2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
ترامب أمام فرصة تاريخية لحل نزاع الصحراء (مركز أبحاث أمريكي)

كشف مركز “19FortyFive” للأبحاث المتخصص في تحليل السياسة الخارجية والأمن القومي بأمريكا، في تقرير له بعنوان “كسر الجمود.. إطار استراتيجي لحل نزاع الصحراء”، إن الإدارة الأمريكية الجديدة، بقيادة دونالد ترامب، أمام فرصة وصفتها بـ”التاريخية” لحل النزاع في الصحراء المغربية بطريقة يمكن أن تعزز موقف الولايات المتحدة في مواجهة التحديات الأكثر تعقيدا في أوكرانيا وإيران والسودان وليبيا.
ويرى التقرير المذكور أن الحظة الحالية مهمة بشكل خاص بسبب التوافق الإقليمي غير المسبوق، بحيث أن الأطراف الرئيسية ذات القرب التاريخي والجغرافي من الصراع؛ خاصة فرنسا وإسبانيا، تتفق للمرة الأولى على دعم خطة الحكم الذاتي المغربية باعتبارها الحل الأكثر واقعية وبراكماتية.
وأوضح التقرير أن هذا التوافق الإقليمي يمكن أن تعزز عندما يمتد إلى موريتانيا، التي تحافظ على علاقات قوية مع فرنسا وتقف كواحدة من أكثر حلفاء الغرب موثوقية في المنطقة، بحيث أنها تحقق توازنا دقيقا بين المغرب والجزائر، مبرزا أن التقارب بين هذه الأطراف الفاعلة والحاسمة، التي تتمتع كل منها بروابط تاريخية عميقة ومصالح مباشرة في الاستقرار الإقليمي، يخلق نافذة فريدة لتحقيق حل دائم.
ووفق مركز “19FortyFive” للأبحاث، فإن حل نزاع الصحراء من شأنه أن يحقق ثلاث مصالح حيوية لواشنطن، أولها، منع الصين من توسيع نفوذها في الصحراء عبر ممر استراتيجي حيوي بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، ثم إظهار قدرة الولايات المتحدة على تحقيق نتائج إيجابية في المناطق المتنازع عليها، خاصة بعد الفشل في حرب أوكرانيا، فضلا عن تعزيز العلاقات مع الشركاء الموثوق بهم.
“ويمكن لفشل أمريكا في حل نزاع الصحراء أن يعرض مبادراتها الإستراتيجية للخطر لصالح الصين، التي قد تؤدي شراكاتها الصناعية والأمنية العميقة في شمال إفريقيا إلى إعادة تشكيل مشهد الإستراتيجي”، يسترسل المركز ذاته، مستدركا “لذلك، فإن التوافق الإقليمي غير المسبوق، والمصالح الأميركية الواضحة على المحك، يستوجب عمل إدارة ترامب القادمة لتأمين نجاح دبلوماسي مبكر”.
ولنجاح أمريكا في هذا المسعى، يضيف التقرير، يتطلب تحفيز المشاركة البناءة للجزائر التي تريد اعترافا بدورها الإقليمي، والعمل مع المغرب لتنفيذ أحكام الحكم الذاتي في الإقليم لدمج في أفق اقتصادية إقليمية أوسع.
ومن الخطوات التي يجب اتخاذها في هذا الإطار، تفكيك بعثة المينورسو، حيث أن العمل بهذه الألية يعزز الشكوك حول إمكانية حل هذا النزاع، كما أنها تستهلك موارد الدولة التي من شأنها أن تهدف إلى تحسين التنمية الاقتصادية والتعاون في مجال الأمن، بالإضافة إلى استبدال المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء.
وخلص المركز بالـتأكيد أن اتخاذ الإدارة الأمريكية لإجراء حاسم في هذا النزاع من شأنه أن يمنع القوى الأخرى من ملء الفراغ الدبلوماسي في شمال أفريقيا، مشددا على أن الاستفادة من الإجماع الجديد بين فرنسا وإسبانيا، والانخراط بحزم مع الجزائر، والبناء على الاختراقات المحتملة مع موريتانيا، يمكن للقيادة الأميركية أن تضع حدا لهذا الصراع المستمر منذ عقود والذي أعاق التكامل الاقتصادي الكامل بين المغرب ومنطقة البحر الأبيض المتوسط الأوسع.