لماذا وإلى أين ؟

راقي بركان..”آشكاين” تكشف هويته الحقيقية وسر أشرطته الجنسية

منذ أزيد من أسبوعين ومدينة بركان تعيش على وقع صدمة كبيرة بعدما ألقي القبض على شخص يدعي أنه “راقي شرعي” بحي المكتب بذات المدينة، حيث كان يعمد إلى اغتصاب زبوناته وتصويرهن بدل رقيهن.

حدث مثل هذا لن يمر دون أن يكثر القيل والقال، إذ خلق الرعب وسط المدينة وضواحيها؛ وخاصة لدى الأسر التي كان أفرادها يترددوا على منازل الرقاة الشرعيين بالمدينة، فكثرت الروايات ونسجت قصص اختلط فيها الواقع بالخيال.

وفي هذا المقال ستحاول “اَشكاين” تقديم الرواية الواضحة عن حياة راقي بركان وعن الكيفية التي تمت بها عملية إلقاء القبض عليه، ثم عن تفاصيل مرحلة التحقيق والتهم الجديدة التي يتابع بها الراقي الشرعي أمام الغرفة الجنائية بمدينة وجدة.

راقي بركان من ابن مجهول الهوية إلى مجرم بفرنسا

هو (م.ب) مزداد سنة 1976، مجهول الأبوين، احتضنته إحدى الأسر البركانية، حيث ترعرع وسطها وأخذ اسمها دون أن يعرف أبويه الحقيقين.

بعد طفولة عصيبة عاشها راقي بركان، خصوصا أن العائلة التي تكفلت به كانت معسورة الحال، غادر المغرب عن طريق الهجرة السرية إلى فرنسا وهو في العشرينيات من عمره.

بعد أن وصل الشاب لفرنسا، تزوج بسيدة مغربية، وبمجرد حصوله على أوراق الإقامة باشر إجراءات الطلاق لينخرط مع شبكة لتهريب المخدرات تنشط بين المغرب وفرنسا، لكن سرعان ما تم إلقاء القبض عليه بتهمة الاتجار الدولي في المخدرات وقضى بسببها سنتين سجنا نافذا في السجون الفرنسية.

بعد خروجه من السجن، علم الشاب أن الشرطة الفرنسية لازالت تلاحقه بسبب أفعال إجرامية أخرى، الأمر الذي حذى به إلى اتخاذ قرار الرجوع إلى المغرب للإفلات من تنفيذ عقوبة سجنية جديدة، وبالتالي الاستقرار بمدينة بركان التي ترعرع فيها.

مدينة بركان … مكان للاختباء من جرائم الماضي والإعداد لجرائم المستقبل

إن حلول (م.ب) بمدينة بركان في صيف سنة 2015، لم يكن بغرض العمل كراق شرعي في البداية، بل جاء ليفلت من ملاحقات الشرطة الفرنسية من جهة، ومن جهة أخرى من أجل البحث عن مشاريع لتبييض الأموال التي حصل عليها من عمله في تجارة المخدرات، حيث كان قد حصل على أموال مهمة بعد مجموعة من العمليات كان قد قام بها.

من هنا عمد الشاب إلى اقتناء منزل كبير بحي الودادية واقتناء منزل اَخر بحي المكتب، فالأول خصصه للسكن ولليالي الماجنة، فيما خصص المنزل الثاني لممارسة أعماله التجارية قبل أن يحوله لاستقبال زواره باعتباره راقيا شرعيا.

بدأ الشاب عمله كوكيل عقاري بمدينة بركان، وحصل على بطاقة تحمل صفة “وكيل تجاري”، لكن هذه المهنة البسيطة لم ترقه، على اعتبار أن دخلها محدود لا يرقى إلى تطلعاته، ففكر في امتهان الرقية الشرعية بغية تحقيق ربح أكبر وفي أسرع وقت.

عمل الشاب على حفظ بعض السور القرآنية، وتعلم أبجديات مهنة الرقاة الشرعيين، ففتح محلا له بمنزله الثاني المتواجد بحي المكتب الذي سلف لنا ذكره، حيث شرع في العمل داخل مراَب المنزل، مشغلا لديه شابين أخوين لهما بعض الدراية في مهنة الرقية الشرعية، ثم بدأ يستقبل زبنائه الذين كان معظمهم من النساء.

