2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
راك غادي فالخسران أ العثماني

لعل أفضل عبارة قد تقرس أذن رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، هي تلك التي جاءت على لسان الممثل المغربي نور الدين بكر في مسلسل “سرب الحمام” حين كان يوجه نصائحه لـ”حمادي” (رشيد الوالي)، فخاطبه بالقول: “راك غادي فالخسران أ حمادي”، فكذلك الشأن بالنسبة لرئيس حكومتنا، الذي وضع البلاد على كف عفريت.
فعلا، “راك غادي فالخسران أ العثماني”، لأن العديد من الفواجع قد ظهرت في عهدك، وأنت لا تحرك ساكنا، حتى وإن حركته، فردة فعلك لا تكون سوى بالكلام لا غير، دون حلول ملموسة من شأنها تغيير الوضع القائم حاليا.
راك غادي فالخسران أ العثماني، لأن المغرب لم يتزحزح من مكانه في مؤشر التنمية البشرية على مدى سنوات، رغم ما تسميها أنت وحكومتك “برامج هيكلية من شأنها أن تعود بالنفع والنتائج الإيجابية على المواطنين”، فبقيت المملكة تتصارع في ذيل الترتيب مع بلدان أنهكتها الحروب والأوبئة والمجاعات، إذ استقر المغرب في المركز 123 وكأنه قدر مكتوب.
راك غادي فالخسران أ العثماني، لأنه في عهدك شهد المغرب أكبر موجة للهجرة السرية في البحر الأبيض المتوسط، كيف لا ونسبة البطالة قد ارتفعت بشكل كبير في البلاد، مما دفع العديد من المواطنين إلى ركوب قوارب الموت طلبا لعيش كريم ورحيم في الضفة الأوروبية.
راك غادي فالخسران أ العثماني، لأن نسبة الفقر وعدد الفقراء بالمغرب يضربان عرض الحائط كل الأرقام وما تسميها أنت وحكومتك “إنجازات” للقضاء على الهشاشة الإجتماعية، فبالله عليك اخرج من منزلك الفاخر وارتدي حذاء رياضيا وقم بجولة خفيفة في شوارع الرباط العاصمة حتى ترى ما يندى له الجبين، لكون آلاف المواطنين لازالوا يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، وآخرون لازالوا في القرن الواحد والعشرين يقطنون في أكواخ قصديرية، ومواطنون يقتاتون من النفايات، ونساء دفعتهن الظروف المأساوية إلى مد أيديهن من أجل سد رمق أطفالهن… كل هذا في الرباط فقط، فبالأحرى إن كلفت نفسك عناء السفر إلى المغرب العميق، حيث يوجد مغاربة يقطنون داخل الأكواخ، خارج التاريخ والجغرافيا..
راك غادي فالخسران أ العثماني، لأنك دخلت في تحالف هجين غير متجانس، تستغل كل مرة الفرصة في مؤتمراتك الحزية للهجوم على بعض حلفائك فيه (التحالف) وحين تواجهك الصحافة بسبب هذا الهجوم أو بمدى وجود أزمة بين الحلفاء، تسارع لنفي كل هذا وتؤكد على أن التحالف بخير وبأن كل شيء على ما يرام والعصافير تزقزق والسماء صافية والأشجار باسقة… رغم أن كل شيء ظاهر للعيان، بحيث لم يعد المواطن المغربي يعرف من هو رئيس الحكومة..
راك غادي فالخسران أ العثماني، لأنه في عهدك اعتُقِل المطالبون بحياة أفضل، والمحتجون من أجل مغرب ديمقراطي تسود فيه المساواة والعدالة والإجتماعية، والتقسيم العادل للثروات، كما اعتقل العديد من الصحفيين ونشطاء الرأي، فقط لأن مواقفهم كانت مخالفة للمواقف والسياسات الرسمية التي أثقلت ظهر المواطن المغربي، إذ تم ضرب القدرة الشرائية وسارت الحكومة في طريق رفع الدعم عن بعض المواد الحيوية، بل إنها رفعت يدها عن تحديد أسعار المحروقات وتركت أباطرة هذا الميدان يفعلون ما يحلو لهم كيفما وأينما ومتى شاؤوا دون حسيب ولا رقيب، وخير دليل على ذلك، هو أنه تم حفظ شكاية رفعها حماة المال العام في قضية مصير 17 مليار كمستحقات للدولة.
راك غادي فالخسران أ العثماني، والفضائح تظهر بين الفينة والأخرى في صفوف وزراء حكومة المحترمين، وآخرها قضية وزير التشغيل الذي ظهر رفقة خطيبته المزعومة في مشاهد حميمية بشوارع باريس وبعض الفنادق الفخمة في الرباط، وفضائح من نوع آخر كاستقالة مئات الأطباء عبر ربوع المملكة غضبا من الوضعية المزية التي يعاني منها قطاع الصحة في المغرب، والذي لا يرق إلى ما يصبو إليه عموم الشعب المغربي..إضافة إلى فضائح أخرى لا لن يكفي هذا المقال لذكرها…
راك غادي فالخسران أ العثماني، لكون المنصب والكرسي أهم من المصلحة العليا للوطن والمواطنين، ولكون الجرأة السياسية غائبة تماما في قراراتكم، ولكون مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة أصبح مجرد شعار يتم رفعه في “ندوات ومحاضرات كعب الغزال”، ولكون موضوع الريع مازال قائما إلى يومنا هذا رغم الوعود والعهود التي تتردد على ألسن كل المسؤولين الحكوميين، الذين سرعان ما يحتفضون بتقاعدهم المريح وتعويضات ما بعد الخدمة فينشغلون بمشاريعهم الخاصة بعد أن ملؤوا حساباتهم البنكية بما تيسر من الملايين أو الملايير…
راك غادي فالخسران أ العثماني…واللي شاف خوه فالخسران مالازمش يسكت أ العثماني…
العثماني هو الحاكم الفعلي للمغرب ياك ؟