لماذا وإلى أين ؟

صور ماء العينين بين مطرقة الحرية الشخصية وسندان النفاق الاجتماعي

قسم موضوع تداول صور البرلمانية عن حزب “العدالة والتنمية” ذو المرجعية الإسلامية، المتتبعين له؛ والمهتمين به، إلى فريقين، لكل واحد منهما حججه ومبرراته.

فريق أول، يعتبر أن الصور المتداولة منسوبة لماء العينين، وليست لها، وأنها مفبركة، تم توظيفها من طرف جهات تريد الشر لحزبها، وتستهدف “تجربة سياسية تسعى لإحقاق الديمقراطية في بلد يشق طريقه كأحد الدول النامية”.

فريق دافع بحماسة عن “طهرانيتها”، وشيطن كل منتقديها، واعتبر أن نظرية المؤامرة هي من تقف وراء فبركة صورٍ لا تمث بصلة لها ونسبها إليها.

أما الفريق الثاني، فيرى أنه لا حرج في تداول صور ماء العينين، لكونها صور حقيقية، وتهم حياة شخصية عمومية، تتقاضى راتبها من جيوب دافعي الضرائب، متحججين بما تداولته صحف عالمية، عن حياة زعماء وشخصيات سامية، سياسية وفنية.. في دول تعد أكثر ديمقراطية.

لماذا تطرقت “آشكاين” لموضوع صور ماء العينين؟

أما نحن في “آشكاين”، فمنذ اليوم الأول، تحفظنا على نشر تلك الصور، لأننا ضد اللجوء للسطو على الأغراض الخاصة، ومنها الصور التي التقطت للاستعمال الشخصي وتسريبها لأي غرض كان، كما نشجب اللجوء إلى وسائل غير قانونية من أجل الحصول على بيانات شخصية، مرتبطة بالحريات الفردية، ونشرها للعموم دون إذن من أصحابها.

كما أننا ضد استعمال البيانات والصور الشخصية من أجل تصفية حسابات سياسية، أو من أجل التشهير بالخصوم، وابتزازهم سياسيا في حرب دعائية.

وقد تطرقنا لهذا الموضوع احتراما لحق المواطن في الخبر، وتناولنا السجال الدائر حول هذه الصور بكل حيادية وموضوعية، ونقلنا آراء من الفريقين، بمن فيهم قياديين من حزب ماء العينين.

في نفس الوقت تطرقنا لهذا الموضوع، لتوضيح ما إن كان ينطوي على نفاق اجتماعي، وهل للأمر علاقة بازدواجية في شخصية الفاعل السياسي، وعدم التوفيق بين الخطاب والممارسة.

هل فضحت صور ماء العينين منافقين اجتماعين وسكيزوفرنيين سياسيين؟

من المعلوم أن حزب “العدالة والتنمية”؛ منبثق عن الحركة الدعوية “التوحيد والإصلاح”، وجل أعضائه يمرون عبر هذه الحركة، وفيها تتم تربيتهم وفق رؤية الحركة ومنهجيتها لما تعتبره “أخلاق دينية إسلامية”، وهذه المنهجية تشكل إحدى مرتكزات الحركة في الخطاب الدعوي والاستقطاب الحزبي.

كما أن كل أعضاء حزب البيجيدي، يحرصون على إظهار “الحشمة” و”الوقار”، واستعمال الخطاب الديني في لقاءاتهم الجماهيرية، سواء منها الحزبية أو الحكومية، وتوظيف هذا الخطاب ضد خصومهم في المنافسات السياسية.

بالإضافة لما سبق، فكثير من المحللين السياسيين، يعتقدون أن جزء كبير من الكتلة الناخبة، التي منحت حزب “المصباح” أصواتها، فعلوا ذلك انطلاقا من الصورة التي رسمها هذا الحزب عن نفسه، على اعتبار أنه “حزب إسلامي، جاء لحماية الأخلاق العامة للدولة الإسلامية التي تهددها بقية الأحزاب الليبرالية والعلمانية واليسارية”، بعدما أقنعهم “المصباح” بأنه “حزب الأخلاق، الذي لا يضم المفسدين، حزب المصداقية بين الخطاب والواقع والذي يختلف عن بقية الأحزاب”.

وما تم ذكره أعلاه، جعل من ممارسات أعضاء “البيجيدي”، تحت مجهر الخصوم والأنصار، من خطاباتهم السياسية، وإنجازاتهم الحكومية، ومدى التزامهم بوعودهم وشعاراتهم الانتخابية، وفي بعض الأحيان، حتى مدى انطباق ما يدعون ويدعون إليه مع ممارساتهم في حياتهم الشخصية.

