2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
أناقة محمد السادس..بين الالتزام بالهوية والتقاليد وإضفاء رونق الحداثة والتجديد (صور)

الملك المتواضع، الملك الإنسان، الملك الطموح، الملك الأنيق، كلها ألقاب اختارها آلاف المواطنين تعبيرا عن حبهم للملك محمد السادس، وعن مدى إعجابهم بمظهره وأزيائه التي يظهر بها بعيدا عن الرسميات.
ويشكل زي العاهل المغربي الملك محمد السادس، وزوجته الاميرة لالة سلمى، موضوع اهتمام الكثير من المجلات والمراكز المختصة في الموضة، خاصة ذات الصبغة واللمسة التقليدية منها. ويعتبر الملك، أول ملوك الدولة العلوية الذي يظهر في الشارع العام بلباس غير الذي تفرضه تقاليد دار المخزن المحافظة، إذ يحرص على التحرر من هذه البروتوكولات من خلال الخروج إلى الشارع دون رسميات، خارج الأنشطة الرسمية.
ويحرص الملك على الظهور بـ “لوك” مختلف في كل مناسبة، إذ يرتدي تارة أزياء مغربية تقليدية، تتميز بالدقة والإبداع في إنجازها، بحسب المتابعين، والتي تتمثل في الجلباب المغربي المزركش بألوان جميلة.
وفي هذا السياق، قال محمد الجرواني، صانع تقليدي و أخصائي الجلابة الملكية المغربية، إن “الزي الملكي له إقبال كبير بتصاميمه وتنسيق ألوانه واختلاف أشكاله ونوعيته بصفة خاصة”.
وأضاف الجرواني في تصريح لـ “آشكاين”، أن الثوب الملكي يعتبر من أحسن الاثواب وأرقاها في الصناعة التقليدية المغربية، “فمثلا البزيوي له طابع تقليدي أصيل بالنسبة للحياكة، ونسيجه يعد من أصعب وأرقى الأثواب في المغرب، بحيث يمكن أن تصنع الخرقة، التي هي من الصوف والحرير الخالصين، في ظرف شهرين، وذلك لتفنن يد الصانع في صنعها، هذا بالنسبة لثوب الجلباب المغربي الخاص بالرجال”.
وأورد الجرواني لـ “آشكاين”، أن الملك محمد السادس، بعد توليه العرش، أعطى للصناعة التقليدية طابع وميزة جديدة، وهي عصرنة هذا المنتوج، بمعنى، يقول الجرواني، “أضاف الملك لهذا المنتوج التقليدي طابع اللون الذي اكتسب صبغة خاصة في الجلباب الملكي، وانبثق هذا الأمر على الصناعة التقليدية، من خلال زيادة الطلب على هذا المنتوج، بحيث أن مجموعة من المواطنين تتمنى أو تحاول تقليد هذا اللون وهذا الشكل الذي يظهر به الملك نصره الله”.
وبالنسبة لعملية صناعة هذا الزي الملكي، كشف الجرواني لـ”آشكاين”، أن “هناك نوعين من هذا الثوب، مثلما ذكرت، الأول يسمى بـ البزيوي والثاني شعرة حرة. فالبزيوي يتم صنعه في منطقة تدعى بزو، نواحي مدينة بني ملال، أما شعرة حرة، فتصنع في مدينة فاس، فهاتين المنطقتين هما الوحيدتين اللتان تشتهران بهذا المنتوج”.
وأورد متحدث “آشكاين”، أن “يد الصانع تحاول أن تقدم هذا المنتوج بتقنية عالية وبوسائل انتاج تقليدية. فالمرمة، بالنسبة لشعرة حرة بفاس، تكون مسطحة ويشتغل في تصنيعها شخصان، الأول يطلق الخيط والثاني يقوم بمساعدته في إنتاج الثوب، ويقوم الرجال بصنعه، في حين أن البزيوي عكس شعرة، بحيث أن المرمة تكون عمودية وتقوم النساء فقط بنسجه.
أما بالنسبة للمادة الخام لشعرة حرة، يضيف أخصائي الجلابة المغربية الملكية، “هي منتوج جاهز ومصنع قبليا أي يتم شراء كبة الصوف التي تصنع في المعامل، ثم يقوم الصانع التقليدي باستعمالها في هذا المنتوج، أما بالنسبة للبزيوي، فخيط الصوف يتم تصنيعه من قبل النساء بمعنى يتم نسجه حتى يصبح خيطا، ويمر من جميع المراحل، التي تكون يدوية، بعبارة أخرى، يمكن أن نقول إن الجلباب البزيوي منتوج طبيعي مائة بالمائة، خال من عملية المكننة” .
وبالإضافة إلى الزي التقليدي، لا ينسى الملك الظهور بلباس رياضي عصري في مختلف أنشطته غير الرسمية، إذ يظهر بسراويل جينز وقبعات وقمصان بألوان مختلفة، تثير اهتمام العديدين.
وفي هذا الصدد، قالت مصممة الأزياء المغربية، هالة برادة، لـ “آشكاين”، إن “إطلالة الملك محمد السادس هي إطلالة شبابية تعتمد على قطع عصرية في لمسة “stylish”، إذ يتبين من خلالها روح الملك المتواضعة والقريبة من الشعب”.
وأردفت برادة لـ”آشكاين”، “لوك الملك متكامل وأنيق ويلقى إعجابا كبيرا على مواقع التواصل الإجتماعي”.
وزادت متحدثة “آشكاين”، “إطلالة الملك في أوروبا، خصوصا، تكون خارج البروتوكول الرسمي، فهي عفوية ويكون من خلالها الملك قريبا من أفراد جاليته المقيمة بالخارج”.
وعن إطلالة الملك العصرية، قال مصمم الأزياء المغربي، حسن البوشيخي، في تصريح لـ “آشكاين”، “بالنسبة لأناقة جلالة الملك محمد السادس، الذي أصبح “تريند” بلغة الموضة أو نموذج سار ويسير عليه الكثير من المهتمين والمتابعين بعالم الموضة، سواء في المغرب أو في العالم”.
وأضاف البوشيخي،”جلالة الملك وشخصيته المحببة والقريبة من الناس جعلته محط أنظار، وأناقته الملفتة للجميع، سواء فيما يتعلق بملابس الكاجوال التي يعتمد عليها، في الصباح أو ما بعد الظهر، أو التي تكون خاصة بالمساء والسهرة، والتي غالبا ما تطبعها البساطة والكلاسيكية، ويطلق عليها في مجال الموضة سبور شيك”.
وأردف متحدث “آشكاين”، “استطاع الملك أن يكون نموذجا في عالم الموضة والأناقة، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على ذوقه الخاص والرفيع في كل اطلالاته، سواء بالملابس العصرية أو الزي المغربي الذي أعطاه جلالة الملك نكهة خاصة، وذوقا خاصا، جعل المغاربة يسيرون على نفس الستايل الجديد والمبتكر الذي اختاره الملك محمد السادس”.
ويتداول المغاربة في مواقع التواصل الاجتماعي، صورا للملك وهو بلباس الجينز الشبابي، أو وهو يرتدي قبعات وقمصان بأشكال غير مألوفة.
ويثير “ستايل” الملك غير الرسمي اهتمام الكثيرين، وهو ما دفع البعض إلى البحث عن تلك الأزياء والمحلات التي تباع فيها، أو المصممين الذين صنعوها.