لماذا وإلى أين ؟

المعتصم: معرض الكتاب تحول إلى بهرجة ومكان لألعاب الأطفال رغم الملايير التي يلتهمها

يسود استياء عارم في صفوف المهنيين في قطاع الكتاب، بسبب خيبة أملهم إزاء الدورة الثلاثون للمعرض الدولي للكتاب الذي تقام فعاليته، حاليا، بالعاصمة الرباط، جراء ما يصفونه بـ “الخلط غير المنطقي” الذي طغى على فعاليات الدورة الحالية.

وأكدت فعاليات مهنية أن التسمية الحالية للمعرض بـ “المعرض الدولي للكتاب” لم تعد تعكس حقيقة ما يجري داخل أروقته، مقترحًا تغييرها إلى “المعرض الدولي للمؤسسات والألعاب والكتاب” نظرًا للحضور اللافت والمبالغ فيه لأجنحة لا علاقة لها بصناعة النشر والكتاب.

تصوير: نعمان النيني

وسجل مهنيون غياب عدد كبير من العارضين من داخل المغرب وخارجه”، وذلك لعدة أسباب أبرزها أسعار كراء المساحات داخل المعرض والتي قد تصل إلى ألف درهما للمتر، مما يؤثر على أثمان الكتب التي شهدت ارتفاعا كبيرا بمقدار يتراوح ما بين 15 و 20 درهما للمؤلف الواحد، مقارنة بما كان عليه الحال في الدورات السابقة حين يقام بمدينة الدار البيضاء.

في السياق ذاته، أكد الحسن المعتصم رئيس رابطة الكتبيين، في تصريح لجريدة ”آشكاين”، أن عددا من الناشرين والكتبيين لم يشاركوا خلال الدورة الحالية، لأن نصف مساحة المعرض خُصصت لمؤسسة عمومية تابعة للدولة، في حين أن التظاهرة اسمها معرض للكتاب.

وأوضح المعتصم أن المعرض تحول إلى فضاء لألعاب الأطفال، مبرزا أن ذلك أفرغ التظاهرة من هويتها الثقافية وجعلها أقرب إلى سوق تجاري مختلط بدل أن تكون معرضًا دوليًا مخصصًا للكتاب.

ولم يسلم التنظيم من الانتقادات، حيث أشار المتحدث إلى “ضعفه وغياب الحد الأدنى من الخدمات”، مستعرضًا جملة من المشاكل التي واجهت العارضين والزوار على حد سواء، من بينها “غياب مراحيض كافية ومهيأة، وانعدام المقاهي أو أماكن مخصصة للراحة، بالإضافة إلى النقص في فضاءات ركن السيارات”.

وزاد من حدة الاستياء ما وصفه المعتصم بحالة ”البهرجة” التي تسود داخل المعرض الذي تخسر عليه الملايير من الأموال العمومية (قرابة 3 مليار و300 مليون خلال الدورة السابقة)، كما تُجنى منه الملايير أيضا، فأين تذهب هذه الأموال؟ يقول المتحدث.

وشدد على أن الهدف الأساسي للمعرض يجب أن يكون “دعم وتشجيع الكتاب والقراءة لدى الجميع، وليس مناسبة لتحقيق أرباح على حساب القيم الثقافية والمهنية”.

ودعا المعتصم وزارة الثقافة والجهات المنظمة إلى “مراجعة شاملة لطريقة التنظيم والتفكير في صيغ جديدة أكثر احترامًا لمهنة الكتاب والنشر وأقرب لتطلعات المهنيين”، مشددًا على “الحاجة إلى فتح نقاش جاد ومسؤول بين الجهات المنظمة وجميع المتدخلين في القطاع من أجل النهوض بهذا المعرض والحفاظ على مكانته كمحفل ثقافي رائد”.

يُذكر أن عددًا من العارضين قد قاطعوا الدورة الحالية للمعرض احتجاجًا على هذه الأوضاع، وهو ما تجلى في “فراغ واضح في عدد من الأروقة”. وفق ما عاينت جريدة ”آشكاين”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
راغب خولة
المعلق(ة)
22 أبريل 2025 16:47

كلامه في الصميم

غيور على هذا الوطن
المعلق(ة)
22 أبريل 2025 12:53

كل شيء أصبح في هذه البلاد بهرجة ومضيعة للمال العام ولا نقول إلا ما يرضي ربنا حسبنا الله ونعم الوكيل

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x