2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
دي ميستورا ارتكب خطأين فادحين في إحاطته أمام مجلس الأمن (بنيس)

كشف المستشار السياسي وخبير في السياسة الخارجية المغربية، سمير بنيس، أن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، ارتكب خطأين فادحين خلال الإحاطة التي قدّمها أمام مجلس الأمن يوم الإثنين المنصرم.
وقال بنيس، إن الإحاطة التي قدمها دي ميستورا أمام مجلس الأمن تضمنت بعض الأفكار الملغومة، لا سيما اقتراحه بأن على المغرب “توضيح” مضمون مبادرة الحكم الذاتي، وزعمه أن هذه السنة تُصادف الذكرى الخمسين لبداية النزاع”.
وأضاف: ”ارتكب المبعوث الاممي خطأين فادحين، لا يليقان بمبعوث أممي يُفترض فيه الحياد الكامل والإلمام العميق بتفاصيل هذا الملف، منذ نشأته وحتى اليوم”.
الخطأ الأول، وفق المستشار السياسي، يتمثل في أن الإيحاء بأن النزاع بدأ عام 1975، هو تبنٍ ضمني لرواية لطالما روج لها تيار من السياسيين اليساريين والمثقفين الغربيين المناهضين للمغرب، الذين اصطفوا إلى جانب البوليساريو والجزائر.
وأوضح المتحدث أن الخطأ الثاني هو دعوة دي ميستورا المغرب إلى “توضيح” مبادرته، ما يطرح سؤلا جوهريا وهو لمن عليه أن يوضح؟ هل لأولئك الذين يُسمّون “صحراويين” وهم قدموا من موريتانيا ولا تربطهم أي علاقة تاريخية أو قبلية بالأرض؟ أم لفخذ ركيبات الشرق القادمين من منطقة تندوف والذي اعتمدت عليهم الجزائر منذ عام 1967 لتنفيذ مخططها الانفصالي؟ أم لأولئك الذين تم استقدامهم من مالي والنيجر وتم تقديمهم زوراً على أنهم من سكان الإقليم.
ويرى بنيس في تدوينة له أن المبعوث الأممي سيكون واهماً إن كان يعتقد أن المغرب سيلين موقفه، أو أنه سيعود إلى طاولة المفاوضات مع البوليساريو، لقد ولّت تلك المرحلة، مشددا على أنه بفضل المكاسب الاستراتيجية والدبلوماسية التي راكمها المغرب على مدى العقود الأخيرة، أصبح هو الطرف الذي يُملي شروط اللعبة. والموقف المغربي واضح لا غموض فيه: مبادرة الحكم الذاتي تمثل الخيار الأوحد وليس بإمكان أي أحد أي يفرض عليه تقديم شروحات بخصوص مسائل سياسية تدخل ضمن سيادته الوطنية.
وتابع المحلل السياسي: ”إن كان على أحد أن يقدم شروحا فهو الطرف الآخر الذي رفض الامتثال لكل قرارات مجلس الامن التي تدعوه لاجراء إحصاء لساكنة المخيمات. أما المغرب، فقد قطع شوطاً كبيراً في حسم الملف لصالحه حينما استطاع، عام 1975، إحباط المخطط الاسباني الجزائري الرامي لمنعه من استرجاع سيادته على الصحراء”.
يشار إلى أن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، قدم إحاطة أمام مجلس الأمن يوم الإثنين المنصرم، أشار فيها إلى الدعم الدولي المتزايد لخطة المغرب المتمثل في الحكم الذاتي، وأهمية اعتراف أمريكا وفرنسا بمغربية الصحراء، داعيا إلى إعادة الملف إلى سكة الحل السياسي في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وانسداد قنوات الحوار بين أطراف النزاع.
الصراع هو مبدئي بين موقف الاستفتاء الذي لم يصبح واقعيا بحكم الظروف والسياقات التي احاطت به حسب تقرير الامم المتحدة 2007، وبين مبدا الحكم الذاتي الذي اشادت جل الدول بواقعيته وإمكانية تطبيقه، لذلك فأول خيارات التفاوض ستكون هو إقرار جبهة البوليزاريو بمبئية الحكم الذاتي كما اقرت به جل الدول، وهذا سيكون مدخلا لبدأ النقاش كصيغة لتبرئة النوايا ، بعد ذالك ستأتي التفاصيل من خلال الاخد والعطاء بين الطرفين، ودون ذالك سيكون صيغة للتملص من التفاوض وللهروب الى الامام. وهي الصيغة التي يساندها ديمسورة الذي يطالب بالتفاصيل قبل الاقرار بالمبدأ، ويتكلم في نفس الوقت عن حكم داتي حقيقي، كما لو كان هناك حكم ذاتي حقيقي وغير حقيقي، وهو يعلم ان هناك اشكال متعددة للحكم الذاتي وليس هناك حكم ذاتي بعينه، وإذا كان غير ذالك، فل يعطينا هو ملامح واضحة عن الحكم الذاتي الحقيقي ويميزه لنا عن الحكم الذاتي الغير الحقيقي. وإلا فإن ديمستورة الذي اصبح عالقا في خيارات تملى عليه، لم يعد صالحا لهذه المهمة وعليه تقديم استقالته فورا.