فالهندام “الملتزم” رمز وشعار لمذهب إيديولوجي، واتجاه سياسي، فأن يظهر فاعل سياسي بشكل لباس معين طوال الوقت، وفي كل خرجاته السياسية ولقاءاته الحزبية وممارساته اليومية، لكن، وفجأة، يظهر في خرجاته السرية ورحلاته الخارجية، بلباس مناقض تماما لما اعتاد الناس رؤيته به من لباس، قد يسقطه في خانة الخداع والنفاق الاجتماعي، والسكيزوفرينية السياسية، وممارسة النصب والاحتيال الانتخاباوي.

والأمثلة من داخل حزب “العدالة والتنمية” على ما قد يعتبر نفاق اجتماعي، وتدليس سياسي، متنوعة، وما قضية ماء العينين إلا آخرها وليس أخرها، وربما ما خفي كان أعظم.

فهل تقصم هذه الحالات ظهر البيجيدي، أم تقوي شوكته في المشهد السياسي؟

مند اعتلاء حزب “المصباح” سدة الحكم، وما اعتبرت “فضائح أخلاقية” تتفجر في وجهه واحدة تلوى الأخرى، إلى حد اعتبر البعض أنها ستقضي على مستقبله السياسي، لكن كل مرة كان ينجو بجلده مما ورطه فيه أعضاؤه ويخرج من أزماته أقوى مما سبق لعدة أسباب، أبرزها هو اتقانه لدور الضحية، وحسن استعماله لنظرية المظلومية، وكونه مستهدفا ممن يشكلون تهديدا على مصالحه السياسية والاقتصادية.

فهل ستكون صور ماء العينين وما كشفته من وجه آخر للبيجيدي ضربة قاضية، أم نقطة أخرى ستقوي تواجده في الساحة السياسية؟

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

12 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
جيروم
المعلق(ة)
1 فبراير 2019 12:07

المقاطعة الشاملة للأحزاب والهيئات والتنظيمات هي الحل الوحيد الأوحد المتبقى لإنهاء فصول هذه الدراما العبثية .. … والتي لطالما أنتجت العبث السياسي، العبث الأخلاقي.. العبث الاقتصادي، العبث الفكري؛؛؛؛ العبث التاريخي…..

Ba Stof
المعلق(ة)
25 يناير 2019 15:41

Fransa 3aratak a 3amti Amina…..maghribiyat mouhtaramat kay3ichou fi europa sinin o mkhalin dara fok rashoum…..wahdin okhrin makaydirouch dara…..3adi…nti .3aratak fransa…hhhh

محمد حروف
المعلق(ة)
15 يناير 2019 21:22

إن تعاطي الأحزاب السياسية مع موضوع ماء العينين يكشف حقيقة الأزمة في الفكر السياسي لدى الأحزاب السياسية المغربية يسارية كانت أم يمينية ..الأزمة التي هي جزء من مشهد أكبر هو مشهد التخلف العام للمجتمع، الذي ينطوي ، من بين ما ينطوي عليه، على حالة “التخلف السياسي” الذي يمثل الفاعلين السياسين من حكام/نضام وقوى سياسية وأفراد. وتـنعكس هذه الظاهرة على علاقة الحكام/النضام بالقوى السياسيسة والشعب من جهة وعلى علاقة القوى السياسية فيما بينها أولا، وفي علاقتها بالجماهير ثانيا..
إنها حرب الإشاعة، وفي الإشاعة ليس المهم تحقق الفعل موضوع الإشاعة من عدمه ولكن المهم هو التأثير الذي يحدثه تـناسل الإشاعات في مجتمع مهووس بأخبار السوق..
الأزمة هي ازمة قيم.. القيم السياسية طبعا..

Ali
المعلق(ة)
13 يناير 2019 02:22

جل المعلقين مع حرية المرأة في إظهار مفاتنها …

أرى شخصياً أن نسأل الله الشفاء للجميع، لمكشوف العورة كما لمن يصفق للكشف عن المؤخرات… الله ورسوله براء من إصرارنا، مرضاً، على إفسادنا لديننا وأخلاق أبنائنا وبناتنا وأخواتنا… أرجع وأكرر: قانون الله ثابث في الكون مهما بلغت الحياة من تعقدات وشبهات، قانون الله ثابث في الكون لا يُغالبه إلا مريض وشيخ بلغ به التصابي مبلغ الصّبية ورعونتها، قانون الله ثابث في الكون بحيث لن يُصبح يوماً المجرم بريئاً والبرئ مجرماً، لن يصبح يوماً الوفيّ مكروها والخائن محبوباً، لن يصبح يوماً الشريف يُـــــــعَـــيَّــــر بشرفه والخسيس والحقير والدنيء يُكَـــــــرَّم لخساسته وحقارته ودناءته… لن يصبح يوماً الكشف عن العورات باسم الخُــــــرّيّة من دواعي الشرف وسترها من مظاهر انتفاء القِيَم

