2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
الأندلوسي يعدد رسائل مباحثات الملك والغزواني وآثارها على “صراع الاستقطاب” بالمنطقة

ثمن الملك محمد السادس ورئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية؛ محمد ولد الشيخ الغزواني، التطور الإيجابي الذي تعرفه الشراكة المغربية – الموريتانية في جميع المجالات، مؤكدان خلال مباحثات جرت بينهما أمس الجمعة، حرصهما على تطوير مشاريع استراتيجية للربط بين البلدين الجارين، وكذا تنسيق مساهمتهما في إطار المبادرات الملكية بإفريقيا، خاصة أنبوب الغاز الإفريقي – الأطلسي، ومبادرة تسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي.
وتلقف المغاربة والموريتانيين البلاغات الصادرة عن هذه الزيارة بكثير من الإرتياح، في ما رأى البعض أن هذه الزيارة ليست عادية وسيكون لها تأثير عميق على الأحداث في المنطقة المغاربية، خاصة لدى الجارة الشرقية التي تحاول جاهدة بجر موريتانيا إلى أجنداتها؛ خاصة ما يعرف بالكثل الثلاثي الذي يهدف للقضاء على “حلم تكثل المغرب الكبير”.
تفاعلا مع ذلك، يرى رئيس المركز المغاربي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية؛ نبيل الأندلوسي، أن الزيارة التي قام بها الرئيس الموريتاني، إلى المغرب، رغم طابعها الشخصي والخاص المعلن، فإنها تحمل رسائل سياسية واقتصادية يؤكدها مضمون بلاغ الديوان الملكي، الذي أشار بوضوح إلى التطور الإيجابي للشراكة المغربية الموريتانية، ولدعم موريتانيا للمغرب في مشروع أنبوب الغاز الأفريقي الأطلسي والمبادرة الملكية لولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، معتبرا أن ذلك “ما يعطي للزيارة بعدا رسميا غير معلنا وطابعا سياسيا واقتصاديا”.

وأشار الأندلوسي في تصريح لصحيفة “آشكاين” الإخبارية، إلى أن هذه الزيارة تعتبر الأولى من نوعها لرئيس موريتاني في السلطة لما يزيد عن عقدين من الزمن، واصفا ذلك بـ”التطوير الإيجابي للعلاقات المغربية الموريتانية، التي رغم استقرارها النسبي كانت تتأثر بالتوتر المغربي الجزائري حول ملف الصحراء المغربية”.
وبحسب رئيس المركز المغاربي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية، فإن توقيت الزيارة كذلك له بعض الدلالات، خاصة أنها جاءت بعد زيارة الرئيس الجزائري لموريتانيا، مفسرا ذلك بأمرين، أولهما “محاولة موريتانيا الحفاظ على التوازن في العلاقة مع المغرب والجزائر”، وثانيهما “احتمال لعب دور الوساطة بين البلدين الجارين الذي أصبح التصعيد عنوان أزمتهما المتفاقمة، خاصة في السنوات الأخيرة”.
وأضاف المحلل السياسي، “في حالة أن الأمر لا يتعلق بلعب موريتانيا لدور الوساطة، فإنها ضربة للجزائر، التي باتت تعيش أزمة عزلة على المستوى الدولي، خاصة بعد الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء وتداعياته على العلاقات الجزائرية الفرنسية”.
وخلص الأندلوسي بالقول “شخصيا أتمنى أن تلعب موريتانيا دورا ايجابياً في ردم الصدع في العلاقات المغربية الجزائرية، في أفق بناء اتحاد مغاربي يحقق تكامل اقتصادي واستقرار سياسي لدول الاتحاد وعموم دول المنطقة”، وفق المتحدث.