2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

تشهد جماعة أصيلة منافسة شرسة بين النائب الأول للرئيس الراحل، محمد بنعيسى، جابر العدلاني، والنائب الثاني عبد الله الكعبوري، للفوز بتزكية حزب الأصالة والمعاصرة للترشح لرئاسة الجماعة.
ويأتي هذا السباق في سياق استكمال والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، يونس التازي، للإجراءات القانونية لإعلان شغور منصب الرئيس، بعد تلقيه رسمياً شهادة وفاة بن عيسى، تمهيداً لعقد دورة استثنائية لانتخاب الرئيس الجديد وأعضاء المكتب، حسب مصادر مطلعة.
ويُعتبر الفوز بتزكية “البام” مفتاح الوصول إلى الرئاسة، نظراً لهيمنة الحزب على المجلس الجماعي بـ22 مستشاراً ومستشارة، ما يجعله القوة الحاسمة في تحديد الرئيس المقبل.
ورغم وجود مستشارين آخرين من أحزاب الاتحاد الدستوري والاتحاد الاشتراكي، فإن أي مرشح خارج مظلة الأصالة والمعاصرة سيواجه صعوبة في جمع 15 صوتاً اللازمة للفوز. لذلك، فإن الصراع الحقيقي يدور بين العدلاني والكعبوري، في ظل ترقب شديد من الأوساط السياسية والمحلية لمعرفة قرار الحزب.
ويفرض حزب الأصالة والمعاصرة انضباطاً صارماً على مستشاريه، إذ لا يملك أي عضو حرية الترشح دون تزكية رسمية، وإلا سيكون عرضة للمساءلة القانونية أمام المحكمة الإدارية، إلى جانب من يمنحه صوته، كما قد يواجه الطرد من الحزب والحرمان من الترشح في الاستحقاقات المقبلة، كما هو الحال في حالات سابقة اتجهت فيها الأمانة العامة الجهوية للحزب للقضاء لتجريد مستشارين من عضويتهم من جماعات ترابية بسبب عدم انضباطهم لتوجيهات الحزب. هذا الأمر يجعل التنافس محصوراً في إطار الحزب، حيث ستحدد الأمانة الجهوية للـ”بام” هوية المرشح الرسمي، منهية بذلك أي محاولات للتمرد على قراراتها.
ويعكس هذا السباق المحموم مدى الأهمية التي يوليها الحزب لمنصب رئيس جماعة أصيلة، خاصة في ظل التحديات التنموية والإدارية التي تواجهها الجماعة بعد عقود من تسييرها من قبل الراحل محمد بن عيسى. كما أن الفوز بالرئاسة يعني التحكم في خريطة التحالفات داخل المجلس، وهو ما يجعل معركة التزكية لا تقل أهمية عن الانتخابات نفسها.
وفي انتظار الحسم الرسمي في المرشح الذي سيحظى بدعم “البام”، تبقى كل السيناريوهات مفتوحة، لكن المؤكد أن الرئيس المقبل لن يخرج عن دائرة من يحصل على التزكية الحزبية من العدلاني والكعبوري، في ظل قبضة الحزب المحكمة على المشهد السياسي داخل المجلس الجماعي.