2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
من يريد تعكير علاقة ماكرون بالملك؟

سرعان ما تداركت فرنسا، عبر رئيسها إيمانويل ماكرون، خطأها الجسيم الذي ارتكبته تُجاه المغرب والملك محمد السادس، وذلك عبر مجموعة من المؤشرات التي تؤكد أن هناك استهدافا متعمدا للمملكة.
ويتمثل تدارك ماكرون لهذا الخطأ الجسيم، في الإستقبال المتميز الذي خص به الملك محمد السادس، وولي عهده الأمير مولاي الحسن، في احتفالات الذكرى المئوية لهدنة الحرب العالمية الأولى، حيث ظهر العاهل المغربي في الصف الأول لموكب زعماء العالم، إذ ظهر إلى جانب رئيس أقوى دولة في العالم، دونالد ترامب، وهو ما يعني أن هذا التصرف هو تشريف لقدر الملك ولمكانته.
وبالعودة إلى افتتاحية الإعلامي محمد التيجيني، المنشورة قبل أيام على موقع “آشكاين”، فقد نبه صاحبها، إلى الحرب التي تشنها الآلة الإعلامية الفرنسية ضد المغرب وملكه، حيث أخذت تحشر نفسها في الشأن الداخلي للمملكة، ولا تثير على منابرها سوى ما هو سوداوي مع إضافة بعض النفحات التي تحيل على أن المغرب هو بلد يعيش في قرون ما قبل التاريخ، دون أن تشير أبدا إلى العديد من نقاط الضوء المعترف بها دوليا والتي أثارت إشادة واسعة من طرف بلدان كبرى.
لا يجب إنكار وجود بعض الثغرات والمشاكل هنا وهناك، لكن هذا شيء عادي بالنظر لكون المغرب فيه مجمتع حي ومنفتح على الجدل والرأي والرأي الآخر وهذا نقاش إيجابي، الشيء الذي لا نجده في دول متقدمة، لكن الصحافة الفرنسية فضلت النظر فقط إلى الجانب الفارغ من الكأس، قبل أن يستدرك ماكرون كل ذلك، ويخص الملك والمغرب عموما بتقدير مثالي يليق ببلد تجمعه مع بلاد الأنوار علاقات استراتيجية وتاريخية ضاربة في القدم.
لكن يبدو أنه رغم كل محاولات ماكرون وجناحه لتلطيف الأجواء وجعلها تحت السيطرة، إلا أنه قد تكون هناك جهات داخل الدولة الفرنسية تريد بشكل أو بآخر التأثير على العلاقات بين باريس والرباط، وهو الأمر الذي تبين من خلال إخراج تلفزيوني لبعض المشاهد، خلال حفل المئوية، حيث تم التركيز على أمور معينة، بشكل فج وغير مفهوم، لغاية في نفس يعقوب.
وهنا، يتوجب على الدولة الفرنسية، أن تنتبه إلى كافة أجهزتها، سواء الإستخباراتية أو الإعلامية أو السياسية أو حتى الاقتصادية، لأن أي خطأ كيفما كانت درجته قد تكون له عواقب وخيمة على العلاقات بين البلدين، وقد يقول قائل إن المغرب هو الخاسر لأنه ليس دولة عظمى، لكن العكس هو الصحيح، فالمملكة لها نقاط قوة من شأنها أن تجعله محط اهتمام العالم أجمع، ولعل أهم هذه النقاط هو الجانب الأمني الذي أثبت نجاعته في العديد من المحطات والمناسبات، وكذا الجانب الاقتصادي، لكون المغرب قد أصبح قوة في هذا المجال على الصعيد الإفريقي من حيث الفلاحة والصيد البحري وصناعة السيارات والطائرات، وبالتالي فإن منطق “رابح رابح” هو الذي يجب التعامل به بين الرباط وباريس.
كل الرجاء أن تكون الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمغرب، بدعوة من الملك محمد السادس، لإعطاء انطلاقة القطار الفائق السرعة (التي جي في)، بمثابة بادرة خير تزيل كل الغيوم في العلاقات بين البلدين، وترد بشكل مباشر على تلك الجهات التي تريد تعكير العلاقات بين الرباط وباريس.