لماذا وإلى أين ؟

غياب قانون لحماية التراث اللامادي يقلق أصحاب المهن المهددة بالإنقراض (صور)

طالب العديد من الصناع الحرفيين والتقليديين الذين يعملون في ما يسمى بـ”الحرف المهددة بالانقراض”، الدولة والجهات المعنية بتسهيل المساطر الإدارية والقانونية، وتمكينهم من الدعم المالي من أجل إعادة إحياء مهنهم التي توشك على الانقراض.

الحرفيون والصناع التقليديون أصحاب المهن المهددة بالانقراض، اجتمعوا في ندوة نظمت صباح يومه الجمعة 02 نونبر على هامش المعرض السنوي للصناعة التقليدية “من يدنا” الذي تنظمه مؤسسة دار الصانع، ووزارة السياحة والصناعة التقليدية، والذي انطلق يوم 31 من أكتوبر ويستمر لغاية الرابع من نونبر الجاري.

الندوة التي خصصت لمناقشة موضوع” بلورة إستراتيجية وطنية لحماية التراث اللامادي المرتبط بالصناعة التقليدية”، أكد فيها المتدخلون على ضرورة إعطاء الأولية القصوى، للصناعات والحرف المهددة بالانقراض، وخصوصا وان التراث التقليدي المرتبط بهذا المجال يزخر ببعض المهن والحرف التي ستندثر لا محالة، إذا لم تتدخل الجهات المعنية لحمايتها.

وأبرز احمد السكونتي الأستاذ الباحث في المعهد الوطني لعلوم الأثار والتراث بالرباط، وخبير لدى اليونيسكو في التراث الثقافي، خلال مداخلته، أن القانون المنظم لهذا المجال يعود ل 1980، ولا يتضمن حتى كلمة “تراث”، وهو يخص فقط حماية المعالم التاريخية والتراثية، ولا تدخل فيه الصناعة التقليدية وبالتالي فهو نص متقادم، ولذاك فإن الوزارة المعنية انخرطت في الموضوع ووضعت قانونا جديدا لتحيين القانون القديم، لكنه مازال حبيس الأمانة العامة للحكومة منذ 2014″.

وأشار المتحدث إلى أن مقترح القانون الجديد يتضمن قسما خاصا بالتراث الثقافي الغير المادي، كما يتضمن مضامين أخرى ترتبط بإحياء الكنوز البشرية الحية، ولها علاقة مباشرة بموضوع الصناع التقليدين المعرضين للانقراض، حيث يقدم تصورا واضحا لكيفية النهوض وإعادة إحياء المهن المعرضة للاندثار.”

وطالب المتحدث الحكومة بإخراج هذا القانون إلى الوجود بسرعة، وتحيينه من اجل ملائمته لمتطلبات الصناع التقليدين والحرفيين، خصوصا بعد ظهور مستجدات كثيرة في هذا المجال، مشيرا إلى أنه لن يحل كافة المشاكل، ولكنه على الأقل سيقدم إطارا قانونيا لتدبير التراث الثقافي الغير المادي.

من جهته أكد شكيب العبدلاوي المدير الجهوي للصناعة التقليدية بجهة الدار البيضاء سطات، أن المغرب وقع على اتفاقية شراكة مع منظمة اليونيسكو المتعلقة بالصناعة التقليدية، في 2017، ونحن نسير بوتيرة سريعة جدا منذ توقيع الاتفاقية ، وهي تعالج بالدرجة الأولى كل الإشكاليات المتعلقة بإعادة إحياء المهن المنقرضة في التراث المغربي.

وكشف ذات المتحدث إلى أن الوزارة المعنية وضعت بالشراكة مع اليونيسكو برنامجا خاصا تحت مسمى “برنامج الحرف المهدد بالانقراض ، هدفه الأساسي توثيق المهن المنقرضة، والبحث عن سبل إعادة إحيائها، وتطويرها، وهو ما من شانه ان يعود بالكثير من الفوائد على الصناع التقليدين والحرفيين.”

جدير بالذكر أن معرض الصناعة التقليدية “من يدينا” انطلق يوم 31 اكتوبر ويستمر لغاية الرابع من الشهر الجاري، وهي الدورة السادسة له هذه السنة، حيث ينتظر أن تستقبل هذه الدورة والتي قامت على مساحة قدرت بـ 5000 متر مربع، أزيد من 90 مقاولة وتعاونية مهيكلة، فاعلة في قطاع الصناعة التقليدية المغربية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x