2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

كشف الخبير في العلاقات الدولية الباحث في مركز إفريقيا والشرق الأوسط للدراسات، الموساوي العجلاوي، أبرز الخلاصات من إحاطة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا، التي قدمها أمام مجلس الأمن في 14 من أبريل الجاري، مؤكدا أن “جميع المؤشرات فيها تصب في كون مخطط الحكم الذاتي أصبح هو أفق الحل السيسي” لهذا النزاع الذي عمر طويلا.
لمحة عن الإحاطة

قبل تعليقه عن الإحاطة فصل العجلاوي في إحاطة دي ميستورا، مؤكدا أن “هذه الإحاطة تندرج في إطار تنفيذ البند 11 من قرار مجلس الأمن رقم 27/56 الصادر في 31 أكتوبر 2024، حيث ينص هذا البند على أن الأمين العام للأمم المتحدة مُطالب بتقديم إحاطات أو معطيات كلما دعت الحاجة، وعقد جلسة في منتصف ولاية بعثة الأمم المتحدة (المينورسو)، أبريل، وذلك لتقييم الوضع في الصحراء، شرق الجدار العازل وغربه”.
وأشار إلى أن “هذه الإحاطة تضمنت نقطتين رئيسيتين: تقرير رئيس بعثة المينورسو حول تمديد ولايتها لسنة أخرى قابلة للتجديد، وتقرير المبعوث الخاص (دي مستورا) حول التقدم المحرز في المفاوضات”، منبها إلى أنه “ورغم تركيز الإعلام على ديمستورا، إلا أن تقرير إيفانكو كان مهماً أيضاً”.
وشدد على أن “أبرز ما ورد في تقرير دي مستورا هو التأكيدات التي تناولناها، حيث قدم ملخصاً مكتوباً يتضمن 16 نقطة، تناولت جميعها التزامه أمام مجلس الأمن بتقديم رؤية جديدة لحل هذا النزاع خلال فترة تمديد البعثة”.
وأبرز العجلاوي بأن “دي ميستورا سجل معطيين مهمين: أولها: تجديد الولايات المتحدة دعمها لسيادة المغرب على صحرائه، وذكر أيضا استقباله من طرف كاتبة الدولة المساعدة للشؤون السياسية، التي تعمل مع السيناتور روبيو، وأكدوا على أن الرئيس ترامب، يسعون جميعا لحل سريع لمشكل الصحراء”.
أمام المعطى الثاني، يضيف العجلاوي، فتحدث فيه دي ميستورا عن “اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الفرنسي بالرئيس الجزائري، والذي لم يُشر إلى الصحراء الغربية، مما يُعتبر موقفاً واضحاً من عضوين دائمين في مجلس الأمن سيلعب دورا كبيرا في هذا الملف”.
قراءة في الإحاطة
ويرى العجلاوي أن ما يستشف من قراءة في إحاطة دي ميستورا، هو أن “هناك راعيين لحل سياسيً هما فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، ويطلبان دعم مجلس الأمن للأمم المتحدة برمته”.
مؤكدا على أن دي ميستورا “لم يتطرق إلى تقرير المصير، بل ركز بشكل أساسي على مبادرة الحكم الذاتي، في الفقرات الـ16، يتم الحديث عن مبادرة الحكم الذاتي وتدور المناقشات في إطارها، ويُشترط أن يكون الحكم الذاتي “حقيقياً”، بمعنى أن المغرب مطالب بتقديم تفاصيل جديدة حول هذه المبادرة، وهذا طرح أمريكي في عهد إدارة بايدن”.
وحسب العجلاوي فإن المغزى من هذه النقطة هو أن “المغرب مدعو لفتح نقاش دولي حول هذه المبادرة، وهي خطوة مهمة لأن تحديثها سيعزز فكرة الحل السياسي القائم على الحكم الذاتي، هذه المبادرة أصبحت الآن واحدة من المقترحات الجديدة التي يتبناها مجلس الأمن والأمم المتحدة”.
وأشار إلى أنه “في انتظار الموقف البريطاني، يبقى هناك موقفان رئيسيان: الموقف الروسي والموقف الصيني، فالموقف الصيني، منذ تعزيز العلاقات مع المملكة المغربية، بدأ يتحول ولم يعد يتمسك بقرار مشروع تقرير المصير، أما روسيا، فلديها تحفظات تجاه المقترح الأمريكي، حيث تؤكد بشكل جوهري أن هناك غموضاً من ناحية المسطرة، ولم يكن هناك اتصال كافٍ بين الأطراف، ومع ذلك لم تصوت ضد المشروع الأمريكي”.
وأبرز العجلاوي أن “كل المؤشرات من خلال هذه الإحاطة تُظهر أن الأفق فيها هو مبادرة الحكم اذلاتي، سواء عبر تقرير “إيرونكو” الذي نُوقش بالتفصيل قبل أيام، أو عبر ما قدمه “دي مستورا” مؤخرا”ً.