2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
هل يفضل أخنوش مصلحة حزبه على مصالح المغاربة؟

في الوقت الذي يطالب فيه الآلاف من ساكنة جرادة ببديل اقتصادي يقيهم خطر “ساندريات الموت”، وبينما كانت ساكنة الجهة الشرقية ككل تستقبل الوفد الوزاري الذي تقدمه رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، فضل الملياردير عزيز أخنوش، ووزراء حزبه أن يهتموا بشؤون حزبهم الداخلية بدل التواجد رفقة الوفد الوزاري للاستماع لمعاناة المغاربة.
فرغم الحقائب الوزارية الهامة والحساسة جدا، التي يتولاها حزب “التجمع الوطني للأحرار”، كوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، التي يتولها أخنوش، أو وزارة المالية التي يتولاها زميله في الحزب، محمد بوسعيد، أو وزارة الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي، التي يتولاها الملياردير الأخر، مولاي حفيظ العلمي، إلا أنهم فضلوا التواجد بمؤتمر جهوي لحزبهم بالعيون، بدل التواجد رفقة الوفد الوزاري من أجل الوقوف بأنفسهم على مطالب المواطنين، وتقديمهم مقتراحات لحل الأزمة الاجتماعية، وخلق برامج تنموية،خاصة وأن حراك جرادة مازال يغلي ولم تنطفئ ناره بعد.
مجموعة من المتتبعين للشأن السياسي والحزبي المغربي، فسروا غياب وزراء “الحمامة” عن اللقاء الذي جمع العثماني والوفد الوزاري المرافق له بممثلين عن ساكنة جهة الشرق، وقبله التغيب عن المجلس الحكومي، (فسروه) بـ”الأمر المقصود، والهدف منه التعبير عن مقاطعتهم لرئيس الحكومة احتجاجا على تصريحات سلفه على رأس الحكومة والأمانة العامة لحزب البيجدي، عبد الإله بنكيران، التي كان قد قصف من خلالها أخنوش ولشكر”، متسائلين حول ما إذا كان اخنوش “يصفي حساباته السياسية مع البيجدي، على حساب هموم المواطن”.
من جهته أوضح أخنوش في تصريح صحفي أن “غياب وزراء حزبه عن لقاء جهة الشرق، كان بعلم رئيس الحكومة وموافقته”، معتبرا أن “عدد منهم كانوا ملتزمين بالحضور في المؤتمر الجهوي لحزبه بالعيون، وأن هذا الأخير كان مبرمجا قبل شهور، وقبل ما يتم برمجة اللقاء الحكومي مع ساكنة الشرق”.
تصريح أخنوش زاد الطين بلة، حيث أكد من حيث لا يدري أن هو ووزراء حزبه يعطون الأولوية لالتزاماتهم الحزبية، وكأن الوزراء المحسوبين على هذا الحزب (الأحرار) عينوا من أجل خدمة مصالح حزبهم وأعضائه، وليس لخدمة المواطنين وهمومهم، خاصة في الأوضاع التي يكون فيها الاحتقان الاجتماعي مرتفعا، كما هو الحال بجرادة حاليا.