2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
تشيكيطو: رأي المجلس الاقتصادي الرافض لتقييد تقاضي المجتمع المدني إنصاف دستوري للحركة الحقوقية

أصدر المجلس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، رأيه الرسمي فيما يخص مشروع قانون المسطرة الجنائية الجديد، المثار حوله جدلا اجتماعيا وسياسيا كبيرا جدا.
ورصد المجلس الاقتصادي في أول تقرير له في عهدة عبد القادر أعمارة، جملة من الانتقادات والنواقص التي تشوب نص المشروع المعروض على المؤسسة التشريعية، مقترحا توصيات عدة عدة لتجاوزها ومعالجتها.
ومن بين النقاط التي عرفت انتقادات واسعة من طرف المؤسسة الدستورية، مسألة تقييد الجمعيات المتمتعة بالمنفعة العامة في الانتصاب طرفا مدنيا في القضايا التي تهمها، وكذلك فيما يخص عدم إمكانية فتح النيابة تحقيقا في قضايا اختلاس أو تبدير المال العان بناء على شكايات جمعوية.
وتعليقا على رأي المجلس الاقتصادي والاجتماعي، اعتبر عديل تشيكيطو، رئيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، أن “رأي المجلس الاقتصادي والاجتماعي بشأن التعديلات المقترحة على قانون المسطرة الجنائية، لا سيما ما يتعلق بتقييد مشاركة الجمعيات في القضايا الزجرية ومكافحة الفساد، جاء منسجمًا بشكل لافت مع توجهات الرأي العام ومطالب الجمعيات الحقوقية، في مقابل توجه حكومي باعتباره مقيدًا لدور المجتمع المدني”.
وشدد تشيكيطو في تصريح لجريدة “آشكاين” الإخبارية على أن “انتصاب الجمعيات كطرف مدني، كما عبّر المجلس، هو أحد أدوار الجمعيات المنصوص عليها في الفصل 12 من الدستور وفي المواثيق الدولية، و تقييد هذه الأدوار هو حماية مبطنة للفساد ودعوة صريحة إلى تقزيم دور المجتمع المدني”.
وخلص ذات الناشط الحقوقي بأن “رأي المجلس الاقتصادي والاجتماعي، رأي انحاز بشكل عادل لرأي الجماهير الطيف الجمعية، وأكد في مناسبات سابقة أن الحكومة تعلن التزامها بتعزيز المشاركة المواطنة، لكن هذه الشروط القانونية تتناقض مع هذا الالتزام، لأنها تعزل المجتمع المدني عن ساحة التقاضي، رغم أنه شريك أساسي في مراقبة تدبير الشأن العام”.
وتأسف تشيكيطو من “مساهمة مشروع قانون المسطرة الجنائية في تقويض الجهود الوطنية لجمعيات مكافحة الفساد باعتبارها فاعلاً مدنيا رقابياً، في تتبع ملفات الفساد وتبديد المال العام، كما يُقيد قدرتها على التقاضي لغاية إضعاف المنظومة الوطنية للنزاهة، حيث ما تقترحه الحكومة في المشروع هو تقييد لما هو مقيد أصلا، فالقانون أصلاً لا يمنح الجمعيات حرية مطلقة، بل يشترط شروطاً تنظيمية، ما يجعل إضافة إذن إداري يجعل المشاركة شبه مستحيلة عمليا”.
مند بداية الاستقلال كان الفساد مستشريا لحد اختلاطه بدهاليز السياسة ولم يكن احد يجرأ على كشف تلك الدهاليز نظرا للتعتيم الاعلامي والقمع الاستباقي للمعارضين، مما ادى الى انفجار قضايا معروفة حتمت التدخل المباشر للدولة والقضاء وادت الى محاكمة وزراء واشخاص نافدين في جهاز الدولة، ورغم ما حصل فإن الفساد لم يتوقف يوما، لكن المفارقة العجيبة انه حين تطور المشهد الحزبي وتم تنظيم المجتمع المدني بخلق مؤسسات لرصد جيوب الفساد انبرى اللوبي الخاضن للفساد للدفاع عن نفسه بشكل صريح عبر القوانين والتشريعات لإيقاف هذا المد الايجابي عبر محاربة الجمعيات التي تترافع ضد الفساد وتضييق مسطرة الولوج الى العدالة، كان اخرها سحب مشروع القانون الذي يجرم الفساد، وتعطيل ملفات البت في سفقات مشبوهة شهد بها مجلس الاعلى للحسابات. فإلى اين نحن ذاهبون، وهل نحن في مفترق الطرق للعودة الى الماضي ام نحن ذاهبون الى مزيد من الجرأة لتخليق الحياة السياسية، سؤال يطرح نفسه بإلحاح اليوم.؟