لماذا وإلى أين ؟

العثماني بنيويورك..ديبلوماسي من الدرجة الصفر

“مطبوع على الإنسان الخطأ لكن الأغبياء مطبوع عيلهم التشبت بالخطأ”، هكذا يقول أحد الأمثلة الشعبية الصينية، والذي قد يسري على الأخطاء الدبلوماسية لسعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، فالرجل لم يتعلم من الخطأ الذي إرتكبه في الكويت، وأدى إلى إعفائه من وزارة الخارجية، إذ قام مؤخرا بنيويورك باستقبال وزير خارجية كوسوفو، الدولة التي أكد المغرب في الأيام القليلة الماضية، على رفضه الاعتراف بها نظرا لسعيها الانفصال عن صربيا.

ألم يدرك العثماني، أن إستقباله لوزير خارجية كوسوفو، الدولة غير العضو بالأمم المتحدة، قد يؤدي إلى إعتراف صربيا بجبهة البوليساريو في إطار مبدأ المعاملة بالمثل. لقد كان الأولى أن يقوم رئيس الحكومة بعقد لقاءات مع رؤساء الدول ورؤساء الحكومات المؤثرة في السياسة العالمية، بدلا من الجري لحضور المحاضرات، وإلتقاط الصور التذكارية، وتوزيع الإبتسامات العريضة الفاقدة للمعنى والرونق، يمينا وشمالا، وكأنه لايدري بخطورة تابعات أخطاءه الدبلوماسية على قضية الصحراء المغربية.

كما أن اللقاءات التي عقدها المسؤولون المغاربة، بمناسبة الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، تطرح أكثر من سؤال حول علاقة العثماني بوزراء حكومته، إذ في الوقت التي عقد فيه ناصر بوريطة، وزير الخارجية، لقاءات مع الرئيس الأمريكي، ومع وزير الخارجية الروسي، كان العثماني يتجول بين أروقة الأمم المتحدة يلتقط الصور مع دبلوماسيين من الدرجة الثانية ويلقي المحاضرات وكأنه ناشط بالمجتمع المدني سافر لنييويورك ليقوم بالدبلوماسية الموازية، في حين أنه يجب أن يكون هو الذي يترأس الوفد المغربي في لقاءاته مع ممثلي القوى العظمى، وإذا كان عداء الرئيس الأمريكي للإسلام السياسي الرداكالي والإصلاحي، مانع في لقاء العثماني به، فلا مبرر له في عدم عقد لقاءات مع الروس والفرنسيين والبريطانيين والصينين وغيرهم من الفاعلين الدوليين. فهل رئيس الحكومة لم تسند له هذه المهام نظرا لقلة خبرته وعدم كفاءته، أم أنه دمية تزين الفضاء العام وفقط.

العثماني أعفي من وزارة الخارجية، مباشرة بعد إحتجاج الكويت على  إجتماعه بفرع الإخوان المسلمين بالكويت، بحضور السفير المغربي، لأنه لم يميز بين الإنتماء لحزب تربطه علاقات ومرجعية وتعاطف مع حركات الإسلام السياسي في العالم، وبين وظيفته، كمسؤول حكومي، فكما عمى تعاطفه مع الإخوان المسلمين بالكويت، بصيرته عن أثر ذلك على علاقة المغرب والكويت، أفقد تضامنه مع كوسوفو كجمهورية إسلامية، في العمق الأوروبي، وعيه بالمصالح الخارجية العليا للمغرب.

فما أحوج البلد لرجالات دولة حقيقيين.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
مقاطعون
المعلق(ة)
2 أكتوبر 2018 13:12

السيد لا يفرق بين دوره الحزبي ودوره الحكومي. حال كافة الساسة في المغرب بلادة و وجه قاصح.

بابينو
المعلق(ة)
30 سبتمبر 2018 14:59

زيادة علي هذه الزلة، أنكر اللقاء مع المسؤول الكسوڤي بكذبة بليدة حيث قال أن المسؤول الكسوڤي فرض اللقاء، و كأن العثماني يلتقي المسؤولين في أسواق أو حمامات عمومية وما شابه ذلك؟؟؟. على العثماني أن يؤكد ، كرئيس حكومة، الموقف الرسمي المغربي بخصوص الوحدة الترابية لدولة سربيا و من عدم الإعتراف ب الكيان الكسوڤي، و ذلك في أقرب الأجال.
وإن اراد حزبه الإسلامي توطيد علاقته بالأحزاب الإسلامية الكسوڤارية فهذا شأنه ولا يهم الشعب المغربي!! هذه أبجدية العمل السياسي المسؤول يا رئيس الحكومة!!!!!!!!!!!

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x