2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
اتفاق بين موريتانيا والجزائر يغضب أمريكا ويجعل من الجارة الجنوبية أداة في يد “العسكر”

أغضب اتفاق وُقع بين وزير الدفاع الموريتاني حننا ولد سيدي، ورئيس أركان الجيش الجزائري سعيد شنقريحة، أول أمس الأربعاء 16 أبريل الجاري، قوى دولية على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية من قبيل فرنسا.
وكان المسؤول الموريتاني قد قام بزيارة رسمية إلى الجزائر، ووقع اتفاقيتين وصفت بـ”الحساستين”، تتعلق الأولى بالمجال العسكري فيما تهم الثانية حماية المعلومات السرية، وهي التي أثارت غضب القوى العسكرية الكبرى في العالم من قبيل أمريكا وبعض دول الإتحاد الأوروبي، وفق ما كشفت صحيفة “ساحل انتلجنس” المتخصصة في أخبار منطقة الساحل بإفريقيا.
ويشكل هذا الإتفاق، بحسب المصدر، اختراقا لأجهزة الاستخبارات الموريتانية وتوافقًا مع عقيدة الجيش الجزائري، مشيرا إلى أن هذا الإتفاق من شأنه “مشاركة أحادية الجانب للبيانات الحساسة لصالح نظام استبدادي جزائري”.
وترى “ساحل انتلجنس” ومقرها من باريس، أن التوقيع على هذه الإتفاقيات لا يقف فقط عند ما وصفته بـ”تعزيز التعاون”، بل يعد “تحولا استراتيجيا له عواقب وخيمة”، علما أن “الجزائر لا تسعى من خلال هذه المناورة إلى شراكة متوازنة، بل إلى نقل النفوذ في منطقة تبتعد عنها تدريجيا، بعدما أصبحت معزولة بسبب القطيعة مع مالي، ومهمّشة بسبب الخيارات السيادية لبوركينا فاسو والنيجر، ما يجعل نظام الجزائر يرى في موريتانيا الرافعة الأخيرة للحفاظ على وجوده في منطقة الساحل”.
ويعتبر المصدر الإعلامي، أنه أمام فقدان النظام العسكري الجزائري نفوذه بشكل متزايد بسبب اختياراته السياسية، فإن رد فعله يتمثل في “تشديد سيطرته على البلدان التي لا تزال متاحة سياسياً، مثل موريتانيا”، مشددا على أن قبول هذه الأخيرة بهذه الشراكة “غير المتوازنة، يُبعدها عن تقاليدها في الحياد الإقليمي، ويعرضها لأن تصبح أداة للاستراتيجية الجزائرية في إعادة تشكيل منطقة الساحل وأفريقيا”.
وخلصت الصحيفة إلى التأكيد أن موريتانيا تضع نفسها تحت وصاية ما يسمى بـ”القوة الإقليمية المتدهورة”، وتلعب دور “البيدق”، مبرزة أن العواقب يمكن أن تكون وخيمة على نظام موريتانيا بـ”فقدان المصداقية على الساحة الدولية، بالاعتماد الاستراتيجي على نظام لا تتوافق مصالحه مع النظام الدولي”.
يشار إلى أن النظام الجزائري كرس عزلته الإقليمية بعد إسقاط طائرة مسيرة تابعة للجيش المالي، ما دفع اتحاد دول الساحل باتهامه برعاية ودعم الإرهاب بمنطقة الساحل وقررت سحب سفرائها من الجارة الشرقية.
ما مصير التقارب المغربي والمريتاني
أعتقد أن الجزائر تبدوا تترنح كالنعامة في مشيتها.. هذا الاتفاق ليس له قيمة تذكر انما مجرد محاولة من نظام عسكري إظهار نفسه بمظهر القوة.. لكن الأيام تثبت أنه في عزلة متزايدة وحتى موريتانيا لن تجد سوى التخلص من نظام عفى عليه الزمن.