حقوقيون يطالبون عَبْر “آشكاين” بمعاقبة الأطباء المتورطين في “فيديو الكانيط”

بعد الضجة الكبيرة التي خلفها فيديو استخراج ”كانيطة” من مؤخرة مواطن، على مواقع التواصل الاجتماعي، قال أحمد الهايج، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إن هذا الفعل الذي أقدم عليه هؤلاء الأطباء ”يعتبر جريمة لأن فيه مسا بكرامة الإنسان، ويجب اتخاذ ما يمكن اتخاذه في حق من قام بتوثيق ذلك الفيديو”.

وأضاف الهايج، في اتصال مع ”آشكاين”، أن ”هذا السلوك يتعارض تماما مع ما تفرضه أخلاقيات المهنة”، موضحا، ”أن هناك أشخاص لهم ميولاتهم واختياراتهم الخاصة ولا يحق للآخرين بتاتا أن يعرضوا شخصا للقذف والتشهير”.

وفي سياق متصل، قال مصطفى جياف، محام بهيئة الرباط، وفاعل جمعوي وحقوقي، في تصريح لـ ”آشكاين”، إنه في إطار احترام الخصوصية الإنسانية، ”لا يحق لهؤلاء الأطباء الاعتداء على حرمة جسد ذلك الشخص”، موضحا ”لأنه في جميع الأحوال يعتبر إنسانا و له كافة حقوقه و لجسده حرمته”.

وأضاف جياف لـ ”آشكاين”، ”سواء نتفق مع أفكاره أو نختلف معها، لا يحق لهؤلاء الأطباء تصويره أو حتى الاستهزاء منه، لأن مهنة الطب مهنة نبيلة وهي في الأصل ليست مهنة وإنما رسالة سامية” .

ومن جهة أخرى، قال الناشط الحقوقي والدكتور عبد الكريم المنوزي، في اتصال مع ”آشكاين”، ”أولا وقبل كل شيء، يجب التأكد من كون ما وثق الفيديو حدث في المغرب وليس في بلد آخر، وهل الفيديو المصور حقيقي أم فيديو مركب وخاضع لتقنيات المونتاج”.

وأضاف المنوزي”هناك حملة مسعورة منظمة ضد الأطباء، منذ أزيد من سنتين، هدفها تشويه هذه المهنة النبيلة”، موضحا ”الطب كباقي القطاعات، فيه الجيد والقبيح، وللأسف في بعض  الأحداث تنساق  مجموعة من المنابر الإعلامية والتي قد تكون فقط منابر هاوية وليست محترفة، تروج أخبارا مسيئة للجسم الطبي، وينتج عنها الأذى ليس فقط للطبيب وإنما للبلد بأكمله”.

وأردف متحدث ”آشكاين”، ”إذا كان ما تم توثيقه بالفيديو صحيح، فبطبيعة الحال أمر غير مقبول ولا علاقة له بأخلاق المهنة، فالطبيب يجب عليه احترام أسرار المريض والحفاظ عليها”، ”كما أن المعنيين بالأمر الذين تضرروا من الحادث يحق لهم تقديم شكاية والتوجه صوب العدالة التي ستقوم ببحثها في  الموضوع”، يقول المنوزي لـ ”آشكاين”.

وزاد، ”فكما قلت مسبقا، هذه حملة منظمة ضد هذه المهنة النبيلة، الذي للأسف يعاني طاقمها من التشتت”، مؤكدا ”أن على الجسم الطبي أن يتوحد ويدافع أولا عن الصحة وعن المريض وكذا المهنة”.

وقد خلف الفيديو، الذي وثق لعملية استخراج ”كنيطة” مشروب غازي من مؤخرة مواطن حالة من الاستياء والغضب لدى شريحة واسعة من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الذين انتقدوا طريقة استهزاء الأطباء من المواطن وتصويره، أثناء العملية، دون موافقته وسخريتهم منه.