2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، الإثنين 30 دجنبر 2024، اتصالا هاتفيا مع وزير خارجية النظام السوري الجديد، أسعد الشيباني، وذلك بعد عقد ونيف من القطيعة الدبلوماسية بين البلدين، عندما أغلق المغرب سفارته في سوريا نظام بشار الأسد سنة 2012.
وأفادت وزارة الخارجية والمغتربين في الجمهورية السورية، في بلاغ لها، أن “بوريطة أكد للوزير السوري في الإدارة الجديدة، على دعم المغرب للشعب السوري، ودعمه لسيادة سوريا ووحدة أراضيها والقواسم المشتركة بين البلدين وضرورة تعزيز العلاقات الدبلوماسية بما يخدم المصالح المشتركة”.
يأتي هذا التواصل، بعدما أكد عبيدة أرناؤوط المتحدث باسم ادارة الشؤون السياسية في دمشق، في حوار سابق له مع قناة “الجزيرة”، على أن “دول عديدة أبانت عن رغبتها في إعادة الروابط وفتح سفارة لها في دمشق، مشددا على أن المغرب واحد من هذه الدول التي استأنفت التواصل من أجل إعادة فتح سفارة لها”.
ويثير هذا الكثير من التساؤلات وما يمكن أن يستشف من هذه المحادثة بين الجانبين، وما قد يترتب عنها في مسار العاقات الثنائية بين الجانبين.

وفي هذا السياق، أوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، محمد بنطلحة الدكالي، أنه “بعد سنوات من الجفاء والقطيعة بين المملكة المغربية والنظام السوري، جرى أمس أول اتصال هاتفي ما بين وزير الخارجية المغربي ونظيره السوري السيد اسعد الشيباني”.
وأوضح بنطلحة، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “الجانبان أكدا على أواصر المودة والأخوة والعلاقة التي تربط بين الشعبين الشقيقين، كما أكد السيد ناصر بوريطة وزير الخارجية المغربية، تشبت المغرب بالوحدة السورية وبالوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، معربا له عن دعم المغرب لسيادة سوريا ووحدة أراضيها وكذا القواسم المشتركة بين البلدين، وضرورة تعزيز العلاقات الدبلوماسية بما يخدم المصالح المشتركة”.
ويرى بنطلحة أن “الاتصال الهاتفي فتح جسر المودة، وجسر التعاون بين المملكة المغربية والنظام السوري الجديد، ويؤكد موقف المغرب الثابت من الوحدة العربية وسلامة أراضيها”.
وخلص إلى أن “هذا الاتصال الهاتفي سيعقبه مزيد من اللقاءات، وسنترقب أن تتوطد العلاقات في القريب المقبل بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين”.

في سياق متصل، أوضح الخبير في العلاقات الدولية، ومدير “مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الاستراتيجية”: عبد الفتاح الفاتحي، أن “الدبلوماسية المغربية كعادتها تكون هادئة وتتبين في الأمور السياسية الدولية والخارجية، فحينما اقتنعت بأن هناك إرادة جديدة للتغيير ولخلق واقع جديد بعيد عن التشنج ويخدم مصلحة الشعوب، وخاصة الشعب السوري”.
وشدد الفاتحي في حديثه لـ”آشكاين”، على أن “المملكة المغربية اليوم مقتنعة بأن القيادة السورية الحالية تحتاج إلى الدعم وكل أشكال مناصرتها لاستتباب الأمن والاستقرار أولا بسوريا، وذلك لن يتأتى إلا ببناء علاقات قوية ومتينة، اقتصادية وسياسية فيما بين البلدين”.
وضاف أن “هذا سيفتح بابا جديدا للتعاون المغربي السوري بكافة الأشكال، خاصة على مستوى التجربة المغربية فيما يتعلق باستتباب الأمن والاستقرار بسوريا، والتنمية الاقتصادية وإعادة الإعمار وإعادة البناء وإعادة تمتين المؤسسات وباقي البنيات الاقتصادية والتنموية والاجتماعية”.
ويرى الفاتحي أنه “من الطبيعي أن يقود هذا لأفق وجود علاقة ود مستقبلية قوية بين الحكومة الجديدة في سوريا والمملكة المغربية، خلافا لما كان من مواقف غير طبيعية وغير ودية من الحكومة السورية السابقة، وخاصة فيما يتعلق بقضية الوحدة الترابية، حيث كانت سوريا من بين الأذرع، إلى جانب إيران، التي كانت تزايد على الوحدة الترابية للمملكة المغربية”.
ونبه إلى أن “هذا الاتصال الهاتفي يأت يفي سياق تكريس عودة العلاقات وتطبيعها مع القيادة الجديدة في سوريا، ما يؤشر بالفعل على قيام موقف جديد مناصر لقضية الوحدة الترابية ولمبدأ والتأكيد وتعزيز السيادة الوطنية، وفي هذا السياق تدافع المملكة المغربية عن وحدة سوريا، كاملة غير مجزئة وغير مقتسمة، وهو نفس الطرح الذي تتبناها القيادة السورية الحالية من أجل الحفاظ على سيادة سوريا كاملة وموحدة”.
وخلص إلى أنه “يمكن القول بأننا قد انهينا أدوار المزايدة السياسية على الوحدة الترابية للمملكة المغربية، في أفق تبلور موقف جديد مناصر لمبدأ السيادة الوطنية الوطنية والوحدة الترابية، وهذا ما يمكن التباحث حوله في علاقة التعاون المغربية السورية مع القيادة السورية الجديدة”.