لماذا وإلى أين ؟

تصنيف البوليساريو عصابة إرهابية له تداعيات خطيرة على جنوب إفريقيا والجزائر (خبير أمريكي)

لا تزال الأصوات الدولية تطالب بتصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية، وتحذر الأطراف الداعمة لها من تبعات اعتماد هذا القرار أمميا، وهو ما كشف عنه الخبير الباحث في معهد السياسات الأمريكي مايكل والش، في مقال نشره على موقع “جنوب إفريقي”، أكد فيه أن “تصنيف الولايات المتحدة لجبهة البوليساريو منظمة إرهابية أجنبية سيخلق مشاكل جديدة للجنوب الأفريقي”.

وقال الباحث إن “وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، التقى الأسبوع الماضي، بوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، وخلال الاجتماع، أكد روبيو التزام إدارة ترامب بالتفاوض على “حل مقبول للطرفين” للصحراء الغربية، وذلك بالاعتماد على الإطار المنصوص عليه في مقترح الحكم الذاتي”.

خلال الاجتماع مع بوريطة، يضيف الباحث أفادت التقرير بأن روبيو أكد “مجددًا التزامه تجاه الحكومة المغربية نيابةً عن الحكومة الأمريكية”، مشيرا إلى أنه “للوفاء بهذا الالتزام، تحتاج الحكومة الأمريكية الآن إلى تسهيل التقدم نحو حل النزاع باستخدام مقترح الحكم الذاتي”.

وأكد أن “بعض أعضاء الكونغرس الجمهوريين يعتقدون أن “أفضل طريقة لتحقيق هذه النتيجة هي أن تُصنّف الولايات المتحدة جبهة البوليساريو رسميًا كمنظمة إرهابية أجنبية”.

وشدد الباحث في معهد السياسيات الأمريكي، على أن  “هذه الخطوة من شأنها أن تُهمّش جبهة البوليساريو وداعميها التقليديين من الدول، مثل الجزائر وجنوب أفريقيا”..

وذكر بما أعلن عنه النائب جو ويلسون، في 11 أبريل، بأنه “سيُقدّم تشريعًا لتصنيف جبهة البوليساريو منظمةً إرهابيةً أجنبيةً، إذ جاء ذلك عقب اجتماعٍ عُقد مؤخرًا بين ليزا كينا، وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية بالإنابة، والمبعوث الشخصي للأمين العام للصحراء، ستافان دي ميستورا، حيث في إعلانه، أشار ويلسون أن جبهة البوليساريو تُوفّر لإيران وروسيا منصةً لكسب “موطئ قدمٍ في أفريقيا” – مما يُربط جبهة البوليساريو بـ”محور العدوان” “.

ويرى الباحث الأمريكي أن “أيّ تصنيفٍ لجبهة البوليساريو منظمةً إرهابيةً أجنبيةً سيكون له تداعياتٌ خطيرةٌ على جنوب أفريقيا”.

ومن أول هذه التداعيات يبرز المتحدث أنه “قد يكون له تأثيرٌ جوهريٌّ على جهود المناصرة وجمع التبرعات لجبهة البوليساريو وغيرها من الجماعات الصحراوية الغربية في جنوب أفريقيا”.

ونقل والش “ما قالته زينب ريبوا، الباحثة في معهد هدسون، إنه من المرجح أن “تتراجع بعض الجهات الفاعلة – وخاصة المنظمات غير الحكومية الرئيسية – لتجنب التعرض القانوني”، ولكن من المرجح أن تكون هناك جهات فاعلة أخرى “مدفوعة بأيديولوجيا أو تضامن ديني” والتي “تواصل دعمها سرًا””.

“إذا لم تدعم حكومة جنوب أفريقيا تطبيق تصنيف مستقبلي داخليًا”، تتوقع ريبوا أن “هذه المجموعة الثانية من “الجهات الفاعلة الهامشية قد تستمر – لكنها ستواجه عزلة أكبر، ومراقبة متزايدة، ومخاطر مالية جسيمة”.

