2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

عاد الحرس المدني الإسباني، يوم أمس الثلاثاء، إلى المنطقة الصناعية بـ”تراخال” في سبتة المحتلة، حيث تم اكتشاف نفق يربط المدينة بالمغرب يرجح أنه استُخدم لتهريب المخدرات على مدى سنوات. وشهدت المنطقة تواجدًا مكثفًا لقوات الأمن الإسبانية، التي فرضت قيودًا على الحركة في الشارع المركزي، تمامًا كما حدث قبل أسبوعين في عملية مشابهة أثارت اهتمام وسائل الإعلام الإسبانية. بينما في الجانب الآخر من السياج الحدودي ضواحي الفنيدق، لوحظ انتشار لعناصر الدرك الملكي بالقرب من السياج، في مشهد غير معتاد يشير إلى تنسيق جاري بين الطرفين لتحديد امتدادات النقق.
وحسب مصادر إعلامية إسبانية، فقد تواصلت التحقيقات بشأن النفق، الذي يمتد لعمق 12 مترًا وعرضه لا يتجاوز 60 سنتيمترًا، حيث أرسلت السلطات الإسبانية فرقًا متخصصة لإزالة المياه المتجمعة داخله بفعل الأمطار، استعدادا لدخول فرق متخصصة لاستكشاف امتداداته.

وبالتوازي مع التحركات الأمنية في سبتة السليبة، تشير المصادر ذاتها، إلى أنه تم رصد أنشطة غير اعتيادية في جانب الفنيدق، تحديدًا في منطقة سكنية خاضعة لإجراءات عسكرية. إحدى المنازل، التي أثارت الشبهات في الأسابيع الماضية بعد عملية تفتيش من قبل السلطات المغربية، لا تزال محط اهتمام المحققين، في حين ظهرت علامات انهيار على منزل آخر مجاور له، يتطابق موقعه مع التقديرات التي تفيد بأن النفق يمتد لمسافة تقارب 50 مترًا.
وتأتي هذه التطورات بعد أن أرسلت قاضية في المحكمة الوطنية الإسبانية، ماريا تاردون، طلبًا رسميًا إلى السلطات المغربية من أجل المساعدة في التحقيقات، وسط ترقب لمعرفة مدى تجاوب السلطات المغربية مع هذا الملف المعقد.

يذكر أن مقاطع فيديو سابقة نشرها الحرس المدني الإسباني، أظهرت أن النفق مجهز بإنارة ومدعّم بتجهيزات احترافية، ما يشير إلى تدخل جهات ذات خبرة في إنشائه باستخدام معدات ثقيلة. هذا التطور يفتح الباب أمام مزيد من التساؤلات حول مدى تعقيد الشبكة التي استغلت هذا المسار السري لنقل البضائع المحظورة بين جانبي الحدود.