الصدفة توقع بوحش أدامي

تحدثنا في السابق على أنه كان للراقي شابين أخوين يشتغلان معه، هؤلاء الأخوين أصيبت أختهما المتزوجة باكتئاب نفسي بعد معاناة مع زوجها الذي عمد إلى تطليقها، فارتأى الأخوين أن يستقدما أختهما للراقي الذي يشتغلان معه من أجل علاجها بالرقية الشرعية، فكذلك كان جاءت الأخت من مدينة وجدة وحلت بمنزل الراقي الشرعي بمدينة بركان، الذي قرأ عليها ما تسير من الذكر الحكيم من أجل أن يغفل عنها غيضها وناولها رقم هاتفه لتتصل به كلما اشتد أمرها.

بعد عودتها إلى المدينة كانت هذه الأخت تتصل بالراقي من حين لآخر لمعالجتها عبر الأثير إلى أن تطورت المحادثات من علاجية إلى غرامية، خاصة لما أبدى الراقي إعجابه بها وبوحه بحبه لها وبالتالي إبدائه رغبته في ممارسة الجنس معها.

بعد مدة من المحادثات الهاتفية والرسائل النصية، وفي غفلة منه ترك الراقي في أحد الأيام هاتفه المحمول أمام أحد أجرائه، فسعى الأخير إلى البحث في هاتفه من باب الفضول وفقط، ليجد ما لم يكن يتوقعه، محادثات جنسية بين أخته المطلقة والراقي الشرعي.

أسرع الأخ بإخبار أخيه الأكبر الذي سعى بدوره إلى إخبار خال لهما لا يكبرهما كثيرا، وبما أن الاخوان كانا يتوفران على أقفال منزل الراقي الشرعي، فقد قررا بمعية خالهما أن يقتحموا منزل الراقي وأن يعمدوا إلى تأديبه حسب زعمهم.

وذاك ما كان بالفعل، اقتحموا منزل الراقي ليلا، مستعملين الاقفال التي يتوفرون عليها، حيث انهالوا على الراقي بالضرب والركل بكل ما أوتوا من جهد.

وبعد أن أشفوا غليلهم واكتشفوا مجموعة من الفيديوهات الجنسية والصور التي كان يلتقطها الراقي وهو يغتصب ضحاياه، كبلوه ثم تركوه في زاوية من البيت كما خلقته أمه عاريا، حملوا هاتفه النقال وحاسوبه فاتجهوا إلى مخفر شرطة بمدينة وجدة حيث قدموا أنفسهم واعترفوا بكل ما قاموا به في حق الراقي أمام الضابطة القضائية كما سلموا لها الحاسوب والهاتف النقال الذين يحملان التسجيلات الجنسية.

بعد أن علمت الضابطة القضائية بحجم الملف المحال إليها، تم التنسيق مع المصالح الأمنية بمدينة بركان، حيث انتقلت السلطات إلى منزل الضحية، الذي وجدته مرميا في الأرض مكبل اليدين، ولعل أبرز ما يطغى على جسده هي بقع الدم الناتجة عن الضرب المبرح الذي تعرض له من طرف الاخوين وخالهما.

نقل الراقي الشرعي إلى مستشفى الدراق بمدينة بركان من أجل تلقي العلاجات، حيث تم اعتقاله مباشرة بعد تلقيه للعلاج الاولي، بأمر من الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بمدينة وجدة.

مرحلة التحقيق….رفع الستار عن كافة الجرائم

بعد القبض عليه، اعترف الراقي الشرعي بكل التهم المنسوبة إليه، كما باح للضابطة القضائية بكافة المعلومات التي تخص حياته، والافعال الجرمية التي كان يقترف أثناء مزاولته لمهنة الرقية الشرعية.

كما اعترف الراقي الشرعي أن السيدة التي ظهرت في الفيديو الأول المسرب، لم تكن من زبوناته، به كان يتخذها خليلة له، تعرف عليها أمام معهد التكوين المهني التقني والتقني متخصص بمدينة بركان.

وقد قررت النيابة العامة إحالة الجاني على قاضي التحقيق من أجل تعميق البحث معه في جرائم تتعلق بالنصب والاحتيال والاغتصاب والعلاقة الجنسية غير الشرعية وحيازة صور مخلة بالحياء، كما تمت متابعته بحريمة الاتجار في البشر.

هذا وقد تم تشميع بيت الراقي الذي يقع بحي المكتب بمدينة بركان، إلى حين إتمام محاكمته، وذلك لما لازال البيت يحمله من أدلة قادرة على إظهار أفعال أخرى للجاني.

من جهة أخرى تمت متابعة الأخوين وخالهما بجنح تتعلق بالضرب والجرح، حيث توبع الأخوين في حالة سراح، فيما توبع خالهما في حالة اعتقال.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
aziz
المعلق(ة)
16 ديسمبر 2018 00:23

tabdo rwaya manta9ya tahyati lakom

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x