زمِّــــــــروا وطبِّلوا وطزطزوا كما شئتم: فالفرصة سانحة أن نكشف جميعاً عمّا بقلوبنا من مرض..

zanouba
المعلق(ة)
12 يناير 2019 22:12

تركنا الجوهر ورحنا نفتشو على التفاهات…احنا ماكيهمناش تعري شعرها وتزول زيفها هذاك شغلها بينها وبين لخالقها للي لازم نفتشو عليه هو اش قدمت كلها هاذ المده تاعها في الحكومة؟؟؟اش من تغيير قدمته لهاذ البلاد لازم تكون هناك محاسبة صارمة في مثل هاذ الاشياءبالاخص وان هاذ الناس الاجرة تاعهم الشهرية تغطي حاجيات الكثير من العائلات المحوزة وزد وزد وزد….أما هاذ الخزعبلات تاع العري والحجاب هاذيك حياتها وهي حرة فيها …(فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره )

محسن
المعلق(ة)
12 يناير 2019 19:42

رد على شرف المتوكل
المغاربة لم يصوتوا في أغلبيتهم لا على البيجيدي ولا على غيره ونسبة المصوتين والمقاطعين توضح ذلك.. كل ما هناك يتمتع البيجيديون بقاعدة انتخابية منضبطة تربت على الطاعة العمياء والتضامن الاخواني لعبت المقاطعة الشعبية للانتخابات لصالحها

عزيز مزيان
المعلق(ة)
12 يناير 2019 18:43

كل التضامن مع المناضلة أمينة ماء العينين ومزيد من النضال و الدفاع عن حقوق المواطن المغربي و مكتسباته لأن ذلك هو الذي يصنع الفرق بين الخصوم السياسيين وليست المظاهر .

lakmed
المعلق(ة)
12 يناير 2019 16:14

من الشائع القول بأن المغاربة صوتوا على المصباح لخطابه السياسي المغلف بالدين ،وهذا ليس صحيحا بالمرة .بل السبب هو أن هذا الحزب هو الأقل فسادا بين الأحزاب .الخطاب الديني لم يقنع شعبا منفتحا ومتعدد القناعات . بل نظام الحزب الداخلي الذي لا يمكن مقارنته بما يجري في الأحزاب الأخرى على سبيل المثال…

أحمد الوجدي
المعلق(ة)
12 يناير 2019 13:50

الانسان حر في حياته الشخصية، سريطة الا تتعدى حريتك على حرية الآخرين…
احترام الحياة الخاصة للأفراد واجب ضروري…
يبقى علينا كمصوتين لها أن نراقب عملها النيابي ودفاعها عن مصالح المجتمع… اما اللباس او الحجاب فذاك شأن مع خالقها …

شرف المتوكل
المعلق(ة)
12 يناير 2019 11:22

جل المغاربة الذين صوتوا لفائدة المصباح وتعاطفوا معه فعلوا ذلك تجاوبا مع خطاب ديني ،يزعم المرجعية الإسلامية، ويدعو إلى احترام القيم، وعلى الرغم من الانتكاسات العظمى والاختيارات البليدة لحكومة بنكيران تم التصويت لفائدة المصباح مما يوضح أن المغاربة تغلب عليهم العاطفة ولا يجيدون القراءة السياسية للواقع. يكفي أن تكون شعبويا تتقن فن “الحلقة” للتأثير عليهم وإلا كيف نفسر أن بنكيران ومن معه وبعد تحرير المحروقات وإفساد صندوق المقاصة والزيادات في الضرائب والرفع من تسعيرة الماء والكهرباء والتوظيف بالتعاقد واختيارات التقاعد الرعناء وغيرها ومع ذلك كله يتم التصويت لفائدة من أجهز على القدرة الشرائية للمواطن؟
لكن الزمن كشاف ومن كان يزعم العفة والطهارة وصفاء السريرة ويتخذها مطية للضحك على الذقون هاهو يتعرى أمام الملإ “ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين”.

عزيز
المعلق(ة)
12 يناير 2019 11:03

لم تقولو شيئا مفيد

مواطن مغربي حر
المعلق(ة)
11 يناير 2019 23:18

هى حرة فى لباسها نحن نريد نعرف مادا قدمته الى المغرب وهي مسؤلة فى الحكومة وهى مسؤلة امام الشعب والملك واما الله عزوجل

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

12
0
أضف تعليقكx
()
x