2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
هل انتهت مسيرة الحزب الذي أسسه صديق الملك؟

فشل حزب الأصالة والمعاصرة في الحصول على المركز الأول بالانتخابات البرلمانية الأخيرة، رغم استخدام الحزب الذي اعترفت قيادته في العديد من المناسبات بأنه جاء لمحاربة الإسلاميين (المشاركين في العملية الانتخابية) بكل الوسائل، ومن بينها إثارة قضايا أخلاقية لأعضاء في حزب العدالة والتنمية المنافس.
وبحسب تقرير صحافي أعدته وكالة الأناضول، فإنه “ليست هذه هي المرة الأولى التي يخسر فيها حزب “الأصالة والمعاصرة” نزالاته الانتخابية في مواجهة “العدالة والتنمية”، فرغم احتلاله للمركز الأول في الانتخابات البلدية والجهوية (جرت في نفس الوقت عام 2015 لاختيار أعضاء المجالس الجماعية وأعضاء المجالس الجهوية)، بسبب فوزه في الأرياف، إلا أنه خسر عمودية كل المدن الكبيرة مثل العاصمة الرباط والدار البيضاء وطنجة ومراكش كما أنه سبق واضطر سنة 2011 لتحجيم قوته الانتخابية كي ينحني لعواصف الربيع العربي التي كادت تحل الحزب دفعة واحدة.
وقالت الأناضول إن تراجع “الأصالة والمعاصرة” يرجع إلى احتجاجات 20 فبراير2011، التي رفع خلالها متظاهرون صور بعض رموزه، واتهموهم بالفساد، وطالبوهم بـ”الرحيل”، ما أثر انتخابيا على الحزب، الذي وجد نفسه مضطرا بعد ذلك للاصطفاف في المعارضة.
موت “البام” وفرصة أخنوش
ويعتقد صاحب مقال “هل انتهت مسيرة حزب الأصالة والمعاصرة؟” أن هناك حزب جديد في مواجهة الإسلاميين، مبرزا أن ظهور شخصية مثل عزيز أخنوش الذي صنفته مجلة فوربس أخيرا بأنه من أغنياء البلاد ليقود حزب “التجمع الوطني للأحرار”، المصنف كأحد الأحزاب المقربة من السلطة، واستقطابه لرجال المال من “الأصالة والمعاصرة” ومنافسته في معاقله على النفوذ كلها مؤشرات تمنح شرعية السؤال: هل شكل اندحار حزب الأصالة والمعاصرة في الانتخابات التشريعية “شهادة وفاة” له؟”.
وعبر خالد أشيبان، عضو المجلس الوطني “البام” عن رفضه لأطروحة أن يكون حزبه قد دخل مرحلة “الموت” قائلا إنه “بالعكس تماما، فإن حزب الأصالة والمعاصرة كان هو الرابح الأول سياسيا في الانتخابات التشريعية الأخيرة بحصوله على أكثر من ستين مقعدا إضافيا في مجلس النواب مقارنة بعدد المقاعد التي حصل عليها سنة 2011″، مضيفا أن الحزب، بعد مرور ثمان سنوات على نشأته، أصبحت له قاعدة جماهيرية كبيرة مكنته من الفوز بالمركز الثاني في الانتخابات بعد حزب البيجيدي.
ونقلا عن ذات المصدر، فإن حزب “الأصالة والمعاصرة”، ترك مكانه لحزب أخنوش ليكمل المهمة القديمة/ الجديدة في تقليم أظافر حزب العدالة والتنمية الإسلامي الذي أضاف 19 مقعدا في انتخابات 2016، إلى كتلته النيابية بالمقارنة مع انتخابات “الربيع العربي”، معتبرا أن ظهور حركة 20 فبراير الشبابية التي قادت الاحتجاجات إبان “الربيع العربي”، نُظر إليه على أنه المسمار الأخير في نعش “الأصالة والمعاصرة” قبل أن ينبعث من رماد الانتخابات سنة 2016″.
وأشار التقرير إلى ان “البام” حزب أسسه فؤاد عالي الهمة الوزير المنتدب السابق لدى وزارة الداخلية المغربية عام 2008 (يشغل حاليا منصب مستشار العاهل المغربي محمد السادس) ، واكتسح الحزب الانتخابات الجماعية لعام 2009، بحوالي 21 بالمئة من المقاعد (بالمقارنة مع 7 بالمائة فقط لحزب العدالة والتنمية).