لماذا وإلى أين ؟

خبير لـ”آشكاين”: هذه أسباب عدم إستفادة المغاربة من الثروات المنجمية

في سياق الإحتجاجات التي تشهدها بعض المناطق المنجمية بالمغرب مثل جبل عوام وإيميضر وجرادة، يطرح التساؤل حول السبب الكامن وراء هذه الإحتجاجات في الوقت الذي يفترض أن تكون هذه المناطق قد عرفت نهوضا تنمويا يتوافق والثروات التي تنتجها، فالمغرب “بلد الجيولوجيا بإمتياز وكذلك بلد له تاريخ في إستغلال المناجم تقريبا منذ قرن من الزمان” يقول خالد رحيل، المهندس المنجمي، مشيرا إلى أن “أغلب المغاربة لا يعلمون بوجود عدد من المناجم المعدنية مثل بوسكور وأغبار وأقا واد الحيمر وجرادة، غيرها والتي تنتج، الذهب، الفضة، النحاس، الكروم والكوباز”.

واعتبر رحيل في تصريح لـ”آشكاين”، أن “عدم وجود تنمية بهذه المناطق كان يتم تفهمه قبل الإستقلال بسبب العقلية الإستعمارية لقوى الإحتلال الفرنسي والإسباني، لكن ذلك لم يعد مقبولا بعد مرور 60 سنة على الإستقلال، لأن الملاحظ هو استمرار نفس النهج والطريقة في التعامل مع المناطق المنجمية”، مضيفا، أن “أحسن مثال اليوم هو جرادة، فعند زيارتها تجد المنطقة منكوبة، لأن الدولة ليس لها تصور وتتعامل بإرتجالية بحيث أن كل وزير يزورها لوحده مع العلم أنك لايمكن أن تنمي منطقة دون وجود تصور شمولي لدى الحكومة قادر على تقديم أجوبة على مطالب الساكنة”.

وزاد رحيل الذي ينشط كذلك في العمل الجمعوي، أن هذا “الوضع يمكن إرجاعه إلى تراكم السياسات لعقود متعاقبة للإستغلال البشع دون روح تنموية وبدون إقتصاد يمكن أن يكون لصالح المواطنين”، مؤكدا أن “المغرب رغم ثقافته في استغلال المناجم، إلا أن المناطق المنجمية تبقى منكوبة سواء على المستوى البشري بحيث أن الناس يصبحون بدون قوت ويعيشون حياة مزرية، أو على المستوى البيئي، بحيث عندما تمر بهذه المناطق تجد أن بيئتها خربت، وتربتها أصبحت غير صالحة للزراعة”.

ودعا الفاعل الجمعوي الدولة إلى “إعتماد الإقتصاد الإجتماعي التضامني، والتخلي عن تصور تقليدي استغلالي الذي تعتمده منذ الإستقلال، خاصة أنه أثبت محدوديته في معالجة المشاكل الإجتماعية”، مشيرا إلى أن “هذا النوع من الإقتصاد هو الذي يمكن أن يستجيب لمطالب ساكنة جرادة بخصوص البديل الإقتصادي”.

وأكد رحيل أنه “عندما يتم استغلال أحد المناجم يجب التفكير في مرحلة ما بعد إستغلاله سواء عل مستوى البشري والبيئي والبنية التحتية”، ضاربا المثال بالدول المتقدمة التي تفرض قوانينها عقوبات زجرية على الشركات المستغلة للمناجم أن ترجع الأمور كما كانت قبل الإستغلال بحيث لا تجد أثرا للتلوث أو للفقر والهشاشة”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x