2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
العثماني بنيويورك..ديبلوماسي من الدرجة الصفر

“مطبوع على الإنسان الخطأ لكن الأغبياء مطبوع عيلهم التشبت بالخطأ”، هكذا يقول أحد الأمثلة الشعبية الصينية، والذي قد يسري على الأخطاء الدبلوماسية لسعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، فالرجل لم يتعلم من الخطأ الذي إرتكبه في الكويت، وأدى إلى إعفائه من وزارة الخارجية، إذ قام مؤخرا بنيويورك باستقبال وزير خارجية كوسوفو، الدولة التي أكد المغرب في الأيام القليلة الماضية، على رفضه الاعتراف بها نظرا لسعيها الانفصال عن صربيا.
ألم يدرك العثماني، أن إستقباله لوزير خارجية كوسوفو، الدولة غير العضو بالأمم المتحدة، قد يؤدي إلى إعتراف صربيا بجبهة البوليساريو في إطار مبدأ المعاملة بالمثل. لقد كان الأولى أن يقوم رئيس الحكومة بعقد لقاءات مع رؤساء الدول ورؤساء الحكومات المؤثرة في السياسة العالمية، بدلا من الجري لحضور المحاضرات، وإلتقاط الصور التذكارية، وتوزيع الإبتسامات العريضة الفاقدة للمعنى والرونق، يمينا وشمالا، وكأنه لايدري بخطورة تابعات أخطاءه الدبلوماسية على قضية الصحراء المغربية.
كما أن اللقاءات التي عقدها المسؤولون المغاربة، بمناسبة الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، تطرح أكثر من سؤال حول علاقة العثماني بوزراء حكومته، إذ في الوقت التي عقد فيه ناصر بوريطة، وزير الخارجية، لقاءات مع الرئيس الأمريكي، ومع وزير الخارجية الروسي، كان العثماني يتجول بين أروقة الأمم المتحدة يلتقط الصور مع دبلوماسيين من الدرجة الثانية ويلقي المحاضرات وكأنه ناشط بالمجتمع المدني سافر لنييويورك ليقوم بالدبلوماسية الموازية، في حين أنه يجب أن يكون هو الذي يترأس الوفد المغربي في لقاءاته مع ممثلي القوى العظمى، وإذا كان عداء الرئيس الأمريكي للإسلام السياسي الرداكالي والإصلاحي، مانع في لقاء العثماني به، فلا مبرر له في عدم عقد لقاءات مع الروس والفرنسيين والبريطانيين والصينين وغيرهم من الفاعلين الدوليين. فهل رئيس الحكومة لم تسند له هذه المهام نظرا لقلة خبرته وعدم كفاءته، أم أنه دمية تزين الفضاء العام وفقط.
العثماني أعفي من وزارة الخارجية، مباشرة بعد إحتجاج الكويت على إجتماعه بفرع الإخوان المسلمين بالكويت، بحضور السفير المغربي، لأنه لم يميز بين الإنتماء لحزب تربطه علاقات ومرجعية وتعاطف مع حركات الإسلام السياسي في العالم، وبين وظيفته، كمسؤول حكومي، فكما عمى تعاطفه مع الإخوان المسلمين بالكويت، بصيرته عن أثر ذلك على علاقة المغرب والكويت، أفقد تضامنه مع كوسوفو كجمهورية إسلامية، في العمق الأوروبي، وعيه بالمصالح الخارجية العليا للمغرب.
فما أحوج البلد لرجالات دولة حقيقيين.
السيد لا يفرق بين دوره الحزبي ودوره الحكومي. حال كافة الساسة في المغرب بلادة و وجه قاصح.
زيادة علي هذه الزلة، أنكر اللقاء مع المسؤول الكسوڤي بكذبة بليدة حيث قال أن المسؤول الكسوڤي فرض اللقاء، و كأن العثماني يلتقي المسؤولين في أسواق أو حمامات عمومية وما شابه ذلك؟؟؟. على العثماني أن يؤكد ، كرئيس حكومة، الموقف الرسمي المغربي بخصوص الوحدة الترابية لدولة سربيا و من عدم الإعتراف ب الكيان الكسوڤي، و ذلك في أقرب الأجال.
وإن اراد حزبه الإسلامي توطيد علاقته بالأحزاب الإسلامية الكسوڤارية فهذا شأنه ولا يهم الشعب المغربي!! هذه أبجدية العمل السياسي المسؤول يا رئيس الحكومة!!!!!!!!!!!