2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
اتهام وزير إيطالي لفرنسا بتفقير الشعوب الإفريقية يفجر أزمة بين البلدين

لم يكن من المنتظر أن تخرج الأزمة الديبلوماسية التي اندلعت بين فرنسا وإيطاليا منذ يونيو من السنة الماضية -أي منذ صعود اليمين المتطرف بإيطاليا-، إلى العلن في هذه الفترة بذات، لكن تصريحات نائب رئيس الوزراء الإيطالي، عجل ببروز حرب باردة بين الدولتين، بعد أن اتهم الدولة الفرنسية بـ”تفقير الشعوب الافريقية”.
إن تضارب المصالح في الساحة الليبية بين فرنسا وإيطاليا، جعل من نائب الوزراء الإيطالي يخرج بتصريح ناري يقول فيه إن “فرنسا هي السبب الرئيسي في أزمة الهجرة غير الشرعية والأوضاع الراهنة في ليبيا، التي أدت لزيادة موجات الهجرة إلى الساحل الإيطالي، كما أن روما تحملت كثيرا السياسات الفرنسية في إفريقيا، وباريس تتحمل مسؤولية تدفق موجات الهجرة غير الشرعية إلى إيطاليا”.
وأضاف المسؤول الإيطالي في تصريح لوسائل الاعلام الإيطالية أن “فرنسا لا ترغب في تهدئة الأوضاع في ليبيا التي يمزقها العنف بسبب مصالحها في قطاع الطاقة”، مشددا على أن ” في ليبيا.. فرنسا لا ترغب في استقرار الوضع ربما بسبب تضارب مصالحها النفطية مع مصالح إيطاليا”.
ونتيجة للتصعيد الإعلامي الإيطالي، وذي اعتبرته فرنسا بأنه خطير في حقها، استدعت وزارة الخارجية الفرنسية، يوم الاثنين 21 يناير الجاري، سفيرة إيطاليا لدى فرنسا “تيريزا كاستالدو”، وذلك احتجاجا على تصريحات نائب رئيس الحكومة الإيطالية “لويجي دي مايو”، والتي ذكرنها سابقا،
وعلى الرغم من استدعاء السفيرة الإيطالية في فرنسا، إلا أن “دي مايو” واصل اتهاماته لباريس على المنوال نفسه، حيث قال في تصريح صحفي يوم الثلاثاء 22 يناير، إنه “لا أعتقد أن هناك حادثا دبلوماسيا، أعتقد بأن كل ما قلته صحيح، إن فرنسا هي واحدة من هذه الدول التي تمنع التطور، وتساهم في رحيل اللاجئين لأنها تطبع عملات 14 دولة أفريقية”، مؤكدا على أنه “إذا أرادت أوروبا اليوم أن تتحلى ببعض الشجاعة، عليها أن تتخذ قرار العمل على إزالة الاستعمار في أفريقيا”.
يذكر أن وزير الداخلية ونائب رئيس الوزراء الإيطالي، “ماتيو سالفينى”، قد كشف نهاية العام الماضي عن وصول 650 ألف مهاجر إلى بلاده بحرا خلال السنوات الأربع الماضية، وإنها تلقت 430 ألف طلب لجوء مشيرا إلى أن التكلفة الإجمالية لملف المهاجرين تتجاوز الخمسة مليارات يورو (5.8 مليار دولار).
وحسب مجموعة من المتتبعين للشأن الدولي، فإن تتنافس إيطاليا وفرنسا بشكل كبير على النفوذ داخل الأراضي الليبية وخاصة في مناطق غرب وجنوب ليبيا، وهو ما أدى لوقوع حرب إعلامية بين الجانبين بسبب الأوضاع التي تعيشها ليبيا حاليا، ومشكلة الهجرة غير الشرعية.
هذه هي الحقيقة للأسف.. ما فرنسا سوى لص إفريقيا الأوروبي منذ القرن 18 على الأقل.. فرنسا أو دولة جياع أوروبا اغتنت بسرقة خيرات مستعمراتها السابقة التي لا زالت ترضخ للهيمنة الاقتصادية للص عبر المبرم من الاتفاقيات السرية للاستعمار اللامباشر.. حاليا، سياسة الاسترزاق الفرنسية بالخارج بدول افريقية مثل تشاد والنيجر وليبيا والسودان وتونس والمغرب ودول شرق أوسطية كاليمن والسعودية وسوريا إلخ توضح جلياً أن دولة الصعاليك الإجرامية هذه تستثمر في إذكاء نار الصراعات لبيع خرذتها العسكرية وتقتات على بيع موقفها من هذا الصراع أو ذاك (الصراع اليمني السعودي) وتدعم الفصائل الارهابية كما تفعل بليبيا… بل وتطيح بأنظمة سياسية من أجل وضع يدها على مصادر الطاقة على مسمع ومرئى من” الشرعية ” الدولية الصماء العمياء البكماء