ثاني هذه التداعيات، يضيف المتحدث  “قد يكون لذلك تأثير سلبي على اقتصاد جنوب أفريقيا”، فوفقا لريبوا، قد “يؤدي أي تصنيف إلى زيادة التدقيق الدولي على النظام المصرفي في جنوب أفريقيا، وتستند في هذا التقييم إلى وجود “تقارير غير مؤكدة، معظمها من وسائل الإعلام ومصادر استخباراتية محدودة، تشير إلى أن بعض الأفراد أو المنظمات غير الحكومية في جنوب أفريقيا ربما شاركوا في جمع التبرعات أو المناصرة” لصالح جبهة البوليساريو”.

وأضاف الباحث أنه “من شبه المؤكد أن هذا التدقيق الدولي المتزايد سيكون تطورًا غير مرغوب فيه للبنوك الجنوب أفريقية حيث تؤكد ريبوا أن زيادة التدقيق الدولي قد تؤدي إلى “زيادة رصد المعاملات المالية من قبل أنظمة الامتثال العالمية”، مما قد يعرض البنوك الجنوب أفريقية “لضرر في سمعتها، وتقليص المخاطر، وحتى عقوبات ثانوية””.

ثالث هذه التداعيات وأخطرها، يؤكد والش أنه “قد يؤثر ذلك على فرض عقوبات محددة، مثل عقوبات ماغنيتسكي، و/أو تصنيف جنوب أفريقيا كدولة راعية للإرهاب”.

ونقل المتحدث “تحذّير ريبوا من أن على الجنوب أفريقيين أن يتوقعوا من الحكومة الأمريكية أن تأخذ تطبيق أي تصنيف لجبهة البوليساريو على محمل الجد، غذ في رأي الباحثة، أن هناك بالفعل خطرا من تصنيف حكومة جنوب أفريقيا كدولة راعية للإرهاب بسبب مجموعة متنوعة من المخاوف، بما في ذلك “ضعف إنفاذ قوانين تمويل الإرهاب” و”القائمة الرمادية لمجموعة العمل المالي”. وسيزداد هذا الخطر إذا لم تكن حكومة جنوب أفريقيا راغبة أو قادرة على دعم تطبيق تصنيف مستقبلي لجبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية أجنبية”.

وخلص الخبير الباحث في معهد السياسات الأمريكي مايكل والش، أنه “منذ تولي الولايات المتحدة السلطة، يتزايد خطر القطيعة الكاملة في العلاقات بين الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا يومًا بعد يوم، لذا، يُمثل التصنيف المحتمل لجبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية أجنبية عقبة أخرى في علاقة متوترة أصلًا”.

وكان المرصد الوطني للدراسات الاستراتيجية قد أعلن عن مسابقة بحثية للطلبة المغاربة تروم إبراز تورط جبهة البوليساريو في أعمال ارهابية، حيث اشترطت مقالات علمية أصيلة ولم يسبق نشرها ويتراوح عدد كلماته حوالي 2000 كلمة بما فيها التوصيات، على أن يتم تتويج أصحاب أفضل ثلاث مقالات بجوائز تقديرية وشهادات خلال الندوة الدولية المقرر عقدها بمدينة أكادير في ماي المقبل.

في المقابل، تلقى المرصد الوطني للدراسات الاستراتيجية، يوم الثلاثاء 15 أبريل 2025، رسالة تهديد عبر بريده الإلكتروني، تضمّنت تهديدًا بالمتابعة القانونية، وُجه إلى طلبة الجامعات المغربية الفائزين في المسابقة البحثية التي كان قد أعلن عنها لدعم الترافع الأكاديمي حول قضية الصحراء المغربية، تحت عنوان “مطلب تصنيف ميليشيات البوليساريو كحركة إرهابية”.

وأكد المرصد المشار إليه توصله برسالة تهديد من جهة البوليساريو، وهي نفس الرسالة الموجهة لطلبة الماستر والدكتوراة الفائزين في المسابقة التي أعلن عنها قبل أيام، معلنا في بلاغ توصلت به “آشكاين” عزمه وإصراره على مواصلة جهوده من أجل تحقيق مطلب تصنيف “البوليساريو” كحركة إرهابية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x