذ في قلب المعادلة… فاعل أم ضحية؟

رغم أن الأستاذ هو العمود الفقري لأي منظومة تعليمية، إلا أن السياسات العمومية غالبًا ما تعاملت معه باعتباره مجرد منفذ للقرارات المركزية…

رابعًا: الملكية والإرادة السياسية للإصلاح ما يُميز الخطابات الملكية حول التعليم هو وضوحها وتكرارها في الدعوة إلى إصلاح عميق وشامل…

خامسًا: المجلس الأعلى للتربية والتكوين… تشخيص دقيق دون آليات تنفيذ التقارير التي يصدرها المجلس الأعلى للتربية والتكوين غالبًا ما تقدم تشخيصًا عميقًا لمشاكل التعليم…

سادسًا: من المدرسة كمؤسسة سلطوية إلى فضاء للتحرر إذا أردنا للمدرسة المغربية أن تكون أداة لتحرر الإنسان وتطوره، فيجب أن نعيد النظر في بنيتها العميقة…

خاتمة: نحو مشروع وطني جامع للتعليم لا يمكن إصلاح التعليم في غياب مشروع مجتمعي متكامل يؤمن بأن الإنسان هو محور التنمية…

فالمدرسة ليست مجرد مؤسسة تعليمية، بل هي مشروع حضاري بأكمله. وإذا أردنا مغربًا جديدًا، فلا بد أن نبدأ من هناك.

*دكتور في القانون العام والعلوم السياسية / كاتب ومحلل سياسي

الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي “آشكاين” وإنما عن رأي صاحبها.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x