2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

تسير الولايات المتحدة الأمريكية ومعها أعضاء مجلس الأمن نحو طي ملف الصحراء عبر جل السبل الممكنة، من خلال طرح “أوراق ضغط” على الجزائر وباقي أطراف النزاع المفتعل حول هذا الملف، وفق ما كشف عنه الخبير في العلاقات الدولية الباحث في مركز إفريقيا والشرق الأوسط للدراسات، الموساوي العجلاوي.
وقال العجلاوي، خلال حلوله ضيفا على برنامج “آشكاين مع هشام”، إن “اللقاء بين مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء “ستافان ديميسورا”، أكدت له أن مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هي الحل الأنجع، وأن الرئيس ترامب سيعمل على إنهاء مشكلة الصحراء”، مشيرا أن “هذه “كانت رسالة واضحة لـ”ديستورا”، ولذلك سار في هذا التوجه بعد هذا الإحاطة”.
وعما إن كانت هذه الإحاطة ستليها إمكانية عودة جديدة إلى الموائد المستديرة للحوار بحضور جزائري؟، أجاب العجلاوي أن “ديمي ستورا ذكر في إحاطته أن المواقف لم تتغير، لأنهم الجزائر والبوليساريو يطالبون بالاستفتاء المؤدي إلى الاستقلال، ويقول إنه ما لم يحصل تغيير في موقف الجزائر بصيغة من الصيغ الموائد المستديرة بحضور جميع الأطراف قد تكون هناك سيناريوهات أخرى”.
وأضاف أن هذا يعني أنه “بمعنى أنه يمكن غداً أو بعد غد أن نرى سيناريو من السيناريوهات الممكنة، مثل أن تعترض الولايات المتحدة على تمثيل “المينورسو” بمعناه نهاية ولايتها، وبالتالي دخلنا في أفق جديد، بأول نقطة من خلال العلاقات المغربية الجزائري وكيف يمكن للدول الكبرى أن تفرض على النظام الجزائري الجلوس مع المغرب لحل المشاكل الثنائية بينهما”.
مشيرا أن “النظام الجزائر يمر الآن بأحلك أيامه، من خلال دخوله في صراع مع جميع الجيران، مع ليبيا، والمجلس الأعلى للدولة الذي رفض أن يكون هناك اجتماع ثلاثي مع تونس والجزائر، أي رفض قمة مغاربية بصيغة أخر، وقال إنه لن يدخل في هذه الحسابات الجيوسياسية والجيوستراتيجية”.
ومن الوسائل ضغط الدول الكبرى على الجزائر في ملف الصحراء، يسترسل العجلاوي، أن “الولايات المتحدة الأمريكية في ظل هذا الوضع والأزمة الجزائرية الجديدة مع فرنسا، يمكن(لأمريكا) أن تفرض عقوبات على النظام الجزائري، مثل النفط، كما فعلت مع فنزويلا، فسيصبح مؤكدا أن مداخيل الجزائر ستنهار بسرعة”.
وتابع أن “فرنسا بدورها لو أغلقت، في ظل تصاعد الأزمة مع الجزائر، القنصليات الجزائرية في فرنسا، أو حدت من عملها، فسيحدث مشكلة كبيرة لحوالي 5 إلى 7 ملايين جزائري في فرنسا، وهو ما قد يحدث تأثيراً كبيراً لهذا القرار على الجزائر”.
وأضاف أن “هناك إمكانات أخرى لضغط الأممي على الجزائر، حيث يمكن للأمم المتحدة أن تدخل في لقاءات على الأقل لفك هذا الإشكال بين الجزائر والمغرب، كما جاء في إحاطة “ديمستورا”، وأنه بدون هذا الأمر، لا نتصور أن يكون هناك أفق سياسي، بمعنى آخر، إذا حُلَّت المشكلة بين المغرب والجزائر، ستُحَلُّ مشكلة الصحراء، مشيرا إلى أن “هناك وسائل وأدوات قانونية لدى فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية تصب في هذا المنحى”
وبخصوص دوافع هذه القوى العظمى للاصطفاف في اتجاه حل النزاع لصالح المغرب، أكد العجلاوي، أنه “إذا أخذنا فقط مناورات “الأسد الإفريقي” التي تُجرى كل سنة ويشارك فيها الآن 30 دولة، فهذا يعكس أن هناك أهمية استراتيجية للمغرب، وأن المملكة تحافظ على الأمن والاستقرار في غرب المتوسط، ولذلك هناك تحالف مغربي-إسباني-فرنسي في ظل ما يحدث في الشرق المتوسط والتهديدات الروسية، وهذه القوى تجد أن المغرب بالنسبة لهم حليف رئيسي”.
وخلص أن “هذه الدول عندما تشغل منطق الحسابات، تجد أن المغرب لا يقدم شيئاً على المستوى الاقتصادي، ولكن من ناحية الأهمية الجيوسياسية والجيوستراتيجية والأمنية، فإن الولايات المتحدة تنظر إلى المغرب ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتدفع في اتجاه تقارب مغربي-جزائري لتثبيت الأمن والاستقرار في منطقة الساحل وشمال إفريقيا، ما يعني أن التقارب المغربي-الجزائري، سيفرض ذلك بشكل كبير على النظام الجزائري”.