2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

مازال الاحتقان سيد الموقف بين الحرفيين بمدينة العيون، فبعد الجدل الدائر حول حجز مصالح الجماعة لسيارات زبناء حرفيين إصلاح محركات وهياكل السيارات من أمام محلاتهم دون سابق إنذار، قرر العشرات منهم لإغلاق محلاتهم، ردا على توضيحات رئيس المجلس الجماعي، حمدي ولد الرشيد، بعد خروجهم منذ يوم الإثنين للاحتاجاج.

ففي خطوة تصعيدية قرر هؤلاء الحرفيون (الميكانيسيانات، طولوري، كربائي سيارات) إعلاق محلاتهم الحرفية كرد على توضيحات تقدم بها المجلس الجماعي لمدينة العيون، والتي أصر فيها على القرار دون دعوتهم لأي حوار أو إمهالهم وقتا كافيا للانتقال”، وفق تعبيره في تصريحات على هامش وقفتهم الأخيرة أمس الأربعاء 16 أبريل الجاري.
وحسب المعطيات المتوافرة، فإن هؤلاء الحرفيون قرروا الدخول في هذه الخطوة بعدما لم تمنحهم الجماعة، في آخر بيان توضيحي، أي مؤشر على حل مشكلهم”، مؤكدين أنهم “أصبحوا مهددين في مصدر رزقهم اليومي، من خلال قيام جماعة العيون بحجز سيارات الزبناء من أمام محلاتهم دون سابق إنذار”.

توضيح الجماعة
وكان رئيس جماعة العيون، حمدي ولد الرشيد، قد خرج عن صمته بشأن الجدل الدائر حول حجز مصالح الجماعة لسيارات زبناء حرفيين (الميكانيسيانات) من أمام محلاتهم دون سابق إنذار، وهو الأمر الذي دفع العشرات منهم للخروج للاحتجاج يوم الإثنين 14 أبريل الجاري، معتبرا ان ما يروج حول هذا الموضوع “مغالطات”.
ومما جاء في التوضيح، أن “الإجراءات التي تم اتخاذها من طرف المصالح الجماعية جاءت في احترام تـام للمقتضيات القانونية المعمول بها في إطار ما هو مخول من اختصاصات لرئيس المجلـس فـي مجـال الشرطة الإدارية طبقا لأحكام المادة 100 من القانون التنظيمي 113.14 المتعلق بالجماعات، التي تخوله صلاحيات تنظيم الأنشطة التجارية والحرفية والصناعية غير المنظمة، والتي من شأنها أن تمس بالوقاية الصحية والنظافة والسلامة والسكينة العمومية أو تضر بالبيئة والقرار الجماعي رقم 2562 بتاريخ 22 ماي 2024 متعلق بتنظيم رخص الأنشطة الاقتصادية غير المنظمة تجارية، حرفية، صناعية)، وذلك بتنسيق تام مع السلطات المحلية”.

وشدد على أنه “ضمانا لاستفادة جميع الحرفيين من هذه التجزئة، فقد تم إحداث لجنة خاصة بالإحصاء تتكون من ممثل عن الجماعة والسلطات المحلية وأمناء الحرف وغرفة الصناعة التقليدية، حيث قامت هذه اللجنة بإحصاء شامل وشفاف لكافة الحرفيين في مختلف المهن كما تولت نفس اللجنة تحت الإشراف المباشر لرئيس المجلس تنظيم القرعة التي تم من خلالها توزيع البقع على المستفيدين، بحضور موثق”.
وأكد أنه “تم توزيع أكثر من 866 بقعة محفظة على مختلف الحرف الميكانيك، النجارة، التلحيم، صباغة سيارات وكهرباء السيارات)، وذلك بتاريخ 25 و 26 مارس 2021 بثمن رمزي إضافة إلى الإعفاء من كل الرسوم المتعلقة برخص التعمير، ما يعني أنه تم منح الحرفيين الـمـدة الكافية للبناء والانتقال إلى التجزئة المذكورة”.
وأضاف أن “تسليم البقع المذكورة تم بناء على دفتر تحملات صادر بتاريخ 08 يناير 2021، التزم من خلاله كل المستفيدين ببناء محلاتهم بالتجزئة والانتقال لمزاولة أنشطتهم بها، ما يعني أن الجماعة لم تتخذ أي إجراء إلا بعد ضمان توفير البديل المناسب للحرفيين”.
أصل الجدل
يأتي هذا التوضيح من رئيس المجلس الجماعي للعيون، بعد الجدل الذي أثارته جماعة العيون بشنها حملة واسعة لحجز السيارات المركونة أمام محلات “الميكانيسيانات” في الأحياء الشعبية على وجه الخصوص، خاصة قرب محطة طانطان القديمة” التي عرفت تاريخيا لدى أبناء المدينة بأنها تضم مختلف “الميكانيسيانات” بالمدينة، في محاولة منها لإجبارهم على الانتقال في أسرع وقت للمجمع الصناعي البعيد عن مركز المدينة.
وأعلن عشرات الحرفيين (الميكانيسيانات، طولوري، سودور) الدخول في إضراب عن العمل، يوم الاثنين 14 أبريل الجاري، معربين في تصريحات صحفية، عن غضبهم مما أسموه “محاولة الضغط عليهم من خلال قرار جماعي، غير رسمي، لإرغامهم للتنقل إلى مجمع صناعي لم يكتمل بعد، وليسوا من المستفيدين فيه”.
وحسب التصريحات التي أدلى بها الحرفيون، على هامش وقفتهم في “محطة طانطان القديمة” بمدينة العيون، فإنهم “قد فوجئوا بحجز سيارات زبنائهم من أمام محلات “الميكانيك” من طرف السلطات الجماعية دون سابق إنذار أو حتى إشعار بالقرار”، مطالبين بـ”ضرورة تمديد أجل تسوية هذا الملف، عبر ترك المجال الزمني للحرفين غير المستفيدين من المجمع الصناعي بطريق فم الواد(شاطئ المدينة) لترتيب أوضاعهم، مع ضرورة توفير دعم مالي من طرف السلطات، نظرا لأنها تطالبهم ببناء محلاتهم من نفقتهم الخاصة”، مؤكدين أنهم “غير قادرين على تغطية الكلفة الإجمالية للبناء التي تتجاوز 10 أو 14 مليون سنتيم”.
واستنكر الحرفيون في وقت سابق هذه الخطوة، معتبرين أنها لا تستند لقرار صادر عن الجماعة، وهو ما ترجمه سؤال كتابي سبق ووجه عضو المعارضة بالمجلس الجماعي، محمد سالم بداد، الذي ساءل رئيس المجلس عن قانونية حجز سيارات الزبناء دون موجب قرارا مصادق عليه بالمجلس الجماعي.
احيي رئيس الجماعة على هذه الخطوة الشجاعة التي قل ما يقوم بها رؤساء اخرون، من العيب و العار تجد محلات حرفيين وسط احياء سكنية، ما يقلق راحة السكان