2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

أجرى وزير الخارجية الجزائرية، أحمد عطاف، الخميس 2 يناير الجاري، مكالمات هاتفية مع نظرائه من كل من الجمهورية التونسية، والجمهورية الإسلامية الموريتانية، وليبيا.
ورغم أن الخارجية الجزائرية ألبست هذه المكالمات المتتالية مع دول مغاربية بلبوس التهنئة، إلا أنها لم تخلو من أمور مبطنة، وفق ما جاء في بيان الخارية الجزائرية التي أكدت أن “هذه الاتصالات الهاتفية شكلت فرصة لإطلاع الدول المغاربية على برنامج عمل الرئاسة الجزائرية لمجلس الأمن الأممي خلال شهر يناير، وكذا التشاور معهم حول عدد من القضايا السياسية ذات الاهتمام المشترك”.
وتأتي هذه الاتصالات كأول تحرك دبلوماسي في المنطقة بعد ساعات فقط من البيان شديد اللهجة الذي أصدرته الخارجية المالية تجاه الجزائر وتهمتها بدعم الإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية المالية داعية إياها إلى الاهتمام بشؤونها الداخلية وحل منطقة القبايل المطالبة بالاستقلال عن الجزائر، وهو ما جعل هذه الحركات الجزائرية حمالة الأوجه والدلالات في سياق عزلتها الإقليمية.

وفي هذا السياق، يرى الخبير في العلاقات الدولية وأستاذ العلوم السياسية، محمد العمراني بوخبزة، أن “الجزائر تعيش الآن حالة عزلة حقيقية بفعل مواقفها التي لم تستطع أن تخرج من الوضع القديم الذي كانت عليه كدولة تشتغل داخل القارة الإفريقية وفق منطق معين، بينما الآن هناك تحولات كبيرة عرفتها المنطقة بالخصوص، لكن للأسف لم تستطع الجزائر الخروج من تلك الوضعية”.
ويرى بوخبزة، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “استمرار الجزائر في نهج نفس المنهجية القديمة تسببت لها في عزلة حقيقية، ونلاحظ كيف أصبحت محاصرة بشكل كبير من طرف جيرانها وهي تبحث عن مخرج، لكنها كلما حاولت الخروج من حالة العزلة كلما ارتكبت الأخطاء، وتزيد في عزلتها”.
وشدد على أن “ما وقع مع مالي لا يمكن اعتباره وضعا استثنائيا أو خاصا، بل هو وضع تعيشه الجزائر مع باقي الجيران، سواء مع موريتانيا، مع المغرب، تشاد، ليبيا ومع تونس، ومسألة العزلة هاته واستمرار نهج نفس السياسة، جعلت دولا أخرى تحاول ما أمكن أن تنأى بنفسها عن الجزائر، بينما تحاول الأخيرة جر الدول الأخرى بشكل متعسف نحوها من أجل الخروج من هذه العزلة”.
ونبه إلى أنه “قد اتضح أن اختيارات الجزائر الخارجية كلها كانت خاطئة، وتسببت في خسارة الكثير من الحلفاء، فما يقع في الشرق الأوسط بالنسبة لإيران بالخصوص، التي شكلت دائما معها محورا، وسوريا بالأساس وسقوط بشار الأسد، يوضح أن كل ما تتحالف معه الجزائر مآله الإنهيار أو العزلة”.
وأكد على أن “الجزائر تحاول الآن، ما أمكن، بناء تحالفات جديدة ولكنها بمنطق قديم، وهو الأمر الذي لا تستسيغه الكثير من دول المنطقة، رغم أن الجزائر تشتغل بشكل مكشوف من أجل تجاوز حالة العزلة ومواجهة الإشكالات الداخلية، والضغط على المغرب، وكلها محاولات ستدفع في آخر المطاف الكثير من دول الجوار إلى الابتعاد عن الجزائر، لأن منطقها منطق لا يساير التوجهات العالمية، ولا يساير مصالح هاته الدول”.
وأبرز أنه “هذا التحرك الدبلوماسي الذي تقوم به وزارة الخارجية الجزائرية قد لا يفضي إلى أي نتائج إيجابية، بل على العكس من ذلك، سيدفع في اتجاه اللا استقرار، لأنها تحاول دفع دول إلى اتخاذ خطوات هي لا تقبلها ولا تخدم مصالحها، فمثلا عندما تضغط على ليبيا، ووضعها يعلمها الجميع، وتضغط على تونس ووضعها يعلمه الجميع، وتضغط على موريتانيا، والجميع يعلم أن موريتانيا دائما تحاول أن تنأى بنفسها عن التقاطبات”.
وخلص إلى أن “هذا السلوك الذي تقوم به الجزائر الآن، قد يفضي إلى نتائج عكسية تهدد استقرار وأمن هاته المنطقة، لأن أغراضها مكشوفة تتمثل في النيل من المغرب ومحاولة عزل المغرب عن محيطه الإقليمي”.