لماذا وإلى أين ؟

اعتقالات سياسية.. محاصرة “الإتحاد الوطني” بعد محاولات الإنقلاب

قبل الحديث عن المحاكمة وظروفها، ومن أجل الوقوف على أهميتها وحساسيتها، لابد من الإحاطة بالسياق العام الذي كان المغرب يشهده خلال سبعينيات القرن الماضي، خاصة بعد تعرض نظام المملكة حينها لمحاولتين انقلابيتين فاشلتين سنتي 1971 و1972، أثرت على الجو العام والوضع الأمني بالبلد.

فمنذ المحاولتين الإنقلابيتين على نظام الحسن الثاني، بدأت الإعتقالات في كل الإتجاهات، وهنا نشير إلى أحداث مولاي بوعزة سنة 1973 التي اعتقلي فيها مناضلي الاتحاد الوطني للقوات الشعبية وما تلى ذلك من محاول استئصال هذا الحزب واعتقال ما يزيد عن 5000 مناضل اتحادي في مختلف المناطق.

وحين زاد الضغط على مناضلي الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، فسح المجال بمصراعيه أمام اليسار الجديد الذي خرج بقوة وبحجم كبير خلال هذه المرحلة، بداية من فاتح ماي 1973، والمتمثل في الحركة الماركسية اللينينية التي آمنت بقيام نظام جمهوري في المغرب، عن طريق التحالف مع العمال والفلاحين والحزب الثوري ومنه خوض حرب التحرير الشعبية وقلب نظام الملكية.

وخلال هذه الفترة عرفت المملكة تشكل تنظيمات ماركسية لينينية مؤطرة بالفكر الاشتراكي، تمثلت في منظمة إلى الأمام، منظمة 23 مارس ولنخدم الشعب. فبالنسبة للأولى خرجت من رحم التنظيم حيث انشقت عن حزب التحرر والاشتراكية (حزب التقدم والإشتراكية حاليا) وهي التي تحولت فيما بعد إلى منظمة إلى الأمام.

أما الجماعة الثانية فهي التي سهر على تقعيدها قيادات من قبيل عبد اللطيف الدرقاوي، سيون أسيدون، كمال الحبيب ومحمد باري، والتي تكونت بعد تكتل الأنوية الطلابية والتلاميذية وبعض القيادات السياسية اليسارية الشابة، إضافة إلى بعض الطلائع النقابية وبعض رموز الحركة الثقافية الثورية خلال الستينيات؛ وخصوصا بعد أحداث 23 مارس 1965 والتي تم توحيدها خلال 1970، وبالتالي أنتجت ما يسمى بمنظمة 23 مارس.

وبعدها “منظمة لنخدم الشعب” ذات المرجعية الماوية (نسبة إلى الزعيم الصيني ماوتسي تونغ)، الذي له كتاب صغير تحت عنوان “لنخدم الشعب” والتي لعب فيها كل من عمر الزايدي ومحمد شغو الدور الأكبر.

تعرضت الحركة الماركسية اللينينية لتضييق خانق من لدن النظام القائم والمتمثل في الاعتقالات المتتالية بداية من 2 ،3 ،4، 5 و6 نونبر من سنة 1974، حيث استقبل معتقل “درب مولاي الشريف” خلال شهر يناير من سنة 1975 ما يزيد عن 600 معتقل، ناهيك عن المعتقلات السرية الأخرى.

لتبدأ بعدها مرحلة التحقيقات والحراسة النظرية في أماكن مجهولة فاقت في بعض الأحيان عشرة أشهر، وتعرض أغلبهم للتعذيب من أجل الكشف عن معطيات تهم المخططات والمقرات السرية لمنظمتي “إلى الأمام” و”23 مارس”.

الحلقة 1: نوبير الأموي، من قرى بني أحمد إلى أشهر معتقل نقابي

الحلقة 2: “البوليس السري” يحاصر منزل نوبير الأموي

الحلقة 3: “قطاطعية” الحكومة يرسلون الأموي إلى السجن

الحلقة 4: تطويق المحكمة وسقوط 30 جريحا وترحيل جزائريين في أول جلسات محاكمة الأموي

الحلقة 5: المحكمة ترفض استدعاء أعضاء الحكومة لمواجهة الأموي

الحلقة 6: إدانة الأموي بالسجن و”حجز” ملف محاكمته داخل مكتب

الحلقة 7: حجز ملف الاموي وحصار المحاميين والإعتداء على الصحافيين والحقوقيين

الحلقة 8: الحسن الثاني يخرج الأموي من السجن

الحلقة 9: قضية السرفاتي ومن معه الذين خططوا لقبل الحكم في المغرب

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x