2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
وزير خارجية موريتانيا الأسبق: معبر السمارة موريتانيا قرار سيادي وليس عدائيا حتى لو كان مزعجا لأطراف

أكد وزير الخارجية الموريتانية الأسبق، أحمد ولد عبد الله، على ان قرار موريتانيا إحداث طريق بري جديد يربط مدينة السمارة في الصحراء المغربية بموريتانيا، قرار سيادي لموريتانيا وليس عدائيا رغم تسببه في إزعاج بعض الأطراف، في إشارة إلى الجزائر وجبهة البوليساريو.
وفي رده على سؤال ضمن حوار مع إذاعة فرنسا الدولية “RFI”، عما إن كانت موافقة موريتانيا على فتح معبر حدودي جديد مع المغرب، فيه إشارة سياسية من الجانب الموريتاني، رد الوزير الأسبق أحمد ولد عبد الله، أن المبدأ ينص على أن أي بلد يتمتع بسيادته وبحرية التنقل والاستثمار والعمل على أراضيه الوطنية”.
وشدد على أنه “”إذا فتحت موريتانيا طريقا في جزء من أراضيها الوطنية، سواء مع الحدود الجزائرية، أو سواء كانت تقوم حاليا ببناء الجسر مع السنغال على نهر روسو، أو توسع الطريق الذي يربطها من باسيكونو إلى مالي، فإنه لا يرى ذلك من حيث المبدأ عملا عدائيا حتى لو كان مزعجا، ولا يراه معاديا لأي دولة أو منظمة”.
ونفى ولد عبد الله خروج موريتانيا عن حيادها في ملف الصحراء، حينما سأله الصحفي عما إن كان إحداث هذه الطريق الرابطة بين السمارة وموريتانيا يعني ابتعاد موريتانيا عن حيادها التاريخي في النزاع حول الصحراء وتقترب من المغرب.
وأكد المسؤول الموريتاني الأسبق في جوابه، أنه “البيان الذي وقعته موريتانيا في غشت 1979، والذي كتبه هو بنفسه، تحدث عن “الحياد التام””، لكنه لا يعني أن موريتانيا ستخلى عن مصالح البلاد، خاصة في منطقة عبور مع الساحل وهي منطقة تجارية”، مؤكدا أنه “لا يرى في إحداث هذه الطريق أي خروج عن الحياد الموريتاني في ملف الصحراء، سواء كان إحداثها لهذه الطريق مع مالي أو المغرب أو السنغال أو الجزائر”.
وعن المميزات الاقتصادية التي دفعت موريتانيا للموافقة على إحداث هذا الخط البري مع السمارة رغم وجود معبر الكركارات، أوضح ولد عبد الله أن “الصحافة السنغالية تحدثت بدورها عن هذا الطريق وعن إنشاء خط ملاحي من الداخلة مباشرة إلى داكار، في إشارة إلى المبادرة الاطلسية، والأخير سيؤدي إلى تسريع التجارة بين موريتانيا والمغرب وبين شمال أوروبا وإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ومن المحتمل أن يؤدي هذا المسار إلى تسريع إنتاج المنتجات وخفض الأسعار، وسيسمح ذلك لدول تحالف الساحل الثلاث بحماية نفسها من أزمة إضافية محتملة مع الدول الساحلية في المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا.
وفيما يخص التهديدات التي أطلقتها البوليساريو تجاه موريتانيا بشن حرب عليها إذا فتحت هذا الطريق، أجاب المتحدث أنه “طالما كان هناك صراع، فهناك دائمًا خطر التصعيد العسكري، مذكر بما حدث في معبر الكركارات قبل سنوات”، مشيرا إلى أن “موريتانيا ليست ملومة على ذلك، بقدر ما قد تكون دولة مجاورة، سواء كانت السنغال أو مالي أو الجزائر”.
جاء هذا بعدما باشر المغرب إحداث الطريق الحدودي الذي يربط السمارة في الصحراء المغربية بدولة موريتانيا، بعد تأشير الحكومة الموريتانية على إنشاء المعبر المذكور.
ووافقت وزارة الداخلية الموريتانية رسميا عن افتتاح معبر بري حدودي جديد يحمل إسم” أمغالا” يربط مدينة السمار جنوب المملكة المغربية مع مقاطعة بير أمكرين بولاية تيرس آزمور شمال موريتانيا.
من جهته أكد المدير الإقليمي للتجهيز والنقل واللوجستيك بالسمارة، سميح الزماري، الثلاثاء 18 فبراير 2025 بالسمارة، أن نسبة التقدم الإجمالية لأشغال إنجاز المحور الطرقي (الطريق الوطني رقم 17 و الطريق الوطني رقم 17ب) الذي يربط السمارة بالحدود الموريتانية عبر جماعتي أمكالا وتيفاريتي، على طول 93 كلم، تجاوزت 95 بالمائة.
ويأتي شروع الطرفين الموريتاني والمغربي في تنزيل مشروع المعبر الحدودي الجديد، بعد وقت وجيز من تهديديات البوليساريو لموريتانيا بعدم اتخاد هذه الخطوة،