مستشار جماعي يتهم منتخبين ومقاولاً بمحاولة طمر واد مرتيل للاستيلاء على قطعة أرضية (فيديو+صور)

فضيحة بيئية خطيرة تهز مدينة مرتيل بعد كشف مستشار جماعي عن تورط منتخبين ومقاول في طمر جزء من واد مرتيل تحت أنظار السلطات المحلية والأمنية. الحادثة، التي وصفها المستشار الجماعي بجماعة مرتيل، محمد أشكور، بـ”الجريمة البيئية مكتملة الأركان مع سبق الإصرار والترصد”، أثارت موجة غضب واسعة بين الفاعلين المحليين والمهتمين بالشأن البيئي.

أشكور كشف في تدوينة مطولة على حسابه بموقع التواصل فيسبوك تفاصيل ما اعتبره تعديا صارخا على الملك العمومي المائي، موضحا أن عملية الطمر جرت في نقطة التفريغ المجاورة للوادي، خلال النهار، وأمام مرأى ومسمع السلطات وأعوان وزارة الداخلية وشرطة المياه. وأكد أن هذه الأفعال تشكل خرقا واضحا للقوانين الوطنية وعلى رأسها القانون 36.15 المتعلق بالماء، حيث تنص المادة 4 على أن الملك العمومي المائي غير قابل للتفويت أو الحجز أو التقادم، كما تمنع المادة 96 إقامة أي منشآت فوق المجاري والمسطحات المائية.

المستشار الجماعي اعتبر أن هذه الجريمة لا تقتصر فقط على الجانب القانوني، بل تطال الهوية التاريخية لمدينة مرتيل، مشيرا إلى أن عملية الطمر تأتي في سياق استعداد مشبوه للسطو على قطعة أرضية يتم إنشاؤها فوق مجرى الوادي، ضاربين عرض الحائط بالمشروع الملكي “تهيئة واد مرتيل”، الذي جاء بأوامر سامية من جلالة الملك محمد السادس بهدف إعادة الاعتبار للمنطقة وتنميتها، وهو المشروع الذي استدعى نزع ملكية أراضي لفائدة المصلحة العامة.

وأعرب أشكور عن استغرابه الشديد من صمت المؤسسات الرسمية المعنية، بما فيها المجلس البلدي لمرتيل، وبرلماني المدينة، ووكالة الحوض المائي، والشرطة القضائية بمرتيل، وشرطة المياه، وأعوان وزارة الداخلية، متهما إياها بالتواطؤ أو التقصير في التصدي لهذه الجريمة البيئية. كما تساءل عن سبب عدم تحرير محاضر مخالفات وجنح متعلقة بالسطو والطمر والهدم ورمي الأتربة في ملك عمومي مائي، رغم أن المادة 131 من القانون 36.15 تلزم الشرطة القضائية وشرطة المياه بتحرير المخالفات وإحالتها على النيابة العامة.

واعتبر المستشار الجماعي أن هذه الجريمة ستكون وصمة عار على جبين المسؤولين والمنتخبين بالمدينة، محملا إياهم كامل المسؤولية عما سماه “طمس الهوية المارتيلية” بتواطؤ مفضوح، ومطالبا السلطات المختصة بالتدخل العاجل لوقف هذه الانتهاكات ومحاسبة المتورطين.