لماذا وإلى أين ؟

مكاوي يكشف خلفيات استضافة مالي لاجتماع رؤساء أركان القوات الجوية لدول الساحل وعلاقته بالجزائر

احتضنت جمهورية مالي اجتماعا لرؤساء أركان القوات الجوية لدول الساحل، لدول الساحل، لدول النيجر ومالي وبوركينافوسو، في ظل أزمتها مع الجزائر.

ومما جاء في بلاغ الاجتماع المنعقد يوم الأربعاء، نشرته القوات المسلحة المالية، هو أن هذا اللقاء يعكس “الرغبة المشتركة للدول الأعضاء في بناء دفاع موحد وفعال في مواجهة تحديات الأمن الإقليمي”.

وجاء هذا في ظل الأوضاع المتوترة بين مالي والجزائر، ما يعطي لهذا الاجتماع أبعادا ودلالات متعددة.

عبد الرحمان مكاوي ــ أستاذ جامعي وخبير في الشؤون الإستراتيجية والعسكرية

وفي هذا السياق، أوضح الخبير المغربي العسكري، عبد الرحمان مكاوي، أن “اجتماع رؤساء أركان القوات الجوية لدول التحالف في الساحل المالي: نيجيريا، بوركينا فاسو يأتي بعد إحداث تنسيقية رؤساء الأركان الجوية للدول الثلاث لتعزيز التعاون العسكري بين هذه البلدان في مواجهة التحديات الأمنية الإقليمية”.

وأوضح مكاوي، في حديثه لـ”آشكاين”، أن “الاجتماع وركز على دعم القوات الجوية، وخاصة سلاح الطائرات المسيرة الذي أصبح أداة فعالة في مواجهة الجماعات الإرهابية والمخاطر التي تتعرض لها الدول الثلاث من قِبَل “الأخ الأكبر” في المنطقة”.

وأشار إلى أن “هذه الاجتماعات تمت في قواعد موبتي العسكرية استراتيجية، منها قاعدة للطائرات المسيرة في “برقدار إقنجي”، بالإضافة إلى منطقة أخرى في شرق مالي، ومن الملاحظ أن دعم سلاح الطائرات المسيرة، الذي حظي بدعم من روسيا وتركيا، أصبح عاملاً حاسماً في تعزيز الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الشاسعة التي تبلغ مساحتها خمسة ملايين وثلاثمائة ألف كيلومتر مربع، وتشمل مالي والنيجر وبوركينا فاسو”.

وأبرز أن “هذه الدول الثلاث اقتنت مؤخراً على أسلحة متطورة من روسيا وتركيا، وكذلك من الصين وإيران، ويأتي هذا التوجه السريع نحو التسلح في المنطقة بعد إسقاط الجزائر أو إحدى جماعات الأزواد لطائرة مسيرة من نوع “برقدار إقنجي” التركية المتطورة”.

ويرى أنه “نظراً للموقع الجيوستراتيجي المعقد والشاسع لمنطقة تحالف دول الساحل، أصبحت طائرات “برقدار” والطائرات ذات الصفات القتالية تلعب دوراً محورياً في الدفاع عن أمن هذه الدول وحدودها وأمنها القومي، فقد أصبحت الطائرات المسيرة والقوات الجوية تحت قيادة مشتركة لرؤساء أركان القوات الجوية في الدول الثلاث، مما يعني أن سلاح الجو سيلعب دوراً أساسياً في مواجهة التهديدات التي يتعرض لها هذا التحالف”.

وخلص إلى  أن “المقولة الشهيرة: ‘من يسيطر على الجو يسيطر على البر’ تفسر ميول دول التحالف الساحلي الثلاث ،مالي، النيجر، بوركينا فاسو، نحو اقتناء أسلحة متطورة، خاصة الطائرات المسيرة والمروحيات والطائرات الحربية من روسيا وتركيا وإيران والصين، إضافة إلى أنظمة الدفاع الجوي”.

وخلص إلى أن “هذه الترسانة العسكرية تمنح جيوش هذه الدول المذكورة القدرة على السيطرة على المجال الجوي والأرضي لمواجهة الجماعات الإرهابية التي باتت هي الأخرى تمتلك أسلحة متطورة، كما تعزز قدرة التحالف على حماية حدود هذا التحلف من هيمنة ومطامع قوة جارّة كبيرة”

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x