“البوناني” يستنفر السلطات المغربية والإسبانية بسبتة ومليلية

مع اقتراب عطلة رأس السنة وعيد الميلاد، رفعت السلطات الإسبانية في مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين من درجة التأهب الأمني على السياجات الحدودية الفاصلة بين المدينتين ومنطقتي الفنيدق وبني انصار، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية المغربية. تهدف هذه التدابير إلى التصدي لمحاولات التسلل والهجرة غير النظامية التي عادة ما تشهد ارتفاعاً خلال هذه الفترة من العام.

تعزيز المراقبة وتشديد التدابير الأمنية

وتشمل الإجراءات الأمنية التي اتخذتها السلطات الإسبانية والمغربية مجموعة من الخطط المشددة، أبرزها نشر عناصر أمنية إضافية على طول الحدود، وتعزيز نقاط التفتيش والمراقبة باستخدام تقنيات متطورة، مثل الكاميرات الحرارية وأجهزة الاستشعار الليلية. وتأتي هذه التدابير في إطار استراتيجية شاملة تستهدف الحد من نشاط شبكات تهريب البشر التي تستغل أجواء الاحتفالات لتكثيف محاولاتها لعبور المهاجرين إلى أوروبا.

وعلى الجانب المغربي، تواصل السلطات الأمنية جهودها في مراقبة المناطق الساحلية القريبة من السياجات الحدودية، خاصة تلك المعروفة بكونها نقطة انطلاق لمحاولات التسلل سباحة نحو المدينتين المحتلتين. كما تشهد المناطق المحيطة بالسياج الحدودي تعزيزاً في دوريات الأمن، إلى جانب التنسيق المستمر مع الجانب الإسباني لتبادل المعلومات الاستخباراتية.

ازدحام خانق في باب سبتة

وتستغل شبكات التهريب أيضا الاكتضاض الذي تعرفه معابر بني انصار وباب سبتة في فترات العطل والأعياد لممارسة نشاطها، حيث شهد معبر باب سبتة اختناقات مرورية حادة مع تدفق مئات المغاربة المقيمين بالخارج الذين قصدوا المدينة للعبور إلى المغرب وقضاء عطلة رأس السنة مع عائلاتهم. إذ تجاوزت فترة انتظار السيارات في ساحة “لوما كولمينار” بالقوب من المعبر أربع ساعات، حيث امتلأت المواقف بالكامل، بينما تكدست أكثر من 500 مركبة في انتظار الوصول إلى الحدود، ما أثار حالة من التوتر بين العائلات.

ولتهدئة الوضع، أرسلت الشرطة الوطنية الإسبانية عناصر إضافية للسيطرة على الأوضاع، حيث شهدت المنطقة احتجاجات من العائلات المتضررة من بطء الإجراءات. وعلى الرغم من فتح ممرين إضافيين عند الحدود لتسريع حركة العبور، إلا أن التباطؤ الكبير استمر بسبب الأعداد المتزايدة من المركبات الوافدة.